حكم تقبيل الحجر الاسود

الكاتب: مروى قويدر -
حكم تقبيل الحجر الاسود

حكم تقبيل الحجر الاسود.

 

 

ذهب جمهور العلماء إلى القول بمشروعية تقبيل الحجر الأسود خلال الطواف، واستدلّوا بالأثر الذي رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث إنّه قبّل الحجر الأسود، ثمّ قال: (إنّي أعلَمُ أنك حجَرٌ، لا تضُرُّ ولا تنفَعُ، ولولا أنّي رأيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُقَبِّلُك ما قبَّلتُك)، وقد علّق الإمام النووي في شرحه للحديث السابق بأن حكم تقبيل الحجر الأسود هو الاستحباب بعد الطواف، وكذلك يُستحبّ السجود على الحجر الأسود بوضع الجبهة عليه، فيستحبّ استقبال الحجر ثمّ تقبيله، ثمّ وضع الجبهة عليه، وهذا مذهب الجمهور، وهو رأي عمر بن الخطاب، وابن عباس، والشافعيّ، وأحمد بن حنبل، وطاووس، وقد قال العديد من العلماء بجواز تقبيل الحجر الأسود من غير طوافٍ، وهم بعض علماء المالكية، كما ذُكر في الفواكه الدواني: (ولا بأس بتقبيله بغير طوافٍ؛ ولكن ليس ذلك من شأن الناس)، وقد استدلّوا على ذلك بما رُوي في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه، أنّه كان لا يخرج من المسجد حتى يستقبل الحجر الأسود، سواءً كان في طوافٍ أو غير طوافٍ، ولا بُدّ من الإشارة إلى إمكانية مسّ الحجر الأسود باليد إذا لم يتسنَ تقبيله، وكذلك يجوز مسّه بشيءٍ في اليد؛ كالعصا مثلاً، فإن لم يُتاح الاقتراب من الحجر الأسود بسبب الزُحام فتكفي الإشارة إليه من بعيدٍ، والتكبير، والدليل على ذلك فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما تزاحم عليه الناس ليسألونه، فركب الجمل، وطاف عليه، وكان كلّما استقبل الحجر الأسود أشار إليه بيده وكبّر، بالإضافة إلى أنّ مسّ الحجر الأسود وتقبيله، ليس من واجبات الطواف، ولا شروطه، وإنّما يُعتبر من سننه، وإيذاء النفس والناس بمزاحمتهم للوصول إلى الحجر الأسود محذور، فلا يصحّ فعل المحذور لأداء السنة، ويُستفاد من الحديث السابق عدم مشروعية مزاحمة الناس من أجل تقبيل الحجر الأسود.

 

الحكمة من تقبيل الحجر الأسود..

 

يرجع السبب في تقبيل الحجر الأسود إلى تعظيم شعائر الله تعالى، واظهار العبودية له، بالإضافة إلى اتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام، فقد روى ابن عباس رضي الله عنه: (طافَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- على بعيرِهِ، وكان كلَّمَا أَتى على الركنِ، أشارَ إليهِ وكبَّرَ)، ورُوي عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنّه كان يستلم الحجر بيده، ثمّ يقبّل يديه، ويقول: (ما تركتُه منذُ رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يفعلُه)، وممّا يدلّ على عِظَم قدر الحجر الأسود وفضله حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- عنه، حيث قال: (واللهِ ليبعثنَّه اللهُ يومَ القيامةِ، له عينانِ يبصرُ بهما، ولسانٌ ينطقُ به، يشهدُ علَى مَنْ استلمَه بحقٍّ)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تقبيل الحجر الأسود ليس لتعظيمه؛ فهو حجرٌ لا يضرّ ولا ينفع، ولكن لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شرّع تقبيله عبادةً لله.

شارك المقالة:
102 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook