حقّق المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم أنّ بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كانت سنة ستمئة وعشرةٍ للميلاد، ويذكر المؤرّخون أنّ حجّة الوداع؛ وهي كذلك حجّة الإسلام وحجّة البلاغ، أدّاها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في السنة العاشرة للهجرة؛ أي بعد ثلاثٍ وعشرين سنةً من البعثة؛ إذ إنّ النبيّ مكث يدعو في مكّة ثلاث عشرة سنةً، ثمّ عشر سنواتٍ في المدينة؛ فيكون مجموع سنوات دعوته ثلاثةً وعشرين، ويكون بذلك التاريخ الميلاديّ لحجّة الوداع هو سنة ستمئة وثلاثةٍ وثلاثين للميلاد.
أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بمجموعةٍ من الوصايا في آخر لقاءٍ جمعه مع جمهرةٍ من الناس، وكان ذلك في يوم عرفة، والناس قد اجتمعت تستمع لما يقوله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأوجز لهم الخطاب، وأوصاهم بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ومن تلك الوصايا النبويّة ما يأتي:
سمّيت حجّة الوداع بهذا الاسم؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ودّع فيها المسلمين، وترك لهم الوصايا والتعاليم الشرعيّة الأخيرة في حياته، جاءت من ضمن فريضة الحجّ التي كانت آخر ما علّم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه من أحكام الدين، وشاء الله -تعالى- أن تكون فريضة الحجّ خاتمةً لكلّ الفرائض والأحكام الأخرى؛ لتغسل للمسلمين ما علق بهم من أدرانٍ وأوساخ من أيّام الجاهليّة، ولتصرف عنهم أيّ أوهامٍ خالطت فكرهم طوال السنوات الماضية، فيستقرّ التوحيد في القلوب، ويفيض نوره على الجوارح والأنفس
موسوعة موضوع