تعدّ الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، كما أنّها عمود الدين، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلُحت صلُح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، ولا تسقط عن المكلّف بأي حالٍ من الأحوال، وممّا يدلّ على أهمية الصلاة في حياة المسلم أنّها كانت آخر وصايا الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل وفاته، فعن أم سلمة ـرضي الله عنهاـ قالت: إنّ من آخر وصايا رسول الله ـصلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم).
وتعرّف الصلاة في اللغة والاصطلاح كما يأتي:
يجوز للمسلم أداء الصلاة في الطائرة إن كان وقتها محدوداً وتعذّر عليه أداؤها في غير الطائرة، كما يجوز له أن يؤديها جالساً إن لم يستطع القيام، وذلك قياساً على صحة الصلاة في السفينة التي دلّت عليها عدّة نصوصٍ من السنة النبوية والآثار، منها قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صلِّ قائمًا إلا أنْ تخافَ الغرقَ)، وتُقاس الطائرة على السفينة من حيث عدم الثبات على الأرض، كما أنّ كليهما موضع حاجةٍ، ولم يرد بينهما أي فرقٍ يؤثر في اختلاف الحكم، ويتفق حكم المسألة الأصلية مع المسألة الفرعية إن لم يرد بينهما فارقٌ مؤثّرٌ على الحكم.
أجمع أهل العلم على وجوب أداء الصلاة في الطائرة إن خشي المسلم فوات وقت الصلاة قبل هبوط الطائرة، أمّا استقبال القبلة وأداء الركوع والسجود فيكون بقدر الاستطاعة، قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، أمّا إن علم أنّ الطائرة ستهبط قبل فوات وقت الصلاة بقدرٍ يكفي لأدائها أو أنّ الصلاة من الصلوات التي تُجمع مع غيرها بقدرٍ يكفي لأداء الصلاتين؛ كصلاة الظهر مع العصر أو المغرب مع العشاء، فيجوز أن يؤدّيهما في الطائرة إن علم أنّ الطائرة لن تهبط إلّا بعد انقضاء وقت الصلاة الثانية، إذ ورد الأمر بأداء الصلاة في وقتها بقدر الاستطاعة والإمكان.
تؤدّى الصلاة على متن الطائرة بالكيفية الآتية:
تعدّ المحافظة على الصلاة من أهم الأسباب التي تقود العبد للإقبال على الطاعة والابتعاد المعاصي والمنكرات، مصداقاً لقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، فالخشوع في الصلاة واستحضار العبد وقوفه بين يدي الله -سبحانه- يقي العبد من الوقوع في المحرّمات ويصدّه وينهاه عنها، وتكمُن أهمية المحافظة على أداء الصلاة في عدّة أمورٍ، يُذكر منها أنّ الصلاة:
موسوعة موضوع