ثلاث فوائد عظيمة للتوبة

الكاتب: المدير -
ثلاث فوائد عظيمة للتوبة
"ثلاث فوائد عظيمة للتوبة




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالحديث عن التوبة حديثٌ يبهج النفس ويفرحها؛ لماذا؟ لأنه رجوع إلى الصواب، وهداية إلى الحق، وسبب للفلاح والنجاح، ولعلي أعرض عليك أخي الكريم ثلاثَ فوائدَ عظيمة إذا تبتَ إلى الله تعالى من أي معصية من المعاصي، وهذه الفوائد الثلاث أنت المستفيد الأول منها، كما أنه يستفيد منها أيضًا مجتمعك الصغير والكبير، وبها تتحسن حياتك ومعيشتك، وتكون من خلالها أيضًا فرحًا مسرورًا مبتهجًا نادمًا على أوقات مضت كيف لم تستدرك ذلك بالتوبة.

 

إن هذه الفوائد الثلاث دلَّت عليها النصوص الشرعية وأثبتتها بقوة، فالفائدة الأولى منها:

أن الله عز وجل العظيم وهو مالك الملك، وخالق الخلق، ومدبر الأمور - يفرح فرحًا شديدًا بتوبتك، وقد مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفرح بالرجل الذي ضلَّتْ عنه دابَّتُه وعليها طعامه وشرابه، ثم بحث عنها كلَّ البحث فلم يجدها، فكاد أن يموت من الجوع والعطش، ثم نام تحت شجرة ينتظر الموت، ثم استيقظ فوجدها عند رأسه ففرح فرحًا شديدًا، ثم قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شدة الفرح، فالله تعالى أشد فرحًا بتوبة عبده من هذا الرجلِ بدابَّتِه، أليس ذلك كافيًا أن ترجع عن معصيتك ليفرح بك ربُّك ذلك الفرح الشديد؟ وكن على ثقة أنه إذا فرح بك أعطاك ما تريد، وأغدق عليك من النعم ما اللهُ به عليم.

 

الفائدة الثانية للتوبة: أن جميع سيئاتك التي كُتبت عليك مهما كثرت فهي ستقلب لك حسنات؛ لهذا يقول الله تبارك وتعالى: ? فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ? [الفرقان: 70]، ألا يكون ذلك دافعًا لنا جميعًا أن نتوب عن معاصينا؛ حتى تقلب لنا ملايين السيئات إلى حسنات؟ وإن كان ذلك كذلك فأبشِروا بالخير يأتِكم من كل جانب، فلو كانت تلك السيئات على المغفرة فقط، لكان ذلك ربحًا عظيمًا، فكيف والأمر يزيد على المغفرة أنها أيضًا تبدَّل إلى حسنات؟ فهنيئًا للتائبين!

 

الفائدة الثالثة: أن الملائكة الكرام يدعون ويستغفرون للتائبين، حيث يقول الله تبارك وتعالى عنهم أنهم يقولون: ? فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ? [غافر: 7 - 9] الآية.. فللتائبين الاستقرار، والنجاة من النار، ودخول الجنان، والدعاء أيضًا يشمل الآباء والأزواج والذرية.

 

كلُّ هذا من دعوات الملائكة لك أخي الكريم إذا تبتَ، فهل يفرِّط في تلك المكاسب العظيمة عاقلٌ حصيف بسبب تسويل من الشيطان في معصية يفعلها أو يقولها؟ واللهِ ثم والله إن واحدة مما سبق من فرح الله تعالى، وتبديل السيئات إلى حسنات، ودعاء الملائكة - لكافيةٌ في أن يتوب ويرجع، فكيف بها كلِّها مجتمعة؟

 

يا أخي الكريم، أسرِع ولا تفُتْك تلك الخيراتُ العظيمة، ثم لو لم يتب ذلك العاصي من معصيته، فما هو الواقع؟ إنه شديد إن لم يعفُ الله عنه، وأليم إن لم تدركه المغفرة، فالأمر الآن بين يديك وباستطاعتك أن تُحدِثَ توبةً الآن ولو من بعض المعاصي، حتى تتتابع التوبات لديك، فإن لم تستطع التوبة منها جميعًا، فتُبْ كلَّ يوم من عمل سيئ حتى تأتي عليها كلها، واستثمر حياتك؛ فإني والله لك من الناصحين، وماذا يتمنى الذي كان عاصيًا ومات على معصية؟ لا شك أنه يتمنى الرجوع ليتوب، فأنت الآن في زمن الإمكان، وفي أمنية ذلك الرجل، ففكِّرْ في أمرك، واسأل الله تعالى أن يعينك على التوبة.

 

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعًا من التائبين والمنيبين إليه.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook