حزم عقيلة بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
حزم عقيلة بالرياض في المملكة العربية السعودية

حزم عقيلة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
 
يقع الموقع المعروف بالرقم 207 / 26 في سجلات وكالة الآثار والمتاحف على بُعد 2.5كم من تقاطع طريق القطار مع الخط المسفلت المتجه إلى حرض. وقد اكتشف الموقع عام 1398هـ / 1978م بوساطة فريق آثاري من وكالة الآثار والمتاحف. وفي عام 1408هـ / 1988م تمت زيارة الموقع، ومسح سطحه، وأجريت حفرية آثارية تمثلت في حفر غرفة إلى أرضيته  
 
ويظهر أن الموقع يمثل مستوطنة قديمة لا علم لسكان محافظة الخرج الحاليين بها؛ إذ لم يكن أحد يعرف شيئًا عنها عند السؤال عنها في عام 1408هـ / 1988م، وعندما تم مسحها من قِبل فريق وكالة الآثار والمتاحف عام 1408هـ / 1988م كانت جدرانها مطمورة بالأتربة والرمال وانهيارات مبانيها الطينية، حيث ظهرت على شكل تلال آثارية. وقد لا يكون بالإمكان تحديد حجم هذه المستوطنة نظرًا إلى اختفائها تحت الرمال وتعرضها للتخريب الحديث، فإلى الغرب منها توجد صوامع الغلال التي جرفت جزءًا من الموقع، وإلى الشمال منها تقوم مزارع ابتلعت جزءًا من الموقع، وإلى الجنوب يوجد خط الرياض - حرض الذي قسم الموقع إلى جزأين وغطى الجزء الثالث، وإلى الشرق تقوم مزارع حديثة جاءت على جزءٍ من الموقع، وفي النهاية أصبح الموقع برمته مزرعة وجُرِف بالجرّافات  .  ويبدو أن اسم الموقع حديث، ويتكون من جزأين الأول (حزم) ويعني الأرض المرتفعة الغليظة الخشنة  ،  والثاني (عقيلة) ويعني البئر قريبة الماء قصيرة الرشا  ،  ولذلك يبدو أن الاسم مستحدث من طبيعة المكان، أما إن كانت (عقيلة) تعني قبيلة (عقيلة) التي هي فرع من سنجار من شمر   فالاسم - عندئذ - يكون مضافًا إلى هذا الفرع من تلك القبيلة؛ وبهذا يكون حديث العه
 
ويلاحظ من الملتقطات السطحية أن الموقع على درجة من التقدم حيث تظهر المشغولات الفخارية بكثافة كبيرة، وكذلك بقايا الأواني الزجاجية، وأوانٍ مصنوعة من الحجر الصابوني.
وفي ضوء الحفرية التي أجريت عام 1408هـ / 1988م اتضح أن الموقع يتكون من وحدات معمارية استخدم في بنائها الطوب الطيني. وتظهر الجدران بسماكة جيدة تصل إلى المتر في عرضها. وبلغ عمق ما تبقى من الغرفة نحو مترين. وتظهر بقايا طبقة جصية على الجدران والأرضية؛ ما يدل على ممارسة تبطين أرضيات الغرف وجدرانها بتلك المادة التي تساقطت، فلم يبق منها إلا القليل  
 
وجاء من الموقع عدد من المواد الآثارية المنقولة وأكثرها وفرة الأواني الفخارية التي، تتنوع في مادة الصناعة وتقنيتها إلى جانب تنوعها الشكلي؛ فتوجد مجموعة من الأواني الفخارية العادية المتنوعة في عجينتها، فمنها العجينة الحمراء، والخضراء، والبنية. كما تظهر فيه أشكال أوانٍ متنوعة مثل الطاسات، والجرار، والصحون. وتظهر على هذه الأنواع زخارف محزوزة بعناصر متنوعة أشهرها الخطوط المنفرجة. وهناك مجموعة من الأواني المزججة التي جاءت منها كِسر تدل على وجود أوانٍ مزججة باللون الأخضر، وأوانٍ مزججة باللون الأزرق الفاتح، وأوانٍ مزججة باللون الأبيض.
 
وهناك مجموعة من الأواني مطلية بالدهان الذي يظهر على هيئة بطانة قد تكسو الإناء من الداخل، وقد تقتصر على السطح الخارجي له، وقد تكون على السطحين معًا، وهذا قليل. وتظهر طبقة الدهان باللون الأحمر، أو البُني، أو البُني المائل إلى السواد، كما توجد مجموعة من الأواني مبطنة بطبقة شبيهة بالقار، إن لم تكن قارًا بالفعل 
 
يمثل موقع حزم عقيلة فترة استيطان في محافظة الخرج، وإن كانت الدلائل الحاضرة تشير إلى أنه سابق على ظهور الإسلام؛ فعمارة الموقع، والأواني الفخارية، وانقطاع المعرفة بالموقع من قِبل السكان الحاليين، بالإضافة إلى وجوده في الجهة الشرقية لوادي الخرج التي ربما كانت نقطة الانطلاق لاجتياز صحراء الدهناء، تشير إلى قدم استيطان الموقع.
 
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook