حكم تنظيف الحواجب

الكاتب: مروى قويدر -
حكم تنظيف الحواجب

حكم تنظيف الحواجب.

 

 

أحكام الزينة للمرأة المسلمة:

 

فطر الله سبحانه المرأة على حبّ التزيّن، وجعل لهذا الأمر أهميةً كبيرةً في الإسلام، فقد أباح لها أنواعاً من الزينة، حرّمها على الرجل، كالذهب والحرير، إلّا أنّه وضع أحكاماً وقواعد تضبط زينة المرأة، وتبيّن الممنوع فيها من المشروع، وبالتالي فإنّ زينة المرأة في الشريعة الإسلامية تقسم إلى ثلاثة أقسام؛ أولها: الزينة المباحة، وهي تشمل كلّ أنواع الزينة التي أباح الإسلام للمرأة أن تستخدمها، ويدخل فيها لبس الحلي، والحرير، واستخدام العطور، ونحوها، ويشترط لإباحة هذا النوع من الزينة؛ أن تستخدمه المرأة أمام محارمها فقط، أمّا القسم الثاني فهو: الزينة المستحبة، ويدخل فيها كلّ زينةٍ حثّ الإسلام عليها، ورغّب بها، كاستخدام السواك، ونتف الإبط، والاغتسال، ونحو ذلك، وآخر الأقسام هو: الزينة المحرّمة، ويدخل فيها كلّ ما نهى عنه الشارع من أنواع الزينة؛ كالنمص، والوصل، والتشبّه بالكافرات وبالرجال، واستخدام هذه الأنواع المحرّمة من الزينة يرتّب على فاعلته إثماً وعقوبةً، بينما تنال من تتركه الأجر والمثوبة من الله تعالى.

ومن الأحكام المتعلّقة بالزينة في الإسلام أيضاً؛ النهي عن المبالغة والإسراف فيها، فالإسلام دين الوسطية والاعتدال في الأمور كلّها، ويجب على المرأة المسلمة مهما بلغت من حرصها على التزيّن والتجمّل، وحبها لذلك؛ ألّا تصل إلى مرحلة الإفراط فيه، فقد أثنى الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم على المعتدلين في الإنفاق، حيث قال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، ولا يقتصر مفهوم الإسراف في الزينة على أمور الإنفاق فيها، بل يشمل أيضاً الإسراف في الوقت، وهدره في التزيّن، فقد تجلس المرأة أمام المرآة ساعاتٍ طوالٍ وهي تسرّح شعرها، وهذا أمرٌ منهيٌّ عنه في الشرع؛ لأنّ الزينة وسيلةً وليست غايةً في حدّ ذاتها، فلا يجوز تضييع العمر والوقت فيها، ومن أحكام الزينة الشرعية أيضاً؛ حثّ الشرع على تزيّن المرأة لزوجها، والترغيب في ذلك، فهي من أهم العوامل التي تؤدي إلى استقرار البيوت، وحُسن العشرة بين الزوجين، وفعل ذلك يعدّ واجباً من واجبات المرأة الشرعية التي عليها أن تلتزم بها وتؤديها.

 

حكم تنظيف الحواجب:

 

اختلفت آراء العلماء في حكم الأخذ من شعر الحواجب، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الحنفية: وقد ذهبوا إلى جواز الأخذ من شعر الحاجب، إذا كان الهدف منه تزيّن المرأة لزوجها، وحملوا النهي الوارد في ذلك والحُرمة المستفادة منه على من كانت تأخذ من شعر حاجبيها بقصد التزيّن أمام الأجانب، وقالوا إنّ تحريم فعل ذلك من أجل التجمّل للزوج أمرٌ بعيدٌ؛ فالتزيّن أمراً مطلوباً في حق النساء.
  • المالكية: وقد ذهبوا إلى جواز حلق المرأة لجميع شعرها عدا شعر الرأس، ويشمل ذلك نمص الحواجب، وحملوا النهي عن فعل ذلك على المرأة المنهيّة عن استعمال الزينة كلّها؛ كالمتوفى عنها زوجها.
  • الشافعية: وقد ذهبوا إلى جواز الأخذ من الحاجب للمرأة من أجل تحسينه إذا كان ذلك بإذنٍ من الزوج، إلّا أنّ الإمام النووي -رحمه الله- قد خالف الشافعية في ذلك، ورأى حُرمة الأخذ من شعر الحاجب، ولم يُجز للمرأة إلّا إزالة شعر اللحية، أو الشارب إذا نبتا على وجهها.
  • الحنابلة: وقد ذهبوا إلى القول بحُرمة حفّ الحواجب، واستدلوا بذلك بما ورد من اللعن في حقّ من تفعل ذلك، واللعن لا يترتب إلّا على فعل أمرٍ محرّمٍ، إلّا أنّ ابن الجوزي -رحمه الله- قد ذهب إلى جواز النمص، وحمل النهي الوارد على ثلاثة حالاتٍ؛ إمّا أن يكون النمص شعاراً للفاجرات فيكنّ هنّ المقصودات بالنهي، وإمّا أن يكون القصد منه التدليس على الرجل، وهذا غير جائزٍ، وإمّا أن يكون فيه تغييراً لخلق الله تعالى؛ كالوشم.

والراجح في في حكم الأخذ من شعر الحاجب وتنظيفه؛ هو رأي الحنابلة القاضي بحُرمة الأخذ منها، فهو الأظهر والأحوط، إلّا أنّه يستثنى من ذلك ما كان له سببٌ مشروعٌ للإزالة، كأن يكون حاجب المرأة ثخيناً شبيهاً بحاجب الرجل، فلها أن تزيل منه بقدر ما يرفع عنها ذلك الشبه بالرجال، أو أن يكون حاجباها متصلان، فلها أن تزيل ذلك الوصل، وهكذا فإنّ للمرأة أن تأخذ من حاجبها ما كان شيّناً، أو مُحرجاً ولافتاً للنظر، ويشمل ذلك كلّ ما كان زائداً عن حاجبها من فوقه، أو من تحته، أو ما كان واصلاً بين حاجبيها، خاصةً إذا كان ذلك الفعل بأمر الزوج وطلبه

شارك المقالة:
73 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook