حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر

الكاتب: مروى قويدر -
حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر

حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر.

 

 

جَمْع الصَّلاة:

 

الجَمْع مصدرