هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قُرط بن عدي بن كعب، رابع زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابنة الكبرى للخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر، وأمّها زينب بنت مظعون الجمحية أخت عبد الله وعثمان وقدامة بني مظعون الجمحي، حيث ولدت في مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، أي في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، ولا بد من الإشارة إلى أن معنى اسمها الرحمة.
أسلمت حفصة في مكة هي وزوجها خنيس بن حذافة السهمي الذي تزوجها وهي في الثامنة عشر من العمر، ثم هاجرا إلى المدينة المنورة، وتوفي وهي في العشرين من العمر نتيجة إصابته ببعض الجروح في غزوة أحد، ثم عرض عمر بن الخطاب على كلّ من أبي بكر، وعثمان بن عفان لزواجها، إلا أنّهما رفضا ذلك بسبب معرفة أبي بكر بنيّة النبي صلى الله عليه وسلم بالزواج منها، فذهب عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو له الحال، فعرض عليه الزواج منها، وبالتالي أصبحت حفصة من أمّهات المؤمنين.
عرفت حفصة بأنّها صوامة قوامة، وبغيرتها على النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته، وعرفت أيضاً بالفصاحة والبلاغة، واهتمامها بالعلم، كما كانت من قلّة النساء اللاتي تعلمن الكتابة، حيث تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله، وروت حفصة ستين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيها، ومنها ثلاثة أحاديث متفق عليها، وقد روى عنها عدد من الصحابة والتابعين، مثل حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وأخيه عبد الله، وأم مبشر، وعبد الرحمن بن الحارث، والمسيّب بن رافع، وغيرهم.
حدثت الكثير من حروب الردّة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد العديد من الصحابة، وحملة القرآن الكريم، الأمر الذي دفع المسلمين إلى السعي لجمع القرآن الكريم، وتدوينه لمنع ضياعه، وقد تمّ وضعه عند حفصة بنت عمر لحراسته، ثمّ طلب منها عثمان رضي الله عنه المصحف لنسخه على قراءة واحدة، وأعاده إليه، حيث بقي بحوزتها حتى وفاتها، وكانت قد أوصت أخيها عبد الله به.
توفيت حفصة في شعبان عام 41هـ في المدينة المنورة، في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلّى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة، ثمّ دفنت في البقيع.
موسوعة موضوع
العربية
