حديث نبوي عن القوة

الكاتب: مروى قويدر -
حديث نبوي عن القوة

حديث نبوي عن القوة.

 

 

جاءَ عن النبي الكريم حديثٌ صحيح في فضل المؤمن القويّ، حيثُ قال عليه الصلاة والسلام: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ)،[١]وأمّا معاني القوة في الحديث، ومظاهرها فتشير إلى قوة إيمان العبد، وقوة علمه، وإرادته، وعزيمته في الطاعات، والعبادات، والأعمال الصالحة، وكذلك يشتمل معنى القوة في الحديث على قوة البدن إذا سخّرها المسلم للخير، والأعمال الصالحة، فقوّة البدن لا تكون محمودةً في ذاتها، لأنّها قد تُسخَّر من أجل البطش بالناس، وإرادة الإيذاء، والضرر بهم، بل هي محمودة حينما تكون وسيلةً لتحقيق رضا الله تعالى، وقد تحدّث الإمام النووي رحمه الله عن معنى القوة في الحديث بأنّها العزيمة، والإقدام في مواطن الجهاد، وطلب العدو، وهي العزيمة كذلك في مواطن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنشاط في طلب العبادات، من صلاة، وصوم، وأذكار، والصبر على الأذى، والمشاقّ في سبيل الله.

 

سبب تفضيل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف

 

قد بين الشيخُ صالح الفوزان سببَ تفضيل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف في الحديث، وذلك أنّ المؤمن القوي يكون أنفعَ لأمّته، وإخوانه المسلمين من المؤمن الضعيف في مواطن الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الدين، بسبب ما يتمتّع به من القوة البدنية، والعزيمة، والشّجاعة التي تحقّق مصالحَ المسلمين، وتؤدي إلى إذلال عدوهم، وهو كذلك أنفعُ لأمته، وإخوانه في مواطن الإنتاج والعمل، والإسلام يحبُّ القوة، والإعداد، لأنّه دينُ العزة والرفعة.

 

من أسباب قوة المؤمن

 

من الأسباب التي تعطي المسلمَ القوةَ، والمنعةَ الإيمان بالله تعالى، فمن آمن بالله نالَ القوة والعزة، ومن اعتزَّ بغيره أذله الله، ومن أسباب القوة كذلك الإيمانُ بالحقّ، فمن آمن بالحقّ انتصر على أعدائه، لأنّ قوته إنّما يستمدُّها من الحق الذي يؤمن به، فهو لا يسعى وراء أهداف شخصية، أو نوازعَ، وشهوات عارضة، ومن الأسباب التي تزيد من قوة المسلم كذلك إيمانُه بالخلود، وأنّ ما وراء هذه الدنيا حياة سرمدية خالدة، وهذا ما يعطيه قوةً في طلب العمل الصالح وابتغاء وجه الله، وهو كذلك مؤمن بالقضاء، وأنّه لن يصيبَه إلا ما كتبه الله له، وأنّ رزقَه وأجلَه مكتوب مُقدّر، فلا يشعر بالخوف، بل يكون مطمئناً ثابتَ الجَنان.

شارك المقالة:
100 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook