نظّم الإسلام العلاقات الإجتماعيّة ووضع لها أُسساً ومبادئ تضمن التّراحم والتّكافل والسّلام والمحبّة بين النّاس، وجعل فيها النّاس إخوةً حتّى ولو لم تربطهم قرابةٌ أو معرفة، وشرّف هذه العلاقة الأخويّة أكثر وأكثر وأمر المسلم أنّ يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه وأن يعامله كما يحب أن يُعامل، كما وشُبّه الإخوة في الإسلام بجسد الإنسان الواحد الّذي يتداعي إن ألمّ عضوٌ واحدٌ منه ألمٌ أو اشتكى منه، فكيف لو كانت تجمعهم رابطةٌ مثل صلة الرّحم أو الجيرة، هذا ما سنناقشه في هذا المقال ذاكرين حقوق كلٍّ من ذوي الأرحام والجيران.
قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)
الجار هو كلّ شخصٍ قريبٍ في مسكنه أو مكان عمله، ورسولنا الحبيب عليه الصّلاة والسّلام هو أشرف مثل يُحتذى به في معاملة الجار، حيث كثرت الأحاديث النّبويّة الّتي تسلّط الضّوء على العلاقات الّتي تجمع بين الجيران ويبدو وكأنّه ربط الإيمان بإكرام الجار، ووضع له حقوقاً تضمن بقاء المحبّة والألفة بين الجيران ومنها: