حقوق الجسد علينا

الكاتب: علا حسن -
حقوق الجسد علينا.

حقوق الجسد علينا.

 

حق الجسد في الإسلام

فضَّل الله الإنسان على جميع مخلوقاتهِ، وخلقه بأحسن صورةٍ وخِلقة، وأمره أن يحافظ على جسده، وكلَّفه بتلبية حاجات هذا الجسد ورغباتهِ، وبيَّن أنَّه أمانة يجب المحافظةُ عليها، وسيُسأل عن هذه الأمانة يوم القيامة، فإن أدّاها وصانها فقد فاز برضا الله وفاز بجنتهِ.

حقوق الجسد علينا

بيّن الدين الإسلامي الحنيف جُملةً من الأمورِ الواجب على المسلمِ مراعاتها، والحرص عليها، واعتبرها حقوقاً، لجسد المسلم منها:

  • من حق الجسد على العبدِ المسلم العناية بطعامهِ وشرابهِ، فلا يُدخل عليه ما يُؤذيه، ولا يُدخل عليه إلا المقدار المناسب له من الطعام. للحديث الذي رواه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنِه، بحسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالةَ، فثُلُثٌ لطعامِه، و ثُلُثٌ لشرابِه، و ثُلُثٌ لنفَسِه
  • المحافظة على نظافته والعناية به، وتحري أسباب الوقاية من الأمراض التي قد تُصيبه إن أهمل جسده، ولم يعتنِ به، وبنظافته. روى أبو هريرة عن النَّبي - عليه الصلاة والسلام - قال: (منْ كان له شعرٌ فليُكْرمهُ)روى عبد الله بن عباس فقال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال طَهِّروا هذه الأجسادَ طهَّرَكم اللهُ فإنَّه ليس مِن عبدٍ يبيتُ طاهرًا إلَّا بات معه في شِعارِه مَلَكٌ لا ينقلِبُ ساعةً مِنَ اللَّيلِ إلَّا قال اللهمَّ اغفِرْ لعبدِك فإنَّه بات طاهرًا).
  • الاهتمام براحته، وعدم تحميل الجسد ما لا يقوى عليه، حتى إن كان ذلك عبادة يفعلها المسلم تقرّباً لله تعالى لنيل رضاه، والفوز بجنته سبحانه. فعلى المسلم الموازنة بين راحة الجسد، وواجب العبادة من صومٍ، وصلاةٍ، وقيام ليلٍ. وغيرها من العبادات، كي لا يُصاب الجسد بالمرض أو الهزال، فيعجز عن القيام بما عليه من واجباتٍ دينيةٍ أو دنيوية. عن عبد الله بن عمرو قال: (قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عبدَ اللهِ، ألم أُخبَرْ أنك تصومُ النهارَ وتقومُ الليلَ. فقُلْتُ: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: فلا تَفعَلْ، صُمْ وأفطِرْ، وقُمْ ونَمْ، فإن لجسدِك عليك حقًّا، وإن لعينِك عليك حقًّا، وإن لزَوجِك عليك حقًّا، وإن لزَورِك عليك حقًّا، وإن بحَسْبِك أن تصومَ كلَّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، فإن لك بكلِّ حسنةٍ عشْرَ أمثالِها، فإن ذلك صيامُ الدهرِ كلِّه. فشَدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ. قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إني أَجِدَ قوةً؟ قال: فصُمْ صيامَ نبيِّ اللهِ داودَ عليه السلامُ ولا تَزِدْ عليه. قُلْتُ: وما كان صيامُ نبيِّ اللهِ داودَ عليه السلامُ؟ قال: نِصفَ الدهرِ. فكان عبدُ اللهِ يقولُ بعدَما كَبِرَ: يا ليتَني قَبِلْتُ رُخصَةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)

    الأدلة الواردة في المحافظة على الجسد

    كثيرة هي الآيات الواردة في كتاب الله تعالى التي تحثُّ المسلم على المحافظة على جسدهِ وسلامتهِ مما قد يؤذيهِ، وتحرّم الاعتداء على جسدِ الإنسان، سواءً بالقتلِ، أم بالإيذاء، أم غير ذلك، فتكريمُ الله سبحانه لجسدِ المسلم شامل. ومن هذه الآيات:

    • في سورة النساء، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
    • في سورة المائدة، قال تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ
    • ودعت الآيات الكريمه إلى الاعتناءِ بالصحةِ، وطهارة الجسد، وأخذ ما يناسب الجسد من الطعام والشراب: في سورة البقرة قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)وفي سورة الأعراف قال تعالى: (وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ
شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook