حكم الصلاة في الطائرة

الكاتب: مروى قويدر -
حكم الصلاة في الطائرة

حكم الصلاة في الطائرة.

 

 

تعريف الصلاة:

 

تعدّ الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، كما أنّها عمود الدين، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلُحت صلُح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، ولا تسقط عن المكلّف بأي حالٍ من الأحوال، وممّا يدلّ على أهمية الصلاة في حياة المسلم أنّها كانت آخر وصايا الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل وفاته، فعن أم سلمة ـرضي الله عنهاـ قالت: إنّ من آخر وصايا رسول الله ـصلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم).


وتعرّف الصلاة في اللغة والاصطلاح كما يأتي:

  • تعريف الصلاة لغةً: للصلاة عدّة معانٍ في اللغة؛ فتأتي بمعنى الدعاء كما في قوله -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)، وتأتي بمعنى الرحمة كما في قوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ)، وتأتي أيضاً الصلاة بمعنى الثناء، ومثال ذلك قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ).
  • تعريف الصلاة اصطلاحاً: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ تبدأ بالتكبير وتُختم بالتسليم مع النية.

 

الصلاة في الطائرة:

 

حكم الصلاة في الطائرة

 

يجوز للمسلم أداء الصلاة في الطائرة إن كان وقتها محدوداً وتعذّر عليه أداؤها في غير الطائرة، كما يجوز له أن يؤديها جالساً إن لم يستطع القيام، وذلك قياساً على صحة الصلاة في السفينة التي دلّت عليها عدّة نصوصٍ من السنة النبوية والآثار، منها قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صلِّ قائمًا إلا أنْ تخافَ الغرقَ)، وتُقاس الطائرة على السفينة من حيث عدم الثبات على الأرض، كما أنّ كليهما موضع حاجةٍ، ولم يرد بينهما أي فرقٍ يؤثر في اختلاف الحكم، ويتفق حكم المسألة الأصلية مع المسألة الفرعية إن لم يرد بينهما فارقٌ مؤثّرٌ على الحكم.


أجمع أهل العلم على وجوب أداء الصلاة في الطائرة إن خشي المسلم فوات وقت الصلاة قبل هبوط الطائرة، أمّا استقبال القبلة وأداء الركوع والسجود فيكون بقدر الاستطاعة، قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، أمّا إن علم أنّ الطائرة ستهبط قبل فوات وقت الصلاة بقدرٍ يكفي لأدائها أو أنّ الصلاة من الصلوات التي تُجمع مع غيرها بقدرٍ يكفي لأداء الصلاتين؛ كصلاة الظهر مع العصر أو المغرب مع العشاء، فيجوز أن يؤدّيهما في الطائرة إن علم أنّ الطائرة لن تهبط إلّا بعد انقضاء وقت الصلاة الثانية، إذ ورد الأمر بأداء الصلاة في وقتها بقدر الاستطاعة والإمكان.

 

كيفية أداء الصلاة في الطائرة

 

تؤدّى الصلاة على متن الطائرة بالكيفية الآتية:

  • أولاً: يجب التطهّر بالوضوء في حال وجود الماء، وإن لم يتوفّر الماء أو تعذّر استعماله فيتيمم المسلم بالتراب ونحوه.
  • ثانياً: استقبال القبلة، ويتم تحديد اتجاهها من خلال التقنيات الحديثة، وإن انحرفت الطائرة عن القبلة أثناء الصلاة فيبقى المسلم مستقبلاً القبلة قدر الإمكان، فإن لم يتمكّن فلا حرج عليه؛ ليُسر الشريعة الإسلامية.
  • ثالثاً: يلزم المصلّي أداء الصلاة قائماً قدر الإمكان والإتيان بالركوع والسجود إن استطاع، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صلِّ قائمًا إلا أنْ تخافَ الغرقَ)، وإن تعذّر القيام للعجز أو لعدم وجود مكانٍ مناسبٍ للصلاة فلا بأس بأدائها جلوساً، ويؤدي الركوع والسجود جلوساً، ويجعل السجود أخفض من الركوع.
  • رابعاً: يجوز أداء صلاة النافلة في الطائرة إلى جهة سيرها جلوساً.

 

أهمية المحافظة على الصلاة:

 

تعدّ المحافظة على الصلاة من أهم الأسباب التي تقود العبد للإقبال على الطاعة والابتعاد المعاصي والمنكرات، مصداقاً لقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، فالخشوع في الصلاة واستحضار العبد وقوفه بين يدي الله -سبحانه- يقي العبد من الوقوع في المحرّمات ويصدّه وينهاه عنها، وتكمُن أهمية المحافظة على أداء الصلاة في عدّة أمورٍ، يُذكر منها أنّ الصلاة:

  • أهم ركنٍ من أركان الاسلام بعد الشهادتين، ودليل ذلك ما أوصى به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين بعثه إلى أهل اليمن قائلاً له: (إِنَّك تَقْدَمُ على قَومٍ مِن أهلِ الكتابِ، فلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدعوهم إلى أنْ يُوَحِّدوا اللهَ تعالى، فإذا عَرَفوا ذلِك، فأَخْبِرْهم أنَّ اللهَ فرَضَ عليهم خَمسَ صَلواتٍ في يَومِهم ولَيلتِهم).
  • أمر الله -تعالى- بالمحافظة عليها في جميع الأحوال، قال -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ*فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).
  • وصية رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لأمّته قبل وفاته، فقد ورد عن علي بن أبي طالب أنّ آخر كلام النبي كان: (الصَّلاةَ وما مَلَكتْ أَيمانُكم).
  • من شريعة الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاة).
  • عمود الدين وأساسه الذي لا يقوم إلّا به، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمودُه الصَّلاةُ).
  • من أسباب تكفير الذنوب والخطايا، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ).
  • من أسباب مرافقة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجنة، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (كنتُ أَبِيتُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سَلْ، فقلتُ: أسألُكَ مرافقتَكَ في الجَنَّةِ، قال: أوْ غيرَ ذلِك؟ قلتُ: هو ذاك، قال: فأَعنِّي على نَفْسِكَ بكَثرةِ السُّجودِ)
شارك المقالة:
87 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook