تُعرّف الصّلاة في اللغة بالدعاء؛ وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)، أي؛ أُدع لهم. أما الصّلاة في الاصطلاح عند الفقهاء فهي عبارة عن أقوال وأفعال مخصوصة، يفعلها المسلم، يفتتحها بالتكبير ويختتمها بالتسليم مع وجود النية بشروط مخصوصة. أما ترقيع الصلاة فهو مصطلح يطلقه فقهاء المذهب المالكي على موضوع السهو والمسائل المتعلقة بإصلاح الصلاة، ويُقصَد بالسهو: (الذهول في الشيء وعنه)، ويُقصَد بسجود السهو: ما يكون في آخر الصلاة أو بعدها لجبر خلل فيها؛ سواء بترك المصلي لبعضٍ مأمورٍ به أو فعل بعض منهي عنه دون تعمُّد.
اتفق الفقهاء على مشروعية سجود السهو في الصّلاة، فذهب فقهاء المالكية إلى سُنّية سجود السهو، أو ما يُعرف بترقيع الصلاة؛ سواء كان محلّه قبل انتهاء الصّلاة أو بعدها، أمّا إن كان السجود قبلياً فقد اختلفت الروايات في قول الإمام مالك فيه، وذهب ابن رشد الجد وابن رشد الحفيد، والقاضي عبد الوهاب من المذهب المالكي إلى وجوبه؛ إلّا أنّه لا تبطل صلاة المصلي بترك هذا السجود سواء كان عمداً أو سهواً؛ إلّا إذا ترتّب هذا السجود عن ترك ثلاث سنن فأكثر، أو طال الفصل، أو خرج المصلي من المسجد، ولا خلاف عند فقهاء المذهب في عدم وجوب السجود البعدي.
يوجد العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على مشروعية سجود السهو (ترقيع الصلاة )منها:
لسجود السهو ثلاثة أسباب هي:
اتفق العلماء في المذاهب الفقهيّة الأربعة على أنّ سجود السهو عبارة عن سجدتين يؤديهما المصلّي في حالة سهوه في أدائه للصلاة بشكل عام، أما في المذهب المالكي ففرّق الفقهاء في المذهب بين حالة إذا كان سجود السهو ناتج عن نقص في الصلاة أو زيادة فيها، أو ناتج عن نقص وزيادة في الصلاة معاً؛ فإذا كان سجود السهو ناتج عن النقص في الصلاة، فكيفيته كما يلي:
أما إذا كان سجود السهو ناتج عن زيادة في الصلاة، فكيفيته كما يلي:
أما إذا كان سجود السهو ناتج عن نقص وزيادة في الصلاة معاً، فإنّ كيفية السجود تكون كما هي في حالة النقص في الصلاة؛ أي يتم ترجيح جانب النقصان على الزيادة، ويكون محل سجود السهو قبل السلام من الصلاة
موسوعة موضوع