الأحكام الشرعية مبناها عند العلماء على الدليل، وقد قرّر علماء أصول الفقه أنّ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليلاً بخلاف ذلك، ومن هنا ظهرت عبر مسيرة حياة المسلمين كثيرٌ من المسائل التي لم يرد في أمرها نصٌّ بتحريمها، وكان أهل الفقه يأخذوا هذه المسائل ويبحثوا في أمرها، وفي أحوالها ومآلاتها، ويُمرّوها على مقاصد الشرعية، ويستقرؤا إمكانية قياسها على غيرها، ويُخضِعوها لمفهوم البدعة، وهل هذا الجديد فيه إحداثٌ لأمرٍ في الدين من غير أصلٍ، وهل فيه إضافةٌ تخالف أمراً ثابتاً في العقيدة والتشريع؛ فيخرجوا بحكمٍ شرعيٍ يوافق أصول القواعد الشرعية، مع ملاحظة أنّ حكم الإباحة ميدانه واسعٌ في التشريع الإسلامي ضمن ضوابطٍ وأصولٍ واضحةٍ، ومسألة استخدام المسبحة تناولها العلماء بالبحث؛ فما هو حكم استخدامها؟
استخدام المسبحة في التسبيح وسائر صيغ ذكر الله -عزّ وجلّ- له آراءٌ عند الفقهاء، وفي المسألة تفصيل، ويُمكن إجمالها على النحو الآتي:
موسوعة موضوع