حافة خُفّ بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
حافة خُفّ بالرياض في المملكة العربية السعودية

حافة خُفّ بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تظهر حافة خف أولاً في منطقة القصيم باسم حافة صفراء المربَّع حتى العَمَار على دائرة عرض 33 َ 25 ْ شمالاً وخط طول 18 َ 44 ْ شرقًا، لكنها تظهر أيضًا في منطقة الرياض باسم حافة صفراء السِّر. وتستمر نحو الجنوب الشرقي دون انقطاع حتى دائرة عرض 50 َ 24 ْ شمالاً وخط طول 34 َ 44 ْ شرقًا تقريبًا حيث يخترقها وادي مَغِيْب أمام جبال غُرَّب، ومن هنا جنوبًا يتحول اسم حافة صفراء السِّر إلى اسم محلي هو حافة صفراء حَقِيل حتى دائرة عرض 43 َ 24 ْ شمالاً، عندئذٍ يخترقها وادي التَّسْرِير الذي يمر من خلاله طريق الرياض - مكة المكرمة القديم ما بين شَقْراء والدَّوَادِمِي، وبعد ذلك يتحوَّل الاسم إلى حافة صفراء الدُّمَيْثِيَات، وبعد هذا جنوبًا تتحول هذه الحافة إلى خشوم جبلية بارزة وجبال منفردة، مثل: جبال خُفّ التي قطعتها الشعاب والأودية، حيث تجري شرقًا، ومنها: وادي العَبْسَة الذي يمر بين خشم العَبْسَة والظَّعينَة، ووادي سُوفَة، ووادي الحَرْمَليَّة، ووادي القُوَيْعِيَّة، وتنتهي هذه الحافة عند دائرة عرض 00 َ 23 ْ شمالاً عند الهُوَّة. وهنا يستطيع وادي العَمْق الذي كان يجري باتجاه الجنوب الشرقي نحو وادي الرَّكَا أن يلتف حول نهاية الحافة قبل اتصاله بوادي الرَّكَا، ثم يتجهان معًا نحو الشمال الشرقي إلى الغرب من نفود الدِّحِي لينتهيا في منخفض كبير ذي سباخ متميزة  
 
- عروق الرمال:
 
ترسبت إلى الشرق من الحافات السابقة كميات هائلة مستمرة من الرمال التي تتخذ أسماء محلية مختلفة، وهي تتخذ اتجاه الحافات الجبلية من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
 
أ) عِرْق الطُرْفِيَّة ونُفُود صَعَافِيق ونُفُود السِّر:
 
عند دائرة عرض 41 َ 26 ْ شمالاً يبدأ عُرَيْق الطُرْفِيِّة الذي يستمر نحو الجنوب الشرقي ويتصل بنفود صعافيق أمام الربيعية والشماسية، وأمام دائرة عرض أم سدرة حيث يمر خط الرياض - القصيم السريع تبدأ نفود السر التي تستمر في الاتجاه نحو الجنوب الشرقي حتى دائرة عرض 12 َ 24 ْ شمالاً عند مزارع المليحية على مسافة نحو 10كم جنوب خط الرياض - مكة المكرمة السريع. إن نفود صعافيق  هي جزء من نفود السر، لذا يمكن القول بأن نفود السر تبدأ من مجرى وادي الرمة جنوبًا  ،  وكانت نفود صعافيق تعرف قديمًا (بالشعافيق)، ذكر ذلك العبودي وقال: " قد رأيت الهمداني ذكر ما يفيد بأن اسمه القديم كان (الشعافيق). حيث قال: ثم ترجع عن بطن السرير (السر) يحفك رمل الشعافيق عن يسارك وأنت مستقبل مطلع الشمس "  
 
ويبلغ امتداد عريق الطرفية نحو 38كم؛ إذ إنه يمتد إلى مجرى وادي الرمة، وهناك يتصل به لسان من نفود الغميس، أما عرضه فلا يتجاوز 4كم، ولكنه جنوب دائرة عرض 30 َ 26 ْ شمالاً يبدأ عرضه في الازدياد نتيجة قربه من نفود الغميس ومجرى وادي الرمة. ولا يمكن قياس مساحته الإجمالية نتيجة تداخله مع مناطق رملية أخرى.
 
ويبلغ امتداد نُفُود السِّر 280كم من جنوب مجرى وادي الرُّمَة حتى نهايته عند مزارع المُلَيْحِيَّة، أما عرضها فيراوح بين 22كم في أقصى اتساع لها أمام نُفُود المَلْحَاء و 6كم في جزئها الجنوبي جنوب دائرة عرض 50 َ 24 ْ شمالاً، ومساحتها الإجمالية تبلغ 3698كم 
 
وتحسن الإشارة إلى أن الطرف الشمالي الغربي لنفود السر يُسمَّى أسماء محلية هي: عريق الطرفية، ونفود صعافيق التي توجد في منطقة القصيم. ويشتهر نُفُود السِّر بكثرة النوازي، واسم نُفُود السِّر قديمًا هو (رملة جُرَاد)، قال ابن جنيدل:
 
" نُفُود السِّر تلال وكثبان رملية معترضة من الشمال إلى الجنوب، يوازي بعضها بعضًا، وفيما بينها انخفاضات هابطة تسمى الواحدة منها خِبَّة، وتنفذها القوافل من الشرق إلى الغرب مع مسالك رملية تسمى خلولاً - الواحد منها خَلاًّ - وهذا النُفُود ينتهي طرفه الشمالي بعريق رمل بقرب الشُّمَاسِيَّة شرق مدينة بُرَيْدَة، وفيما ينتهي طرفه الجنوبي شرق بلدة القُوَيْعِيَّة، ومنقطعه يسمَّى المجذم، وقد نُسِبَ إلى السِّر لأنه يحفُّ في معظمه ببلدان السِّر من الشرق "  
 
ويميز نُفُود السِّر وجود التجمعات الرملية الضخمة (الكثبان القبابية)؛ وهي أكوام رملية كبيرة قد ترتفع قممها من 50 - 300م فوق السطح الذي تراكمت عليه، وكثيرًا ما توجد على ظهورها أشكال من الطعوس التي تتألف من أنواع شتَّى من الكثبان الهلالية، كما توجد كثبان طولية وعروق رملية، خصوصًا كلما اتجهنا نحو الجنوب.
 
وفي نُفُود السِّر تأخذ الكثبان الرملية القبابية شكلها الكامل وتنتشر على طول نُفُود السِّر، وهي تبرز بوصفها معالم تضاريسية منفردة يفصل بعضها عن بعض وجود منخفضات تذرية وتلال رملية منخفضة متعرجة، وتتخذ الكثبان القبابية الشكل الدائري في أغلب الأحيان، وفي بعض الأحيان تتخذ الشكل البيضوي أو المستطيل، وهي أصغر نسبيًا من مثيلاتها في نُفُود الثُّوَيْرَات إذ يبلغ قطرها من 800 - 1500م، أما المستطيلة فقد يصل طولها إلى 2كم وارتفاعها إلى 100م، وفي الجزء الغربي من نُفُود السِّر تلال رملية مستطيلة ومتعرجة تتجه من الشمال إلى الجنوب، وهي ذات ظهر أحدب، وتنتشر فيما بين هذه التلال سطوح ذات رمل مُتلَبِّدٍ ومتماسك.
 
وأفضل الأمكنة التي تطورت فيها الكثبان الرملية القبابية المثالية الشكل هي الأجزاء الشمالية الشرقية، ولكن نموها يضعف في الأجزاء الجنوبية من نُفُود السِّر، كما تصغر حفر التذرية، ويسهل تمييز التلال الرملية الفاصلة بين هذه الحفر، وتظهر صخور السطح في بعض حفر التذرية لنشاط الرياح الذارية، وعلى سطوح الكثبان الرملية القبابية التي يكثر تزويدها بالرمال توجد قمم حادة لكثيبات طعسية صغيرة متحركة، ولكن مع استمرار عملية التذرية يتم كنس السطوح العليا من الرمال المتحركة؛ ما يؤدي إلى تشكل بعض الجيوب والفجوات المحلية على تلك السطوح  
 
ب) عِرْق الدُّغَيْبِيْس (الطُّغَيْبِيس): 
 
يقع عِرْق الدُّغَيْبِيس إلى الغرب من نهاية نُفُود السِّر، ويتجه من الشرق إلى الغرب إلى الشمال الشرقي من مدينة القُوَيْعيَّة بنحو 11كم في صحراء (حَدْبَاء قُذْلَة)، وطوله نحو 20كم، أما عرضه فلا يتجاوز 2كم، وهو من العروق الرملية النامية، ويُطْلَقُ عليه أيضًا نُفُود الطُّغَيْبِيس، ومساحته 40كم  . والطغيبيسيات مفردها طغيبيس؛ وهي كتل الرمل المتقاربة التي تبتعد عن مجموع الرمال المتصلة. وكان قديمًا يُسمَّى برَمْلَة الأَطْهَار، وصحراء حدْبَاء قُذْلَة كان اسمها حائلاً  .  قال ابن جنيدل: " قال الأصفهاني: حَائِل بين رملتين جُرَاد والأَطْهَار. وجُرَاد هو المعروف في هذا العهد باسم نُفُود السِّر. وقال الهمداني: بطن حَائِل بلد مثل يد المصافح يرى فيه الراكب من مسافة نصف نهار، في وسطه رميلة يقال لها رَمْلَة الأَطْهَار وفي أعلاه سوفتين ويحفه رمل جُرَاد وهو منقطع. قلت: سوفتين قارة لاتزال معروفة هناك قريبة من رمل الطُّغَيْبِيس "  
 
ج) عِرْق الخَبْرَاء: 
 
عِرْق الخَبْرَاء بالنسبة إلى الجيومورفولوجي أهم من عِرْق الدُّغَيْبِيس، وهو يقع جنوب نهاية نُفُود السِّر بنحو 12كم فقط، وأهميته تنبع من كونه يتجه نحو الجنوب الشرقي ويتصل بنُفُود قُنَيْفِذَة، وهو يمتد إلى مسافة 42كم، ومتى ما اتصل نُفُود السِّر بعِرْق الخَبْرَاء فإنه سيكون تلقائيًا ذا اتصال بنُفُود قُنَيْفِذَة، ويتبقى نحو 60كم فقط لكي يتصل هذان البحران من الرمال بنُفُود الدِّحِي وتتشكل من خلال ذلك الدَّهْنَاء الجديدة. ومساحة عِرْق الخَبْرَاء 160كم  ، وبه آبار وسباخ، مثل: عِدّ المُقَيْطِيع، وسبخة نُخْطَان وهما يقعان على حافته الشرقية، وفي وسطه خِبَّةٌ ذات ماء مالح يستخرج منها الملح  .  قال ابن جنيدل:
 
" يبدو لي أن هذا الملح هو المعروف قديمًا باسم ملح الحاجر؛ لأن الوصف الجغرافي لملح الحاجر والتحديد ينطبقان عليه كما ذكر ذلك الهمداني والأصفهاني في كتابيهما "  
 
شارك المقالة:
109 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook