بعد تنامي قوة آل رشيد أخذ الأمير محمد بن رشيد يوسع حدود إمارته شيئًا فشيئًا مستغلاً بذلك فترة الخلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، كانت البداية في منطقة الرياض بإقليمي سدير والوشم اللذين تمكن من إخراجهما عن سلطة الدولة السعودية الثانية، وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري / أواخر القرن التاسع عشر الميلادي زاد تدخله في شؤون الرياض أكثر من مرة وتعيينه عاملاً له عليها، ثم توَّج ذلك بعد معركتي المليداء وحريملاء ببسط سيطرته على كل نجد بما فيها منطقة الرياض  

 

سار محمد بن رشيد بعد انتصاره في معركة حريملاء إلى الرياض، وأمر بهدم سورها، وهدم القصر القديم المعروف بقصر فيصل، والقصر الجديد المعروف بقصر عبدالله بن فيصل، وبعد أن قام بهذه الترتيبات وجعل محمد بن فيصل أميرًا في الرياض، رجع إلى عاصمته حائل  .  وبهذه التطورات انتقل مركز الثقل السياسي من نجد إلى حائل، في حين تحولت الرياض إلى مدينة ثانوية

 

استمر حكم آل رشيد لمنطقة الرياض عشر سنوات، وقد تميز حكم الأمير محمد بن رشيد بانتشار الأمن وبخاصة في الحاضرة، أما البادية فقد استمرت على ما كانت عليه من نـزاع وصراع مثلما وقع بين قبيلتي عتيبة ومطير من قتال سنة 1309هـ / 1891م على الحرملية  (قرب القويعية)، أو كما تسميه المصادر المعاصرة بمناخ الحرملية  

 

توفي محمد بن رشيد سنة 1315هـ / 1897م فخلفه ابن أخيه، عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، وقد اتصف هذا الأمير بالشجاعة والفروسية، ولكنه يفتقر إلى كثير من دهاء عمه محمد وسياسته، لذا اتسمت فترة حكمه بالشدة مما نفَّر الناس منه، كان من أهم الأحداث في فترة حكم عبدالعزيز بن متعب هو خروج الشيخ مبارك بن صباح والإمام عبدالرحمن بن فيصل على رأس جيش كبير إلى نجد سنة 1318هـ / 1900م، ومن هناك انطلقت قوة صغيرة بقيادة الشاب (الملك) عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى الرياض، وتمكنت من دخولها بسهولة، لكن عبدالرحمن بن ضبعان، عامل ابن رشيد وقائد الحامية، تحصن في قصر المصمك. وبعد أربعة أشهر من الحصار، جاءت أخبار معركة الصريف التي هزم فيها الشيخ مبارك وجموعه، ففك (الملك) عبدالعزيز الحصار عن حامية ابن رشيد وعاد إلى الكويت  .  عرفت هذه العملية بالمحاولة الأولى لاستعادة الرياض، وهي وإن لم تنجح في ذلك، فقد مهدت للعملية الثانية التي تُوِّجت بالنجاح.