ما معنى هذه الآية؟ تقف هذه الفقرة مع تفسير قوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} في سورة الحج، وهذه الآية تصف حال فئة من الناس ورد ذكرهم في الآية السابقة لها، إذ يقول تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}، وقد روى غير واحد من المفسرين -ومنهم الإمام القرطبي- أنّه هذه الآية وما سبقها قد نزلت في النضر بن الحارث أحد أعداء الإسلام؛ إذ كان يجادل في الله بغير علم، فكان يُنكر البعث ويُنكر نبوّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان يقول إنّ الملائكة بنات الله تعالى -حاشا لله- وروي كذلك عن ابن عبّاس أنّها نزلت في أبي جهل، والقول الأوّل أشهر، فتقول هذه الآية في وصف الذي يُجادل في الله بغير علم إنّه: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}، والمُراد بقوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ}