حسن الخلق هو كف الشر والأذى وبذل المعروف والخير، وقد أمر الله -عز وجل- به، وأثنى على أصحاب الخلق الحسن، قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أحسن الناس خلقا، ورُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا)، ووصفت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: (كان خُلُقُه القُرآنَ)، ويدخل في بذل الخير صلة الرحم، والصدق، وحسن الجوار، والصدق، والوفاء بالعهد، كما يدخل في كف الشر مقابلة الإساءة بالإحسان، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والصبر على المكروه.
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حسن الخلق وترغّب فيه، ومن هذه الأحاديث الشريفة:
هناك العديد من الوسائل التي تساعد المسلم على تحصيل الخلق الحسن، وفيما يأتي ذكر لبعضها:
إن الخلق الحسن من أعلى درجات الإيمان، ومن أعظم القربات إلى الله سبحانه، وأصحابه من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى كل داعية إلى الله أن يتحلى بالخلق الحسن، فهو أحق الناس به، ثم يقوم بدعوة الناس إليه، ومن عظم شأنه أمر الله -تعالى- نبيّه به، وأثنى عليه في القرآن الكريم، فقال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وحسن الخلق من أعظم ما يرغّب الناس ويقربّهم إلى دين الإسلام والهداية، وهو أمنية كل مؤمن، فبه الفوز وبه النجاة، ومن خلاله يتمكّن صاحبه والداعية إلى الله من التقرب للناس وإرضائهم، فلا ينفرون من الدعوة، لأن من طباعهم محبة صاحب الخلق الحسن، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، ويكفي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تكفّل لمن حسن خلقه ببيت في أعلى الجنة.
موسوعة موضوع