حركة النشاط الثقافي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 حركة النشاط الثقافي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

حركة النشاط الثقافي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
ما إن أطلّ العصر الحديث حتى كانت التربة الثقافيّة الجازانية - بأجوائها الأصيلة في تفاعلها المعرفيّ مع اليمن والشام - مهيَّأةً للإسهام الطليعيّ الخصب في حركة الثقافة على مستوى الجزيرة العربيّة، ولا سيما مع اتّصالها - منذ خمسينيات القرن الرابع عشر الهجري تقريبًا / ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي - بالصحافة الناشئة في الحجاز وما صاحبها من نشاط أدبيّ وفكريّ  
 
وكانت جازان قد شهدتْ في خمسينيات القرن الرابع عشر الهجري / ثلاثينيات القرن العشرين رخاء اقتصاديًّا نسبيًّا أتاح إقبال الشباب على القراءة والتثقّف. وكانت تفد على جازان إذْ ذاك صحف الحجاز، مثل: جريدتَي (أُمّ القُرَى)، و (صوت الحجاز)، ومجلة (المنهل)، وبعض الصحف المصريّة عن طريق عَدَن، مثل (الهلال)، و (المقتطف)، فيُقبل الناس عليها إقبالاً ويقرؤونها بنَهَم. ولعل طليعة أولئك المقبلين والقراء كانوا تلامذة الشيخ عقيل بن أحمد، في علوم الشريعة، واللغة، والبلاغة  
 
وإلى جانب تلك المدارس التاريخيّة التقليديّة في مُدن جازان وقُراها مثل مدارس ضَمَد، وصَبْيا، والشقيري، وأبي عريش، التي تخرّج فيها الأدباء والعلماء والمحقّقون على مرّ القرون الإسلاميّة، والتي لم تكن في كل الأحوال مقصورة على الذكور دون الإناث  ؛  وجاءت جهود الشيخ عبدالله القرعاوي الإصلاحيّة في المنطقة، ومن بعده تلميذه الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، لتوسِّعَ رقعة التعليم، وتنشر الوعي الاجتماعي، وتبثّ المعرفة وخصوصًا الشرعيّة واللغويّة. ذلك قبل أن يعيد التعليم النظامي الحديث منذ 1355هـ / 1935م صياغة الشخصيّة الثقافيّة هناك بجملةٍ من المكونات الجديدة.
 
وكان من ثمار ذلك كله أن شهد النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري بروز رعيل من الروّاد من مبدعي المنطقة وعلمائها، وقد اشتُهرت منهم أسماء، في مقدمتها شاعر الجنوب محمّد بن علي السنوسي، والمؤرخ الأبرز للمنطقة محمّد بن أحمد العقيلي اللذين كانا كفرسي رهان، بينهما من الصداقة والزمالة والمنافسة ما بينهما  
 
ومنذ أول مدرسة ابتدائية في منطقة جازان سنة 1355هـ / 1935م ثم أول مدرسة ابتدائية للطالبات سنة 1382هـ / 1962م والتعليم في جازان يشهد نهضة واسعة، شُيدت على أرضية من تراث المنطقة في العلم، وقابليّتها المتهيّئة للثقافة. وقد بلغ عدد مدارس التعليم العامّ في المنطقة حوالي ألفي مدرسة للذكور والإناث، إضافة إلى المعاهد المهنيّة، والصناعيّة، والزراعيّة، وكلية المعلّمين، وكلية العلوم الصحيّة، وكلية المجتمع، وكلية التربية للبنات، والكلية التقنيّة، وكلية الطبّ التي بدأ التسجيل فيها عام 1424هـ / 2003م  .  وفي جمادى الأولى 1426هـ / 2005م صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد آنذاك - على إنشاء جامعة جازان، ضمن ثلاث جامعات في: جازان، وحائل، والجوف.
 
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook