حكم تحية المسجد

الكاتب: مروى قويدر -
حكم تحية المسجد

حكم تحية المسجد.

 

 

المقصود بتحية المسجد:

 

  • التحية في اللغة: مصدر حيّاه يحيّيه تحيّة، وأصلها: الدعاء بالحياة، ومنه القول: التحيات لله أي؛ البقاء، وقيل: الملك لله، وتحيّة الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لعباده المؤمنين السلام؛ أي قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقد استعمل أهل الفقه عبارة التحية في موضع آخر غير السلام، فاستخدموها لتحية المسجد.
  • المسجد في اللغة: يُطلق على بيت الصلاة، ويُراد به أيضاً: موضع السجود من بدن الإنسان، ويجمع على مساجد.
  • المسجد في الاصطلاح: فقد عُرّف بعدة تعريفات منها:
    • البيوت المبنية بهدف الصلاة فيها لله سبحانه وتعالى فهي خالصة له ولعبادته.
    • كل موضع يستطيع العبد أن يعبد الله فيه ويسجد له فيه، وفي العُرف يُطلق المسجد على المكان المهيّأ لأداء الصلوات الخمس فيه.
  • صلاة تحية المسجد: ركعتان من غير الفريضة، يؤدّيهما المسلم عند دخوله للمسجد وقبل أن يجلس.

 

حكم تحية المسجد:

 

  • ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب صلاة تحية المسجد؛ فهي من النوافل التي يحصل بها الثواب والأجر، واستدلّ جمهور الفقهاء على ما ذهبوا إليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخَل أحدُكمُ المسجدَ فليركَعْ ركعتَينِ قبلَ أن يجلِسَ)، ووجه استدلالهم بهذا الحديث أنّ الأمر الوارد في الحديث يُحمل على النّدب والاستحباب، ولا يُحمل على الوجوب؛ لإمكانية حدوث التعارض بين هذا الحديث وأحاديث أخرى صحيحة تنهى عن الصلاة في أوقات معينة، واستدلوا أيضاً بأنّه لا توجد صلوات مفروضة على المسلم إلاّ الصلوات الخمس.
  • ذهب أهل الظاهر؛ ابن حزم، وداود بن علي إلى وجوب ركعتي تحية المسجد؛ مستدلين على ما ذهبوا إليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخَل أحدُكمُ المسجدَ فليركَعْ ركعتَينِ قبلَ أن يجلِسَ)، ووجه استدلالهم بهذا الحديث؛ أنّ الأمر الوارد في الحديث يفيد الوجوب، وأنّ هذا الوجوب مقيّد بدخول المسجد، وليس الوجوب المطلق كما في الصلوات الخمس

 

شروط تحية المسجد:

 

جعل الفقهاء لتحية المسجد شروطاً حتى تُطلب من الشخص، ومن هذه الشروط:

  • أن يدخل الشخص المسجد في غير الأوقات التي ورد فيها النهي عن أداء صلاة النوافل؛ مثل: وقت طلوع الشمس، وبعد صلاة العصر.
  • ذهب المالكية إلى اشتراط المكوث في المسجد والجلوس فيه، فإذا مرّ الشخص مروراً فلا تُطلب منه؛ بخلاف ما ذهب إليه فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة، فذهبوا إلى عدم اشتراط المكوث في المسجد، وإنما يكفي المرور فقط.
  • أن يدخل المسجد وهو متوضّىء باتفاق بين فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة، بينما ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّه إذا دخل المسجد وهو مُحدِث وأمكنه التطهُّر في وقت يسير، فإنّها تُطلب منه.
  • ألّا يكون وقت دخوله للمسجد وقت إقامة صلاة الجماعة، فإذا دخل في وقت صلاة الجماعة فإنّ تحية المسجد لا تُطلب منه، وهذا عند فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة، أمّا فقهاء المالكية ففرّقوا بين كون إقامة صلاة الجماعة للإمام الراتب أو للإمام غير الراتب؛ فإن كانت للإمام الراتب فلا تُطلب منه، أما إن كانت للإمام غير الراتب فتُطلب منه.
  • ألّا يدخل المسجد بعد خروج الإمام للخطبة؛ خطبة الجمعة، أو العيدين ونحوهما، فإذا دخل في هذا الوقت فإنّ تحية المسجد لا تُطلب منه، وهذا عند فقهاء المالكية والحنفية، أما فقهاء الشافعية والحنابلة، فذهبوا إلى أنّه إذا دخل المصلّي والإمام على المنبر فإنّه يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس ولا يزيد عليهما، فإنْ جلس فلا تُطلَب منه
شارك المقالة:
70 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook