حافة طُوَيْق بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
حافة طُوَيْق بالرياض في المملكة العربية السعودية

حافة طُوَيْق بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
 
تُعدُّ حافة طُوَيْق أبرز ظاهرة جيومورفولوجية في نطاق إقليم الحافات، وهي الحافة الوحيدة التي تحتفظ باسم واحد على الرغم من امتدادها الكبير إلى مسافة 985كم ابتداءً من دائرة عرض 30 َ 26 ْ شمالاً إلى الشمال من الزُّلْفِي بنحو 20كم، وقد أدى القوس العربي الأوسط إلى تقسيم جبال طُوَيْق إلى قسمين:
 

القسم الشمالي

 
يتجه القسم الشمالي من الشمال الغربي ناحية الجنوب الشرقي إلى مسافة 270كم؛ أي من خط البداية السابق إلى وادي نِسَاح عند دائرة عرض 20 َ 24 ْ شمالاً، وخلال هذه المسافة الكبيرة تبرز بعض النتوءات من مقدمة الحافة نتيجة التعرية المائية والتراجع المستمر للحافة وتسمى خشومًا، مثل: خشم أم الذَّر شرق الزُّلْفِي مباشرة  ، وخشم الفُرُوثِي  شمال قرية الفُرُوثِي التي يقع إلى جنوبها أيضًا خشم فُرَيْثَان، ومن فوقهما يجري نحو الشرق شعبان وعدد من الأودية، منها: وادي المِشْقَر وشعيب النُّزَيّة اللذان يجريان نحو المَجْمَعَة، وشعيب جُوَيّ أو الحَائِر الذي يسيل نحو الحَائِر وجُوَيّ، وخشم أبا الهَيَّال أمام القَصَب، وخشم التُّرَاب، وخشم الحَيْسِيَّة، وخشم الحِسْيَان، وخشم القَدِّيَّة. كما تنحدر من مقدمة الحافة الجبلية مئات من الشعاب القصيرة التي تسهم في تقطيع الحافة وتراجعها إلى الخلف.
 
بعد مدينة المَجْمَعَة نحو الجنوب الشرقي يبدأ تأثير الأخاديد، ومنها: أخدود المَجْمَعَة، وأخدود قُرَيْدَان، وأخدود البَرَّة، وأخدود ضرما. ولهذا نجد أن حافة طُوَيْق قد انقسمت إلى عدد من الحافات المتقابلة تفصل بينها منخفضات كبيرة هي في الواقع مسارات الأخاديد، مثال ذلك الأجزاء الواقعة بين القَصَب شمالاً ودائرة عرض 37 َ 24 ْ شمالاً، فعلى طول هذه المسافة الكبيرة نجد حافتين متقابلتين من جبال طُوَيْق، وفي الأراضي ما بين رُمْحَيْن أُشَيْقِر عند دائرة عرض 27 َ 25 ْ شمالاً وخشم القَدِّيَّة جنوب غرب مدينة الرِّيَاض التي تمر منها أخاديد ضرما وقُرَيْدَان والبَرَّة يكون الأخدود أوسع؛ إذ يبلغ عرضه نحو 13كم في المتوسط، وتكون حافة طُوَيْق الشمالية في أبرز صورها ويتعدى ارتفاعها 1000م، إذ تصل إلى أقصى ارتفاع لها 1030م في الجزء المواجه لضلع قُرَيْدَان، أما الحافة المتقطعة المقابلة لها فهي أقل وضوحًا وبروزًا، وتنقسم أحيانًا إلى فرائد جبلية متبعثرة، وتتخذ بعض الأسماء المحلية، مثل: جبال الشِّعْبَة، وضلع قُرَيْدَان، وخشم بَدْحَاء، وخشم الذِّيَابَة، وخشم أم إصْبِعَة، وقارة النُّخَيْل  
 
ويسيل من صفراء جبال طُوَيْق أو ظهر الحافة عدد من الشعاب والأودية الكبيرة والصغيرة تُذكر منها الرئيسة فقط مثل: وَادِي حَنِيفَة الذي أفرد له حديثًا خاصًا به في هذا الباب، ومن أهم الأودية التي تنحدر من صفراء جبال طُوَيْق نحو الشرق وتخترق حافة العَرَمَة وادي العَتْك (أو العَتْش) ورافده وادي المِيَاه، ووادي العَتْك يبدأ من سُدَيْر حيث ينحدر من هذه الأراضي الواقعة ما بين المَعْشَبَة والحُرَيِّق واديان هما: وادي سُدَير، ووادي وُرَاط، فمن ارتفاع 921م فوق مستوى سطح البحر ينحدر وادي سُدَيْر نحو الشمال إلى روضة سُدَيْر، ويمر بحَوطَة سُدَيْر في اتجاهه نحو الشرق وكذلك بالعَطَّار وعودة سُدَيْر، ثم يغير اتجاهه نحو الشمال الشرقي حيث يلتقي بوادي العَتْك، أما شعيب وُرَاط فينحدر من شمال الحُرَيِّق نحو الشرق، حيث يواجه العَطَّار، ثم ينحدر نحو الجنوب الشرقي ويلتقي مع رافد له اسمه شعيب الرَّكِيَّة، وبعد عبوره روضة الرَّحَى يتجه الوادي نحو الشمال الشرقي إلى روضة المَشْرَات، وبعدها يعبر طريق الرِّيَاض - القَصِيم السريع ليلتقي بوادي العَتْك.
 
أما وادي العَتْك فبعد أن يلتقي به رافده وادي المِيَاه يتجه نحو الشمال الشرقي، ويمر بروضة نُورة، ويستمر في اتجاهه نحو الشمال، حيث ينتهي بفيضة التِّنْهَات بعد عبوره حافة العَرَمَة، وتُعدُّ فيضة التِّنْهَات منتهى لعدد من الأودية الرئيسة، فبالإضافة إلى وادي العَتْك ينتهي بها كذلك وادي الشَّوْكِي الذي ينحدر من صفراء العَرَمَة.
 
ويخترق شعيب الأَرْطَاوِي حافة مُجَزَّل، ويمر بالقرب من الأَرْطَاوِيَّة، لينتهي في فيضة المَجْمَع التي ينتهي إليها كذلك شعاب البُتَيْرَاء والحِثَاقِي. وقد نشأت هذه الفيضة نتيجة حبس رمال الدَّهْنَاء مياه هذه الشعاب ومنعها من الاستمرار في اتباع الاتجاه العام للميل نحو الشمال الشرقي  . 
 

