تُعرّف حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) على أنها ترسبات صلبة تتكون في المرارة عادة ما تتكون من مادتي الكوليستيرول أو البيلروبين، وهي متفاوتة في حجمها، فقد تكون بحجم حبة الرمل أو بحجم كرة الغولف، كما أنها قد تكون خليطًا من الحصوات الكبيرة والصغيرة، أو قد تكون حصوة واحدة كبيرة الحجم، أو مئات من الحصوات الصغيرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحصوات قد تتسبب بانسداد القنوات الصفرواية في المرارة، مما يسبب الشعور بألم مفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويطلق على هذا الألم اسم المغص المراري (بالإنجليزية: Biliary colic)، وتتطلب هذه الحالة إجراء عملية لإزالة المرارة، ولكن في حال عدم تأثير هذا الحصوات في القنوات الصفراوية، فإنها لا تسبب ظهور أي أعراض أو علامات، ويطلق عليها اسم حصى المرارة الصامتة، وعادةً لا يتطلب هذا النوع من الحصوات أي علاج، ولفهم ذلك بشكل أفضل يجدر التوضيح أنّ المرارة عضو على شكل حبة كمثرى وتوجد تحت الكبد، وهي مسؤولة عن تخزين العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile)، والعصارة سائل يصنعه الكبد لهضم الدهون، حيث تفرز المرارة هذه العصارة الصفراوية من خلال قنوات يطلق عليها اسم القناة الصفراوية، وتربط هذا القناة المرارة والكبد بالأمعاء الدقيقة.
يُعتقد أنّ حصى المرارة تتكون نتيجة حدوث خلل في التركيب الكيميائي للعصارة الصفراوية، حيث تتكون العصارة الصفراوية من العديد من المكونات، ومنها الكوليستيرول، والأملاح الصفراوية، والأصباغ الصفراوية مثل البيليروبين، فمثلاً عند ارتفاع نسبة هذا المكونات في المرارة فإنّ الفائض منها يتجمّع معاً ليكوّن بلورات تُشكل لاحقًا حصى المرارة، وفي هذا السياق ينبغي القول إنّه يوجد نوعان لحصى المرارة، يطلق على النوع الأول اسم حصى الكوليستيرول (بالإنجليزية: Cholesterol stones) وهو النوع الأكثر شيوعاً لحصى المرارة ويتراوح لونها ما بين الأصفر والأخضر، أما النوع الثاني يعرف بالحصى الصبغية (بالإنجليزية: Pigment stones)، ويتمثل هذا النوع بحصوات صغيرة وغامقة اللون تتكون نتيجة ارتباط الكالسيوم مع البيليروبين بسبب زيادة كمية البيليروبين في العصارة الصفراوية، ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الباحثين بيّنوا أنّه يجدر توفر سبب واحد من الأسباب الآتية على الأقل لتكون حصى المرارة:
توجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتكون حصوات المرارة، ومنها الإصابة بأمراض معينة، واستخدام بعض أنواع الأدوية، والنمط الغذائي المتبع، ونذكر ذلك فيما يأتي بشيء من التفصيل:[٧]
توجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتكون حصى المرارة، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:
تزداد فرصة تكون حصى المرارة لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية، ومنها::
يُعدّ النمط الغذائي المتبع من قبل الشخص من عوامل الخطر التي تزيد فرصة تكوّن حصى المرارة، فقد يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والكربوهيدات وقليل الألياف إلى تكون حصى المرارة، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الغذائي الغني بالكوليستيرول، بالإضافة إلى ذلك قد يسبب فقدان الوزن السريع، عن طريق اتباع نظام غذائي معين أو نتيجة الخضوع لبعض العمليات الجراحية، إلى زيادة احتمالية تكون حصى المرارة، والجدير بالعلم أنّ زيادة الوزن قد تكون أحد عوامل خطر المعاناة من حصى المرارة كذلك.
يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية خطر تكون حصوات المرارة، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:
تعرّف الكدارة الصفراوية (بالإنجليزية : Biliary sludge) على أنها خليط من جزيئات الكوليسترول والبيليروبن والكالسيوم وغيرها من المواد التي تتراكم في العصارة الصفراوية، وتتكون عند بقاء العصارة الصفراوية في المرارة لفترة طويلة، ومن الجيد ذكره أن هذه الكدارة تكون مرافقة لحالة صحية معينة وتختفي بمجرد اختفاء السبب الذي أدى إلى ظهورها، فعلى سببل المثال قد تتشكل الكدارة الصفراوية عند بعض النساء خلال فترة الحمل لكنّها سرعان ما تختفي بمجرد أن تضع السيدة مولودها، وفي بعض الحالات قد تعبر هذه الكدارة إلى القناة الصفراوية وقد تسبب ظهور بعض الأعراض لدى بعض المرضى ولكن ليس جميعهم، وفي حالات أخرى قد تتطور هذا الكدارة إلى حصوات قد تنتقل إلى القناة الصفراوية فتسبب انسدادها، وعليه يمكن القول إنّ أغلب حالات الكدارة الصفراوية لا تتطلب أيّ علاج، ولكن توجد بعض الحالات التي يُعدّ علاجها أمرًا أساسيًا، وذلك بحسب تقييم الطبيب المختص وتقديره.
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للحد من خطر الإصابة بحصى المرارة، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي: