نذكرُ منها قولَه صلى الله عليه وسلم:
الاستغفار لغةً هو طلبُ المغفرة التي يُرجى منها السترُ والتغطيةُ، فإذا قيل غفر اللهُ ذنوبَ عبدٍ أي سترها، وممّا عرّف به شيخُ الإسلام ابنُ تيمية المغفرةَ أنّها تقي العبدَ شرّ ذنبه، فلا يُعاقَب عليه، فإن غفر الله له فإنّه لا يعذّبه، وإن لم يغفر له عذّبَه، وهذا المذهب هو مذهبُ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإئمة، والسلف، أمّا اصطلاحاً فالاستغفار هو أن يطلبَ المرءُ المغفرةَ بالتوبة، أو بالدعاء، ونحوه من أبواب الطاعة، وقد حثّ الله سبحانه نبيّه صلى الله عليه وسلم، وعباده المؤمنين على الاستغفار.
نذكر منها:
أمرَ اللهُ سبحانه عبادَه بالاستغفار في آيات عديدة كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )،وقد مدحَ اللهُ أهلَ الاستغفار، وأثنى عليهم، فالاستغفار صفة من صفات المتقين، وسنة من سنن الأنبياء، والمرسلين، ووسيلةُ الصالحين، والأولياء، يتضرعون به إلى مولاهم، ويلجؤون إليه، والله تعالى يغفر لمن استغفره، ومن فضائل الاستغفار أنّه يدفع البلاءَ عن العبد، ويجلب البركاتِ والخيراتِ له، وهو من موجبات رحمته سبحانه، ومن مَجلَباتِ القوة، والخير، والمتاع الحسن، إن اقترن بالتوبة خصوصاً، كما أنَّه من أسباب البعد عن العذاب.
إنّ آكدَ أوقاتِ الاستغفار وأفضلها هو الاستغفار بعد الوضوء، وبعد الصلاة، وفي السجود والركوع، وبعد الإفاضة من عرفات، وعقب الذنب، صباحاً ومساءً، وفي نهاية المجلس، وبعدَ الخروج من الخلاء، وعندَ الإيواء إلى الفراش، وعندَ الخسوف والكسوف، وعندَ امتطاء الدابة، وفي السُدُسِ الأخير من الليل، والذي يُعرَف بوقت السحر.
موسوعة موضوع