العمل هو الجهد الذي يقوم الإنسان ببذله أثناء أداء عمل معين، فينتج شيئاً يعود عليه بمصالح ذاتية أو مصالح عامة للناس، حيث تساعدهم على قضاء حوائج الناس، وأشار الاسلام إلى أهمية العمل العظيمة، وحث الإنسان على البحث عن العمل والسعي إليه، وذلك حتى يكسب رزقه الذي يساعده على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، كما أمر الله تعالى في كتابه الكريم بضرورة السعي في الأرض لطلب الرزق، حيث يقول: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة: 10]
عظم الإسلام من شأن العمل، حيث يكون جزاء الإنسان على قدر عمله، فالله تعالى يقول في القرآن الكريم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97]، ومن الجدير ذكره أن الأنبياء الذين هم أشرف الخلق قد عملوا في مهن مختلفة غير النبوة، فعمل سيدنا آدم بالزراعة، وداود بالحدادة، كما عمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم والتجارة.
لا يحل للمسلم أن يترك العمل تحت نية التفرغ لعبادة الله وحده أو بحجة أنه يتوكل على الله في رزقه، حتى لو اضطر إلى العمل في أبسط الأعمال فهذا أفضل من سؤال الناس، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ يأخُذَ أحدكمْ حبلَهُ ، ثم يغدو - أحسبُهُ قال - إلى الجبلِ ، فيحتطِبُ ، فيبيعُ ، فيأكُلُ ويتصدَّقُ ، خيرٌ لهُ من أن يسأَلَ الناسَ) [صحيح البخاري].
حبب الإسلام أتباعه بالعمل، فالمسلم الذي يتقن عمله له أجر عظيم عند الله تعالى، لذلك يسعى المسلم للقيام بكافة أعماله مخلصاً نيته لله تعالى متقناً لعمله، فيفكر في الأجر والثواب قبل المال الذي سيحصل عليه، كما أن الشخص الذي يعمل عمله بإتقان يحبه الناس ويحبون التعامل معه؛ لأنه صادق ودقيق في عمله، كما أن الإسلام رفع من قيمة جميع الأعمال مهما كانت، فكل شخص يقدم منفعة لمجتمعه هو إنسان صالح يستحق الاحترام والتقدير، لذلك أمر الإسلام باحترام جميع المهن.