{توفني مسلما وألحقني بالصالحين}

الكاتب: المدير -
{توفني مسلما وألحقني بالصالحين}
"? تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ?

 

رحلةٌ طويلةٌ من الابتلاء قضاها الكريمُ بنُ الكريمِ بنِ الكريمِ بنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم الصَّلاة والسَّلام أجمعين، رحلةُ الصَّبر والتَّقوى، والإخلاص والاعتصام بالمولى، والدَّعوة إلى التَّوحيد والإيمان، وعبادة الله بإحسان، كانت عاقبتُها التَّمكينَ في الأرض، والظُّهورَ على الخلق بالحقِّ ? إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ? ]يوسف : 90].




ولما أقبلتِ الدُّنيا عليه، وسجد إخوته بين يديه، وقد رفع أبوَيْهِ على عرشه، وصرَّفَ البلادَ والعبادَ بأمره ونهيه، التجأ إلى الله مُخبتًا مُنيبًا ودعاه: ? تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ? ]يوسف : 101].




إنه يطلب الثَّبات حتى الممات؛ وهو النَّبيُّ المجتبى، ويسأل الوفاة على الإسلام؛ وهو المعصوم، ويرجو اللحاق بالصَّالحين، ولقاء الأنبياء والمرسلين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.

ولقد سمَّى الله قصة يوسفَ بأحسنِ القَصصِ، لِيعتبرَ بها أهلُ الإيمان، ويقتديَ بيوسفَ عليه السَّلام كلُّ من تدبَّرَ القرآنَ. ? أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ? ]الأنعام : 90].




فيا أهلَ القرآن! إنَّما الدُّنيا ممرٌّ، ليس فيها مُقامٌ أو مستقرٌّ، وطريقٌ للابتلاء آخره الحساب والجزاء، ولا يَسْلَمُ إلَّا من أسلمَ لله واستسلمَ؛ فوحَّده سبحانه لا شريك له، وأطاعه راغبًا متقرِّبًا إليه، ولا يثبُتُ على ذلك إلَّا الموفَّق، فالقلب أشدُّ تقلُّبًا من القِدْرِ إذا اجتمعتْ غليانًا، والنَّفس أمَّارةٌ بالسُّوء، والشَّيطان يُزيِّن ويُغري، وزخارف الدُّنيا تَفتِن وتُلهي، والموت يأتي بغتةً، ولا يعلم المرءُ بماذا يُختمُ له؟




عن أنسٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أن يقول: يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك فقلت: يا نبيَّ الله آمنَّا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم؛ إنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يُقلِّبها كيف يشاء.




ومن ثبت على الحقِّ حتَّى يلقى الحقَّ سبحانه، أنزله الله منازلَ أهلِ الحقِّ في جنَّته، والكيِّس الفطِن يتطلَّع إلى الرَّفيق قبل الطَّريق، ويطلب الجار قبل الدار، فاجعلنا اللَّهم مع الَّذين أنعمت عليهم من النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين، وأكرمنا بجوارك في دار كرامتك.


"
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook