يُعرَّف الاستعلاء في اللغة على أنَّه الارتفاع والعلو، أمَّا في الاصطلاح فالاستعلاء هو علو حنك أثناء النطق، والمقصود بالاستعلاء هو ارتفاع أقصى اللسان فقط، لذلك الأحرف الذي تخرج من وسط اللسان لا تعتبر من حروف الاستعلاء في اللغة العربية، فخرجَ من حروفه حرف الجيم والشين والياء والكاف، وجدير بالذكر إنَّ عكس الاستعلاء هو الاستفال وهو انخفاض اللسان عن الحنك إلى قعر الفم، وهذا المقال سيسلِّطُ الضَّوءَ على حروف الاستعلاء في علم التجويد وعلى حروف الاستفال أيضًا.
في الحديث عن الاستعلاء والاستفال، جدير بالقول إنَّ الاستعلاء هو التفخيم ذاته، وحروف سبعة حروف مجموعة في جملة: "خص ضغط قظ"، أي هي حروف: الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والظاء والقاف، وقد ذكر هذه الحروف الإمام ابن الجزري في قصيدته التي قال فيها:
وحرفُ الاستعلاءِ فَخمٌ واخصصا
بعد الحديث عن حروف الاستعلاء في علم التجويد، لا بدَّ من الإشارة إلى الاستفال وحروفه في اللغة، والاستفال لغة هو عكس الاستعلاء أي عكس الارتفاع وهو الانخفاض، وفي الاصطلاح هو انخفاض اللسان عن الحنك الأعلى ووصوله إلى قعر الفم وقاعه أثناء النطق، وحروف الاستفال في اللغة هي كلُّ حروف اللغة العربية باستثناء حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في جملة: "خص ضغط قظ"، وحروف الاستفال في التجويد هي ذاتها حروف الترقيق باستثناء ما تأتي به الراء واللام من حالات شاذة تكون فيها مفخمة، وقد جاء في قصيدة الإمام ابن الجزري عن الاستفال الأبيات التالية
فرققن مستفلا من أحرف
كهمز ألحمد أعوذ إهدنا
وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللهِ وَلا الضّ
وباء بَرْق باطل بهم بذي
فيها وفي الجيم كحب الصبر