القسم الجنوبي

 
يبدأ القسم الجنوبي من جبال طُوَيْق من جنوب وادي نِسَاح حتى جبل بني خَطْمَة بين دائرتي عرض 20 َ 24 ْ و 07 َ 18 ْ شمالاً إلى مسافة 715كم تقريبًا. ويكون اتجاه الجبال في هذا الجزء من الشمال الشرقي ناحية الجنوب الغربي، ويحاذي حافة طُوَيْق من جهة الغرب نفود الدِّحِي ابتداءً من فتحة وادي بِرْك عند دائرة عرض 10 َ 23 ْ شمالاً حتى فتحة وَادِي الدَّوَاسِر، وفي هذا الجزء من حافة طُوَيْق يزداد ارتفاع الجبال إذ تكثر القمم التي يتعدى ارتفاعها 1000م فوق مستوى سطح البحر، ويتفوق بعض القمم على أعلى ارتفاع في حافة طُوَيْق الشمالية وهو 1030م ومنها فريدة الشَّظْيَة 1196م أعلى قمم جبال طُوَيْق كلها، وخشم الزَّاقِب 1123م، وجبل الجُحْفَة 1068م، وجبل بِلْعُوم 1081م، وخشم الخَلْطَاء 1131م، وخشم مَخْرُوق 1110م، وخشم دَسْمَان 1045م، وفريدة زَيْدَان 1012م، وخشم لِبْدَان 1118م، وخشم كَشَّافَة 1053م، وخشم مَاوَان 1104م. ويُعدُّ خشم الخَلْطَاء ثاني أعلى قمة في جبال طُوَيْق كلها، وهو يواجه خشم مَخْرُوق، ويمر من بينهما وادي الأَيْسَر أحد روافد وادي الحَرِيق. ومن أبرز الخشوم في هذا الجزء من حافة طُوَيْق بالإضافة إلى ما ذُكِرَ مرتبة من الشمال إلى الجنوب: خشم الذِّيبِي 972م، وخشم الجُفَيْر 962م، وخشم الحَمْرَة 978م، وخشم بِرْك 942م وخشم الجُوَيْفَاء 889م، وخشم مُسَيِّفِيَّة 868م، وخشم مُنِيفَة 849م، وخشم أبا العِقْبَان 837م، وخشم الشَّجَرِي 1019م، وخشم مِشْلَح 858م، وخشم مُطَرْجِم 861م، وخشم أَشْقَر 860م، وخشم فَرْدَة 809م، ومن بينهما يمر وَادِي الدَّوَاسِر، وخشم كَمْدَة 870م، وخشم الشَّرْمَان 869م، وخشم السُّوَّاد 917م، وخشم قرية الفَاو 805م،  ومن بينهما يمر وادي الحِنْو، وخشم أبو رَمَضَة 868م، وخشم غُرَاب 876م، وخشم أم غِيْرَان 1062م، وخشم الفَرَائِد 892م، وخشم خَطْمَة 904م.
 
وقد عملت الرمال على ردم جزء من الجبال الواقعة بين خشم الفَرَائِد أو ثلمة أبو سَمرة عند دائرة عرض 34 َ 18 ْ شمالاً، وساقية خَطْمَة عند دائرة عرض 20 َ 18 ْ شمالاً، حيث تُعْرَفُ هذه الرمال بعروق المُنْدَفِن، وهي جزء من رمال الرّبْع الخَالِي الغربي. وبعد تفحص الخريطة الجيولوجية والطبوغرافية اتضح أن عروق المُنْدَفِن تشغل في الحقيقة الفتحة التي شكلها وادي نَجْرَان ووادي حُبُونَا أثناء العصور المطيرة في اتجاههما نحو الخليج العربي، علمًا أن هذين الواديين ينتهيان في العصر الحالي في الرمال التي تقع غرب خشم بني خَطْمَة، وتُعْرفُ جبال طُوَيْق بجبال العارض أيضًا جنوب دائرة عرض 45 َ 19 ْ شمالاً.
 
وتنحدر صفراء جبال طُوَيْق في الجزء الجنوبي منها من ارتفاع 900م في المتوسط إلى ارتفاع 600م في المتوسط نحو الشرق، ويسيل منها عدد من الشعاب والأودية، فينحدر وادي شِطَاب من ارتفاع 1052م عبر رافديه شعيب الوَرْهِيَّة ووادي الدُّرَيْعِي اللذين يتجهان شرقًا منفردين قبل أن يلتقيا ويشكِّلا وادي شِطَاب الذي يتجه شرقًا، ثم ينحرف نحو الجنوب، وأثناء انحرافه يلتقي به رافده شعيب الهَزْمِيَّة الذي يسيل من حزم الرُّضَيْمَة 686م، ويستمر وادي شِطَاب في اتجاهه نحو الجنوب في أرض شبه منبسطة يزداد فيها عرض مجاري الأودية، ثم ينتهي إلى الجنوب الشرقي من ليلى بالأفْلاَج عند أبرق الخُصُفَة، وهناك أودية العِرْس، والغَيْل، والأَحْمَر التي كانت تجتاز مزارع الأفْلاَج للالتقاء بوادي الجَدْوَل الذي يرفده وادي الحِنْو القادم من الجنوب الغربي، ويتجه وادي الجَدْوَل نحو الجنوب الشرقي، ليخترق البَيَاض، وهُرَيِّسَان، وينتهي في رمال الرّبْع الخَالِي المعروفة بالرُّمَيْلَة، ومن الأودية الأخرى التي استطاعت عبور البَيَاض وهُرَيِّسَان ما يسمى (وادي المَقْرَن) الذي يسيل من قرب حافة طُوَيْق على ارتفاع 900م فوق سطح البحر، عبر روافده: شعيب المَاقُوع، وشعيب سُدَيْر، وشعيب أبو جِلْبَة، وهي تتجمع عند قليب الضَّبْعِيَّة باسم (وادي الضَّبْعِيَّة) الذي يتجه نحو الشرق، وبعد عبوره طريق الأفْلاَج - السُّلَيِّل ينحرف نحو الشمال الشرقي، ويلتقي به شعيب سَهَب المَعَايَا، ثم ينحرف نحو الشرق لتلتقي به روافد، مثل: وادي كِلاَوَى، وشعبان العَفَازِيَّات، وساقية بُرْمَة، وشعيب سِرّ بن مَنَّاع، وعند بئر البَازُوم تتجمع مسايل كل الأودية والشعاب السابقة في مجرى واحد هو وادي المَقْرَن الذي يتجه نحو الجنوب الشرقي، ويستمر في هذا الاتجاه حتى تضيع مياهه في رمال الرُّمَيْلَة من الرّبْع الخَالِي  
 

الأودية الرئيسة

 
هناك عدد من الأودية الرئيسة التي استطاعت اختراق حافة طُوَيْق والاتجاه شرقًا، مثل: وادي نِسَاح، ووادي بِرْك، ووَادِي الدَّوَاسِر، ووادي الحِنْو، وهناك بعض الأودية الأخرى المتصلة بهذه الأودية أو القريبة منها، مثل أودية: حَنِيفَة، والسُّلَيّ، والسَّوْط، والعَقِيمِي وغيرها، ويمكن تناولها على النحو الآتي:
 
1) وادي نِسَاح: 
 
يبدأ وادي نِسَاح مجراه من خط طول 15 َ 46 ْ شرقًا، وذلك من خلال مسيل روافده العليا التي من أهمها: وادي الفُرَيْشَة، ووادي الجُفَيْر، فأما وادي الفُرَيْشَة فيسيل من الأراضي العالية 1041م شمال حفيرة نِسَاح ويتجه شمالاً، ثم ينحرف نحو الشرق، حيث يلتقي بوادي الجُفَيْر القادم من الجنوب الغربي من فريدة الشَّظْيَة، ثم يتجه نحو الشمال الشرقي، وعند عِرْق الرُّبْعَة يلتقي به رافده مَرْقَان نِسَاح الذي يسيل من فريدة الشَّظْيَة نفسها، ثم يتجه وادي الجُفَيْر بعد ذلك شمالاً، وبعد التقاء وادي الفُرَيْشَة بوادي الجُفَيْر بقليل يلتقي بهما رافد ثالث هو شعيب كُحَيْل، وبعدها تتجه هذه الأودية نحو الشرق باسم وادي نِسَاح بمجرى شبه مستقيم نحو الخَرْج. وهنا نشير إلى أن وادي الأَوْسَط الذي يوازي وادي نِسَاح من الشمال ويجري من الغرب إلى الشرق كان أحد روافد وادي نِسَاح قبل أن يتم حجزه عن طريق وادي البُعَيْجَاء الذي حوَّل ماءه نحو وادي حَنِيفَة.
 
وتعود التضاريس الحالية لنظام الصرف في وادي نِسَاح إلى آخر الحركات التكتونية ذات الشأن في الأجزاء الأخدودية، وقد تسببت هذه الحركات في تكيف وادي نِسَاح مع التغيرات في مستوى القاعدة المحلي؛ بفعل صدوع الأخاديد، فغيّر وادي نِسَاح مجراه من الشمال الشرقي إلى الشرق، وانفصل عن وادي حَنِيفَة. ويبلغ سُمْكُ الإرسابات النهرية في وادي نِسَاح نحو 300م.
 
2) وادي حَنِيفَة: 
 
يسيل وادي حَنِيفَة من جبال طُوَيْق على بُعد نحو 50كم شمال غرب مدينة الرِّيَاض، إذ يبدأ رافده شعيب الخُمْرَة مجراه من عند قمة أم الرِّحَال 960م المشرفة على بلدة البَرَّة فيما تحت حافة طُوَيْق الوسطى عند خط الطول 00 َ 46 ْ شرقًا، وأثناء مسيره نحو الجنوب الشرقي يجتمع مع عدد من الروافد القادمة من الغرب مثل: شعيب الحَيْسِيَّة، ووادي بَوْضَة ورافده شعيب الهُدَيْدِير، وشعيب أم كَثِير، ووادي العَمَّارِيَّة برافديه شعيب مُزَيْرِعَة وشعيب اليُسْرَى، وشعيب صَفَار، ووادي مَهْدِيَّة، ووادي أُوبَيْر، ووادي لَبَن، ووادي نَمَار، وشعيب البَاقِرة، ووادي لِحَا، ووادي البُعَيْجَاء، وامتداده في وادي الأَوْسَط. أما من الشمال فيرفده رافدان هما: وادي الأَيْسَن، ووادي البَطْحَاء الذي يقع في منتصف مدينة الرِّيَاض الحالية. هذه الأودية كانت عاملاً رئيسًا في وجود الواحات التي استوطنها الإنسان حيث الماء عماد الحياة، ومن أهم هذه الواحات: الدِّرْعِيَّة، والرِّيَاض، والجُبَيْلة، والعَمَّارِيَّة، والعُيَيْنَة. ويبلغ سُمْكُ الإرسابات النهرية في وادي حَنِيفَة في المتوسط 60 - 80م.
 
3) وادي بِرْك وتوابعه: 
 
يُعدُّ وادي بِرْك نظامًا نهريًا قديمًا وكبيرًا، وهو يجتاز جبال طُوَيْق الجنوبية التي يصل ارتفاعها في تلك الأجزاء إلى أكثر من 1000م، وتميل نحو الشرق، حيث يقل ارتفاعها في هذا الاتجاه فلا يزيد متوسط ارتفاعها على 600م فقط، ويعبر وادي بِرْك هذه الجبال من الغرب إلى الشرق عند دائرة عرض 20 َ 23° شمالاً بعرض 2.5 - 4كم في الغرب، ويضيق الوادي كلما اتجهنا شرقًا حتى يصل عرضه إلى نحو 1كم فقط، وفي شرقي جبال طُوَيْق يتجه الوادي شمالاً، فيتلقى بعض الروافد مثل أودية الحَوطَة، وبعد ذلك ينتهي في سهول الخَرْج، وتغطي الرمال مجرى وادي بِرْك في أجزاء كبيرة منه هذه الأيام، وينقسم في مجراه إلى عدد من المجاري، وكان نهرًا يخترق الرف العربي بكامله، ويسيل من الدرع العربي، ويتجه شرقًا حتى ينتهي عند الخليج العربي، ويلتقي بروافده العليا: وادي العَمْق (الرَّيْن)، ووادي الرَّكَا (البَدْرِيَّة)، ووادي الجِفَر، وغيرها حيث تنتهي كلها الآن عند شمال نفود الدِّحِي. يلتقي وادي بِرْك بأنهار وادي نِسَاح، ووادي حَنِيفَة، ووادي السُّلَيّ في محافظة الخَرْج، ثم تتجه هذه الأنهار كلها لتصب في الخليج العربي عبر ما يُعْرَفُ اليوم بوادي السَّهْبَاء.
 
يُعدُّ وادي بِرْك أرض إرساب، إذ يبلغ سُمْكُ حشو الوادي نحو 55م، ويمكن تتبع إرسابات الوادي على عمق 40م في الآبار المحفورة يدويًا في مصاطب الوادي، ويشتمل حشو الوادي على غرين مع نِسَبٍ مختلفة من الطمي والرمل، وتحتوي الإرسابات التي غالبًا ما تكون رملية (طينية جيرية) على نسبة كبيرة من الجبس على هيئة قشرة في بعض الأحيان، وبما أن هذه الإرسابات تقع في الأجزاء المستوية من الوادي فإن السيول تتجمع في بعض المنخفضات بعد نـزول الأمطار، ومع نسبة تبخر شديدة تتشكل مجموعة من السباخ في المنطقة، وتوجد السباخ في الوادي في أمكنةٍ متفرقة، مثل: سباخ حفاير ابن رِدْعَان عند بداية دخول الوادي جبال طُوَيْق، وفي الأجزاء الشرقية جنوب الحِلوة، وفي شمال الحَوطَة قرب نهاية الوادي في سهول وادي السَّوْط، كما توجد المصاطب على جانبي الوادي قرب حَوطَة بني تَميم، ونَعَام، والحَرِيق. وعلى النقيض من معظم أجزاء وادي بِرْك التي تتسم بالاستواء والانبساط نجد أن أراضي المصاطب تتسم بالتعرية في حشو الوادي، فعرض الوادي يراوح بين 30 و 60م، وعمقه نحو 10م في محافظة الحَوطَة، وتقف حوائط الوادي شاهدة على ما كان يجري به من أمطار، وتبدأ المصطبة بوصفها مدرجًا بسيطًا من 1م إلى 3م قرب الحِلْوة، وتصل إلى ارتفاع 10م قرب التقاء وادي الحَوطَة بوادي بِرْك.
 
وبعد أن يلتقي به رافداه: وادي الرَّكَا ووادي العَمْق؛ يستمر وادي بِرْك نحو الشرق مخترقًا حافة طُوَيْق في مجرى متعرج ذي سباخ كبيرة، حيث يلتقي من الجهة الشمالية بعدد من الشعاب والأودية بوصفها روافد، منها: شعبان المِلواط، وشعيب الغَار، ووادي الدَّابرة، وشعبان الطُّلَيْليحَات، ووادي بَوْضَان بروافده، وشعاب غَوَّاث ونُخَيْلان وشعاب الدُّمَيْنَات وعَجَاج والرِّيَاحِي، ثم بعد ذلك تلتقي به شعاب حَوطَة بني تَميم وأوديتها والحَرِيق، لتشكِّل نظامًا واحدًا من الأودية يصل بمجراه إلى السَّهْبَاء، ومن ثم إلى الخليج العربي.
 
4) وادي الرَّكَا ورافداه:
 
يبدأ وادي الرَّكَا مسيله نحو الشرق من عند جبال الدَّخُول 1255م وحَوْمَل 1231م، عند دائرة عرض 25 َ 22 ْ شمالاً وخط طول 45 َ 43 ْ شرقًا، عبر روافده: شعيب الدَّخُول، وشعيب دِمْنَان، وشعيب الشَّهَد، وشعيب الرَّحَاوِي، ثم يتجه الوادي نحو الشمال الشرقي، وبعد أن يجتاز جنوب جبال أَذْقَان الرَّوْيَان 1414م ينحرف نحو الجنوب الشرقي، حيث يتلقى عددًا من الروافد، وعند بئر العَرْجَاء يعدل مساره نحو الشرق بعد أن يجتاز أرضًا منخفضة ذات سباخ تجتمع فيها مياه كثيرة من الروافد، ثم يتجه نحو جبال رُمَام 912م ويبدأ في الاتجاه نحو الشمال الغربي موازيًا نفود الدِّحِي من الغرب، وشمال صُفَيْراء المُضَبَّة يلتقي به رافد كبير هو وادي السُّرَّة الذي يجمع سيوله من مساحة كبيرة تشمل جبال العَلَم وجبال دَمْخ، وهو يضاهي في طوله وادي الرَّكَا، وعند دائرة عرض 40 َ 22 ْ شمالاً يلتقي به رافد عظيم آخر هو وادي العَمْق الذي يسيل من مرتفعات أم الشُّبْرُم باسم وادي أم الشُّبْرُم، ثم يتجه نحو الجنوب الشرقي باسم وادي العَمْق موازيًا الحافة الجبلية التي تقع إلى شرقه وتجبره على السير في هذا الاتجاه، ولهذا يزداد عرض مجراه في هذه الأجزاء، إذ يراوح بين 1.5 و 3كم، وعند نهاية الهُوَّة ينحرف نحو الشمال الشرقي، ويتصل بوادي الرَّكَا، ويسير وادي الرَّكَا بعدها نحو الشمال الشرقي إلى أن ينتهي في حفاير ابن رِدْعَان، وخلال العصور المطيرة كان يسير عبر وادي بِرْك نحو الخليج العربي.
 
5) أودية حوطة بني تميم:
 
يتصف سطح ظهر حافة طُوَيْق في حَوطَة بني تَميم عمومًا بالوعورة؛ بسبب كثرة الأودية والشعاب التي قامت بتخديد الحافة وتقطيعها، فأصبحت ذات مسالك وعرة، وهذا ما ساعد على بقاء نماذج من الحياة الفطرية، مثل الوعول التي اتخذتها ملجأ حصينًا فَسَلِمَتْ من الصيد. ووادي الفَارعة الذي كان وادي بِرْك يمر من خلاله يرفده عدد من الأودية الكبرى التي تجري شرقًا، مثل: وادي الرَّحَل، ووادي عَنْثَر، ووادي مِطْعِم ذي الروافد المتعددة، ووادي نِعِم الذي يجري كذلك نحو الشرق وله روافد من عدد من الاتجاهات.
 
6) وادي الحَرِيق: 
 
وادي الحَرِيق وادٍ كبير، له عدة روافد من الشمال والجنوب، فمن روافده الشمالية: شعبان، ومَرْقَان، والمَجْمَعَة، وجَافان، والزُّوير، والجُنيد. ومن الغرب ترفده شعاب حُنَيْظِلة، ووادي عَوْلان، ووادي تَرْبَان، ووادي تُرَيْبِين، ووادي الخَشَبَة. وعند مدينة الحَرِيق يلتقي به رافده وادي الأيْسَر الذي يخترق حافة طُوَيْق فيما بين خشم الخَلْطَاء وخشم مَخْرُوق، وقبل أن يصل قرية نَعَام ينحرف وادي الحَرِيق نحو الشمال الغربي، ولكنه سرعان ما يعود في اتجاهه إلى الجنوب الشرقي، حيث يلتقي بوادي الحَوطَة الذي هو امتداد لوادي الفَارعة على بعد نحو 6كم من الحِلْوة، ثم يتجه نحو الشمال، فيحمل في هذه المساحة اسم وادي السَّوط، حيث يسير في أرض منخفضة الارتفاع لا يزيد متوسط ارتفاعها على 540م، ولهذا تكثر محاجر السيول على طول مجراه، ومن أهمها: قاع المِنْسَف، ويرفد وادي السَّوْط من الغرب عدد من الروافد، منها: شعيب أبو سَحْرَاء، ووادي وُثَيْلان، وعند دائرة عرض 52 َ 23 ْ شمالاً يلتقي الوادي رافدًا جديدًا هو وادي مَاوَان، ورافده شعيب مُوَيْوِين ويتحوَّل اسم وادي السَّوْط إلى وادي الرَّغِيب. ويستمر وادي الرَّغِيب في اتجاه شمالي شرقي، ويعبر الدِّلَم نحو سهول الخَرْج ووادي السَّهْبَاء، ومجرى الوادي فيما وراء الصّحَنة شمالاً غير واضح المعالم؛ بسبب استغلاله بالمزارع الواسعة.
 
7) وادي العَقِيمِي: 
 
يجمع وادي العَقِيمِي مياهه من صفراء جبال طُوَيْق ومنحدراتها الشرقية، عبر شبكة كبيرة من الروافد، فمن حزم الرُّضَيْمَة يبدأ وادي نِسَلَة أحد روافد وادي العَقِيمِي، ثم يتجه شمالاً، ومن غرب بئر بُعَيْجَاء يسيل وادي البُعَيْجَاء نحو الشمال الشرقي، حيث يوازيه من جهة الشمال وادي طَلْحِي، وكلها تلتقي إلى الشرق من خط الخَرْج - الأفْلاَج نحو 5كم لتكوِّن وادي العَقِيمِي الذي يواصل مسيره إلى الشمال باتجاه سهول الخَرْج، ولكن عرق الضَّاحِي يَسُدُّ مجراه الآن، لذا فهو ينتهي جنوب الخفس مباشرة في الدِّلَم.
 
8) وادي السَّهْبَاء:
 
ينتهي وادي حَنِيفَة في سهول الخَرْج، إذ يشكِّلُ مع وادي نِسَاح ما يُعرف بوادي السَّهْبَاء، حيث ينتهي إليه أيضًا وادي السُّلَيّ الذي يجري من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي موازيًا وادي حَنِيفَة، ولكن إلى الشرق من طريق الرِّيَاض - الخَرْج السريع، وتحده في الشرق حافة الجُبَيْل، بالإضافة إلى ذلك هناك وادي بِرْك وروافده التي تنتهي في هذه السهول أيضًا مشكِّلة نهرًا كبيرًا - أثناء الفترات المطيرة - لينتهي في الشرق عند الخليج العربي.
 
وقد رسَّب وادي السَّهْبَاء سهلاً حصويًا له خواص الدلتا عند حَرَض، ومن حَرَض لا يمكن تمييز الوادي بسهولة؛ فقد اتخذ شكل سهول حصوية تتفرق في اتجاه الخليج العربي، وتتفاوت درجة انحدار هذا السهل الحصوي من 1.02 - 0.88م في الكيلومتر الواحد، وتسد الرمال مجرى وادي السَّهْبَاء، ولكن يمكن أن نجد في السهل الحصوي جلاميد من صخور الرايوليت والكوارتز في السهول الحصوية التي لا يحتمل أن تكون أتت من جرف طُوَيْق، إذ لا يوجد سوى الحجر الجيري والمارل، وهذا يدفع إلى القول بأنها جاءت من الدرع العربي، وأيضًا يعطي بعض الأدلة على أن وادي نِسَاح كان يبدأ في السابق من ذلك المكان في طريقه إلى السهل الحصوي خلال الزمن الرابع، ويمكن تتبع مجرى وادي السَّهْبَاء على الخرائط الطبوغرافية جنوب شرق حَرَض، حيث يستمر في الاتجاه نحو رمال الجَافُورَة، ويصل إلى ما وراء خط طول 00 َ 51 ْ شرقًا، ولا شك في أنه من النادر أن يجري هذا الوادي إلى هذا البعد، ولكن وجود آثار المجرى والمشاش في المجرى العريض نسبيًا يجعله متميزًا عما حوله من أراضٍ رملية.
 
9) وَادِي الدَّوَاسِر وروافده: 
 
يُعدُّ وَادِي الدَّوَاسِر النظام النهري القديم الوحيد الذي يخترق حافة طُوَيْق في جزئها الجنوبي، ويخترق مجرى الوادي الطبقات الجيولوجية الباليوزوية والميسوزوية إلى مسافة 200كم، ومستجمع الأمطار لروافده العليا كبير جدًا يبلغ نحو 150.000كم  إذ يغطي - تقريبًا - كل هضبة الحِجَاز بين مدينتي الطَّائِف وأَبْهَا، حيث ينتهي الوادي في حوض الرّبْع الخَالِي في جزئه الغربي ويصل إلى الخليج العربي، وأهم روافده هي أودية: تَثْلِيث، وبِيشَة، ورَنْيَة، وسُبَيْع، وفي هذه الأيام لا يوجد نهر في هذه الأراضي؛ بل هناك وادٍ قد شوّهت مجراه الإرسابات الرملية وغيرها، فلا يوجد مجرى واضح للوادي سوى في جزئه الشرقي الذي ينتهي في رمال الرّبْع الخَالِي؛ بفضل بعض الروافد الصغيرة من جبال طُوَيْق.
 
وتشغل أراضي الصرف للنظام النهري القديم لوَادِي الدَّوَاسِر أجزاء من الدرع العربي والرف العربي؛ ففي الغرب توجد الصخور النارية والمتحولة التي تعود إلى ما قبل الكمبري، وفي الشرق الطبقات الرسوبية التي تعود إلى الأزمنة من الأول إلى الثالث، وقد أدَّى البناء التكتوني لكتلة مرتفعات السَّرَوَات والحِجَاز إلى ميلها باتجاه الشمال والشمال الشرقي، وبهذا الاتجاه يسير واديا تَثْلِيث وبِيشَة حتى إذا وصلا إلى حدها الشمالي انحرفا نحو الجنوب الشرقي بزاوية حادة نتيجة وجود صدع المَدِينَة - المُوَيْه، كما أن واديي رَنْيَة وتُرَبَة يتبعان اتجاه ميل الجزء الشمالي من أراضي الصرف نحو الجنوب الشرقي؛ بسبب وجود تلك الصدوع التي تتجه من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي، وفيما يأتي توضيح العلاقة التي تربط هذه الأودية بمنطقة الرياض:
 
 يُطْلَقُ اسم وَادِي الدَّوَاسِر - عادة - على الأراضي الممتدة بين نقطة التقاء وادي تَثْلِيث مع وادي الفَرْشَة غربًا والرّبْع الخَالِي شرقًا، وتتدفق مياه وَادِي الدَّوَاسِر نحو سهل فسيح تتراكم فيه الإرسابات غربي حافة طُوَيْق، وبالتحديد فيما بين الخَمَاسِين واللِّدَام عند الحد الشرقي للدرع العربي الذي علته طبقات من الحجر الرملي التابعة لتكوين الوَجِيد، وتغطي رمال عِرْق الوَادِي هذه الأراضي فلا يمكن معها دراسة الوادي دراسة جيومورفولوجية أو تبين مسير المجرى القديم للوادي، بل إن عِرْق الوَادِي يستمر غربًا ليصل إلى السهول التي ينتهي إليها واديا الفَرْشَة وتَثْلِيث.
 
 وفي الجزء الجنوبي من بقايا الوادي الواسع توجد إرسابات طميية وطينية مغطاة في أجزاء كبيرة منها بالكثبان الرملية، وحول هذا المجرى نجد أراضي واحات واسعة، من أهمها: الخَالديَّة، والوَلامِين، والخَمَاسِين، والمِعْتِلا، والنُّويْعِمَة، والمَنْصُور، والحَنَابْجَة، والشَّرَافَة. وإلى شمال هذه الواحات تقع رمال عِرْق الوَادِي التي تصل ارتفاعاتها من 20 - 30م فوق مستوى الواحات، أما جنوب الواحات فهناك بقايا تعرية لأحجار رملية برمية وشست تمتد من الشرق إلى الغرب، وفي بعض أمكنة الآبار التي حفرت لوحظ أن هناك تتابعًا في الإرسابات أدى إلى نشوء ظروف مناخية مختلفة، في حين أن وجود الرمال والسباخ بارتفاع 9 - 24م يعكس ظروفًا جافة حيث لا يوجد جريان مستمر من السيول، وكذلك وجود الحصى والحجارة بارتفاع 39 - 42م يُشيرُ إلى فترات أكثر رطوبة كان الوادي خلالها يجري باستمرار.
 
تخترق وَادِي الدَّوَاسِر حافة طُوَيْق الجيرية الجوراسية عند دائرة عرض 28 َ 20 ْ شمالاً وخط طول 25 َ 45 ْ شرقًا من الغرب إلى الشرق بمجرى مستمر ذي تعرج بسيط إلى مسافة نحو 50كم. وتُطلُّ حافة طُوَيْق على السهل التراكمي إلى الغرب من علو 300م، ويرتفع بطن الوادي عن مستوى سطح البحر بنحو 585م، وفي بداية اختراق وَادِي الدَّوَاسِر حافة طُوَيْق يصل عرض الثغرة التي أحدثها الوادي إلى نحو 30كم، ويتناقص هذا العرض باطراد نحو الشرق حتى يصل إلى نحو 15كم فقط، وهنا يراوح عرض مجرى الوادي بين 2.5 و 3.5 كم، وفي شرق السُّلَيِّل يصل عرض الوادي إلى 1.5كم فقط، وهذا الوضع الذي نجد فيه الوادي يضيق مجراه نحو المصب، وهي حالة تتكرر في عدد من الأودية التي نجحت في اختراق حافة طُوَيْق بسبب النحت القاعدي للأودية التالية في حيز اتصالها مع الأودية التابعة الأصلية وتقويض الجوانب.
 
وفي الوقت الحاضر يُعدُّ وَادِي الدَّوَاسِر كله أرضًا إرسابية في ظل الظروف المناخية الحالية التي تتسم بالجفاف الشديد، وتراوح الإرسابات بين إرسابات ريحية وإرسابات طميية لها علاقة بالجريان المتقطع الذي يجري في الوادي خلال فترات سقوط المطر القليلة.
 
وَادِي الدَّوَاسِر لم يفقد شكل مجراه الذي ضاع وسط تراكم الإرسابات الرملية وغيرها فحسب، بل إنه فقد أيضًا اسمه ولا سيما من الجهة الشرقية لمدينة السُّلَيِّل، حيث يتحول إلى وادي الغَرّ الذي يسير نحو الشرق محاذيًا رمال الرّبْع الخَالِي في مجرى عريض مضفر ذي سباخ كثيرة، وعند دائرة عرض 20 َ 20 ْ شمالاً وخط طول 30 َ 46 ْ شرقًا يتجه وادي الغَرّ نحو الشمال الشرقي، وإلى الغرب من قارة رُوَيَّة يتحول اسم وادي الغَرّ إلى وادي الغِيرَان الذي يتابع جريانه نحو الشمال الشرقي ثم ينتهي في سهلٍ حدوده الشرقية رمال الرُّمَيْلَة. وفي الأراضي نفسها ينتهي كذلك وادي المَقْرَن.
 
10) وادي الحِنْو:
 
يلتقي وادي الحِنْو بوادي الغَرّ عند فَوَّار الفَرْشَة، وهو من الأودية التي كانت تجري أنهارًا أثناء الفترات المطيرة، ونجح في إيجاد ثغرة يمر من خلالها في حافة طُوَيْق ما بين خشم السُّوَّاد وخشم قرية الفَاو، وبعد أن يخترق الجبال إلى مسافة نحو 30كم من الغرب إلى الشرق يتجه نحو الشمال الشرقي فيما بين جبال طُوَيْق إلى اليسار، وعُرُوق بني مُعَارِض إلى اليمين، حيث يتلقى بعض الروافد من منحدرات جبال طُوَيْق التي ساعدت في الحفاظ على مجرى وادي الحِنْو من الزوال، فقد استطاعت الكثبان الرملية الهائلة إلى الغرب من حافة طُوَيْق منع روافد الوادي العليا المنحدرة من هضبة عَسِير من الوصول إلى الوادي، وصارت تنتهي في هذه الرمال.
 
د) أراضي الرمال:
 
1) عِرْق الرِّثْمَة وعِرْق بَنْبَان:
 
إلى الشرق من حافة طُوَيْق وصفرائها تبرز حافة العَرَمَة في الثُّمَامَة ممثلة في خشوم الثُّمَامَة 508م العالية عن سهل البُطَيْن تحتها، ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الرمال تتمثل في عِرْقي الرِّثْمَة وبَنْبَان اللذين يحدهما طريق الرِّيَاض - الثُّمَامَة - المَجْمَعَة من الشمال الشرقي والشمال الغربي. وهذا الرمل يمتد من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي إلى مسافة 73كم بعرض يراوح بين 2 و 6كم ومساحته 178كم  .
 
2) حافة الجُبَيْل:
 
من جبل بُرْمَة 715م نحو الجنوب الشرقي يبدأ ظهور حافة جديدة موازية لحافة العَرَمَة من الجنوب الغربي، وتمتد في الاتجاه نفسه من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي وهي حافة الجُبَيْل، ومنها جبال هِيت التي يقع فيها دحل هِيت المشهور الذي ينتمي إلى تكوين هِيت  ، وتتبع حافة الجُبَيْل تكوين السُّلَي.
 
وتمتد حافة الجُبَيْل حتى جبال مُغْرَة 482م عند خط طول 30 َ 47 ْ شرقًا، ويبرز من هذه الحافة عدد من الخشوم منها خشم العَان 712م، وخشم مَزَالِيج، وخشم ثَنَايا بِلال، وبينهما يقع دحل هِيت. وقد تقطعت الأراضي التي تقع بين جبال الجُبَيْل والعَرَمَة وتحولت إلى أراض وعرة، خصوصًا في جبال الدُّغُم، ويقل ارتفاع هذه الجبال كلما اتجهنا نحو الجنوب الشرقي، وتتحول إلى سهل منبسط في محافظة الخَرْج.
 
3) حافة البَيَاض:
 
تبدأ هضبة البَيَاض التابعة لتكوين البَيَاض إلى الجنوب من وادي السَّهْبَاء، وتمتد امتدادًا شاسعًا موازية جبال طُوَيْق نحو الجنوب الشرقي حتى نهايتها في رمال الرّبْع الخَالِي عند وادي الغَرّ عند دائرة عرض 17 َ 20 ْ شمالاً إلى مسافة 482كم تقريبًا، وخلال هذه المسافة الطويلة تنحدر نحو الجنوب الشرقي عشرات الشعاب والأودية، مثل: وادي شطَاب، والجَدْوَل، والمَقْرَن، وقد سبقت الإشارة إليها أثناء الحديث عن الأودية المنحدرة من جبال طُوَيْق. وتتسم هضبة البَيَاض ببساطة المظهر التضاريسي، فهي منخفضة بشكل عام، فمتوسط الارتفاع هو 520م. وفي شمال البَيَاض أراضٍ تُسمَّى (صلعة البَيَاض) تمتد من الشمال إلى الجنوب بين دائرتي عرض 07 َ 24 ْ و 25 َ 23 ْ شمالاً، وفي هذا الحيز لا يوجد سوى بعض التلال البسيطة التي لا تكاد تقطع المظهر الرتيب للانبساط العام، وتغطي سطحها حجارة المرو الأبيض؛ ولهذا سميت (صلعة البَيَاض) تشبيهًا لها بالرأس الأصلع الذي يلمع نتيجة فقد شعر الرأس، كما تُسمَّى أراضي البَيَاض إلى الشمال من دائرة عرض الأفْلاَج (المِيرَكَة) ولكن الاسم الشائع هو البَيَاض.
 
وينحدر من هضبة البَيَاض نحو هضبة هُرَيِّسَان التي تقع إلى شرق البَيَاض عدد من الأودية والشعاب، من أهمها: وادي الخَوَّار الذي يقع شمال دائرة عرض 00 َ 23 ْ شمالاً، ووادي الخُلَيْوة رافد وادي الدُّعَيب، ووادي العَجْرُفِي، ووادي الغَيْثَانِي برافديه: واديي أبو مَرْخَة وأبو شَبْهَانَة، وهناك وادي الحُسَيْنِي أيضًا.
 
أما إلى الجنوب من دائرة عرض 00 َ 23 ْ شمالاً؛ فمن أهم الأودية التي تنحدر نحو هضبة هُرَيِّسَان وادي الحِلْوَة برافديه واديي عُشَيْرَان والحِلْوَة، ووادي البَطْحَاوِي، ووادي الدَّوْسِري الذي يرفده وادي عُنَيْز ووادي شَقْرَان. كما تكثر في هذه الأراضي المشاش نتيجة انبساط سطحها الذي يمنع الماء من الجريان، ونتيجة وجود الطين لا يتسرب الماء إلى باطن الأرض، ومنها مشاش أم جَفْر، ومشاش أبو شَوْك، ومشاش أبو مَرْخَة، ومشاش الرَّمْضَة، وغيرها كثير.
 
4) حافة هُرَيِّسَان:
 
إلى الشرق من هضبة البَيَاض تقع هضبة هُرَيِّسَان التابعة لتكوين أمّ رَضَمَة، وهي تمتد بين وادي السَّهْبَاء من جهة الشمال ودائرة عرض 25 َ 22 ْ شمالاً إلى مسافة تعادل 210كم تقريبًا، أما حدود هضبة هُرَيِّسَان الشرقية فهي صحراء الدَّهْنَاء التي تحاذي هُرَيِّسَان، وتنتهي إليها معظم الشعاب والأودية التي تنحدر من البَيَاض وتعبر هُرَيِّسَان. وتتميز هذه الهضبة بكثرة الشعاب التي استطاعت تقطيع هذه الهضبة وتعقيد سطحها، فهي تتصف بالوعورة، ولهذا فالطرق الصحراوية الشمالية والجنوبية التي تعبرها إما أن تحاذي الدَّهْنَاء وتسير من هناك شمالاً أو جنوبًا حيث تكثر الفياض عند نهايات الأودية، أو تسير عبر الحدود بين البَيَاض وهُرَيِّسَان، أما الطرق الشرقية - الغربية فغير ممكنة إلا عبر مجاري الأودية.
 
5) حافة مُجَزَّل:
 
تمتد حافة مُجَزَّل من الشمال الشرقي نحو الجنوب الشرقي، وتُطلُّ على سُدَيْر والوَشِم من الشرق بحافة واضحة، وهي تبدأ من دائرة عرض 00 َ 27 ْ شمالاً، وخط طول 55 َ 44 ْ شرقًا شمال قرية جِرَاب بنحو 10كم، وتنتهي عند قارة خَزَّة إلى الجنوب من تُمَيْر بنحو 8كم. وينحدر من حافة مُجَزَّل عدد من الشعاب نحو الشمال الشرقي، ومعظمها ينتهي في منخفضات محلية، أو عند رمال الدَّهْنَاء، وتكون فياضًا، منها: فيضة الرِّحْبة التي ينتهي إليها شعيب جِرَاب، وفيضة أم الذِّيَابة التي ينتهي إليها شعيبا الوُعَالِي والسُّحَيْمي، وفيضة الحَيْراء التي ينتهي إليها شعيب العَصَل، ومن الفياض الداخلية: فيضة أم عِشَر، وروضة أم سِدْر، وفيضة الكَسْر، وروضة النَّظِيْم، وفيضة الخُفَيْسَات بشعيبيها: سَدْحَة ودَابَان، وفيضة غَزْوَى، وروضة نُوْرَة التي يمر بها وادي العَتْك وغيرها.
 
6) حافة العَرَمَة:
 
من القَاعيَّة (25كم جنوب شرق الأَرْطَاوِيَّة) تبدأ حافة العَرَمَة في الظهور إلى الشرق من حافة جبل مُجَزَّل، وهي غير بارزة في هذا الحيز بوصفها حافة، واستطاعت أعداد كبيرة من الشعاب اختراقها، ولكنها تصير حافة مرتفعة عما حولها جنوب شرق قرية الشِّعْب عند دائرة عرض 55 َ 25 ْ شمالاً وخط طول 54 َ 45 ْ شرقًا، ولذلك تبدأ الظاهرات الجيومورفولوجية للحافات في الظهور مثل الخشوم؛ فنجد جبل العِرْقُوبَة 689م، وخشم الحِقَّاقَة 657م إلى الغرب من وادي العَتْك. وإلى الجنوب الشرقي من رُوَيْغِب يقع خشم نُفَيْخ 620م، وينحدر منه شعيب نُفَيْخ الذي يرفد شعيب الطَّيْرِي، وينتهي عند حفر العَتْك، وخشم الطَّوْقِي 717م الذي ينحدر من ورائه وادي الطَّوْقِي ورافداه شعيب العَمْيَاء وحُمَيِّم الذي يمر من قرية الرُّمْحِية، وقرية رُمَاح على حدود الدَّهْنَاء، ثم يدخل الرمال، وينتهي في خِبَّة المُزَيْرِع وصَيَاهِد رُمَاح، وفي الثُّمَامَة هناك خشوم الثُّمَامَة 805م العالية عن سهل البُطَيْن تحتها؛ ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الرمال تتمثل في عرقي الرِّثْمَة وبَنْبَان اللذين يحدهما طريق الرِّيَاض - الثُّمَامَة - المَجْمَعَة من الشمال الشرقي والشمال الغربي. ومن خشوم الثُّمَامَة ينحدر نحو الشمال الشرقي عدد كبير من الشعاب، تنتهي كلها في فيضة خُرَيْم على حدود الدَّهْنَاء، ومنها: وادي الثُّمَامَة بروافده: وادي جُرَيْدِي، ووادي المِسَاجِدِي، ووادي السِّعيَرة، ووادي خُوَيْش الرَيَّان ورافده خُوَيْش العَطْشَان، ووادي وثَيْلان.
 
وتستمر حافة العَرَمَة في الظهور في اتجاه مستمر نحو الجنوب الشرقي حتى تختفي عند رمال الدَّهْنَاء عند خط طول 50 َ 48 ْ شرقًا عند ضلعان مُطَيْرِيْحَة شمال قرية التَّوْضِيحِيَّة. ومن جبال العَرَمَة ينحدر نحو الشمال الشرقي عدد من الأودية التي تنتهي في رمال الدَّهْنَاء، ومن أهمها: وادي الجَافِي، وواديا الحَلاَل الشمالي والحَلاَل الجنوبي، ومن أهم خشومها - بعد خشوم الثُّمَامَة جنوبًا - خشم البُويْب، وخشوم البُويْبِيَّات، وبينهما يقع جال بُوَيْب، وتواجه جبال الدُّغُم من الشرق خشوم الحَلاَل التي ينحدر من ورائها واديا الحلال السابق ذكرهما، وإلى الشرق من خط طول 30 َ 47 ْ شرقًا هناك مجموعة من الخشوم، منها: خشم عَوْصَا، وخشم خَشَبِي، وخشم سُدَيْرة، وخشم وَسِيع، وذلك إلى الشمال الشرقي من الخَرْج نحو 42كم  . 
 
ونظرًا لاختلاف أجزاء الحافة في التميز والبروز فهي لا تحتفظ باسم واحد على طول امتداداتها، وإنما تُعْرَفُ بحافة التَّيْسِيَّة في الشمال، وحافة مُجَزَّل شرق سُدَيْر، وحافة العَرَمَة شمال غرب الرياض وشرقها وشمال شرقها.
 
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook