خضع الحجاز لحكم الشريف حسين بن علي في عام 1334هـ / 1916م وقد تحسنت علاقته في البدء بالسلطان عبدالعزيز وتظهر دلائل ذلك من خلال الاستقبال الحسن الذي لقيه شقيق السلطان عبدالعزيز (الأمير محمد بن عبدالرحمن ومرافقو هـ) الذين قاموا في الخامس من ذي الحجة عام 1335هـ / 1917م بالسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج لذلك العام، وكان مع الأمير محمد الأمراء عبدالعزيز بن تركي، ومشاري بن جلوي، ومحمد بن ناصر الفرحان وعائلاتهم، وما ينوف على مئتين وخمسين من رجالهم، وعدد من حجاج المناطق الخاضعة للحكم السعودي. وقد خرج لاستقبالهم وفد من الأشراف ورؤساء العشائر، وعندما دخلوا مكة المكرمة استقبلهم قائمقام مكة المكرمة الشريف شرف وعدد من الأشراف والعلماء بغاية الإكرام، ومعهم فرقة من الهجانة والفرسان، وقد أعدت المنازل اللازمة لهم ولعائلاتهم ومرافقيهم في شعب عامر الخاص بنـزول الحجاج النجديين، وقد حج الجميع وعادوا بسلام وأمان 

إلا أنه بعد أن استتب الأمر للشريف حسين في الحجاز خشي من امتداد سلطة الدولة السعودية الحديثة، بزعامة السلطان عبدالعزيز إلى الحجاز، فاستعان ببريطانيا لمساعدته في محاربة السلطان عبدالعزيز والقضاء على الدولة السعودية. ولتحقيق ذلك أخذ يبث الدعايات المضادة لها، كما أنه منع السكان في المناطق الخاضعة للدولة السعودية من أداء الحج، خشية من تأثر رعاياه بمبادئ الدعوة الإصلاحية، وقد أدى ذلك إلى احتدام الصراع بين الطرفين لإصرار الشريف حسين على موقفه من منع حجاج بلاد نجد عن أداء نسك الحج، ومعاداته السلطان عبدالعزيز، وعندما لم تفلح كل الوسائل السلمية مع الشريف حسين، قرر السلطان عبدالعزيز السير إلى مكة المكرمة لتخليصها من الشريف حسين، والسماح بالحج لجميع المسلمين من كل البلدان

ففي أوائل عام 1343هـ / 1924م استطاعت القوات السعودية بقيادة كل من خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد ضم تربة، والخرمة، والتقدم إلى الطائف. وبعد معارك عنيفة استطاعت القوات السعودية دخولها، ما جعل قوات الشريف حسين تتراجع إلى مكة المكرمة

وفي مكة أعلن الشريف حسين تنازله عن الحكم لابنه علي، وذلك في مساء اليوم الرابع من شهر ربيع الأول سنة 1343هـ / 3 أكتوبر 1924م، وفي اليوم التالي تمت البيعة لعلي بن الحسين، وقد غادر الشريف حسين جدة إلى العقبة بتاريخ 16 ربيع الأول / 14 أكتوبر من العام نفسه، وتولى ابنه علي مقاليد الحكم في البلاد