كانت حرفة النسيج منتشرة بين النساء في منطقة الباحة، وكُنَّ ينتجن كثيرًا من المفارش والملابس المصنوعة من الصوف. ويبدأ النسيج بمرحلة جز صوف الأغنام والمعز، وجمعه، وتنظيفه، ونفشه بوساطة (المنفاش) وهو قرص خشبي له أسنان حديدية صغيرة معقوفة إلى الخلف، وله يد، وهو يشبه مضرب كرة الطاولة إلا أنه كبير ومربع، ولعملية النفش لا بد من وجود (منفاشين)، حيث يوضع الصوف عليهما ويُشد كل منفاش إلى الجهة المعاكسة للمنفاش الآخر، ثم يُحوَّل الصوف المنفوش إلى خيوط رفيعة بوساطة (الغزَّالة)  بتشديد الزاي، وبوساطة (المغزل)، والغزَّالة هي عصا متوسطة الحجم في رأسها ما يشبه الدائرة، وتكون مسطحة الشكل ومصنوعة من الخشب، وفي رأسها سنارة لتسهِّل خروج الصوف بطريقة منتظمة ومتناسقة إلى المغزل. والمغزل يشبه الغزَّالة إلا أنه أصغر حجمًا ليسهِّل برم الصوف وذلك بتمرير عصا المغزل فوق الفخذ بطريقة لولبية، وبهذا ينتقل الصوف الخام من الغزَّالة إلى المغزل بعد برمه وغزله. وبعد تهيئة الكمية الكافية من الخيوط تبدأ مرحلة الغزل، وتتم على آلة تُسمى (المسادي؛ أو النول) وتُسمى عند بعضهم بـ (الصنعة)، ولهذه الآلة البسيطة أدواتها الخاصة، منها (المشط)  وهو يشبه مشط الرأس إلا أنه أكبر وله أسنان كبيرة وبينها فتحات واسعة بعض الشيء، ويُستخدم المشط لشد الخيوط المنسوجة إلى بعضها. ومن أدوات المسادي (السيف) وهو يشبه السيف في كونه مسطحًا بعرض ما بين 5 و 10سم، وطوله يزيد على عرض القطعة المراد نسجها؛ و (الميشع) لتمرير خيوط النسيج من اليمين إلى اليسار وبالعكس.

 

ومن الصوف يتم صنع الجُِبَاب (بكسر الجيم أو ضمها وفتح الباء؛ وهي جمع جبة)، وتُصنع من الصوف الخالص، وهي بثلاثة ألوان: بيضاء أو حمراء أو صفراء، وتحوي أشكالاً هندسية رائعة ذات ألوان مختلفة ومتناسقة، وتكون تلك الأشكال على الكتفين وفي المقدمة، وتُلبس الجبة  في أوقات البرد الشديد، وهي ثقيلة الوزن، وتُعمَّر لفترات طويلة جدًّا. ومن الصوف يتم صنع (المدارات؛ جمع مدار) وهي جبة نسائية قصيرة، وألوانها حمراء أو سوداء. وتُعد الشِّمَال (بتشديد الشين وكسرها وتخفيف الميم؛ وهي جمع شملة) من الصناعات الصوفية، وهي أشبه بالسجاد (الزل) وتُستخدم في فرش المنازل. وكذلك تُصنع بيوت الشعر من الصوف، وبخاصة صوف المعز.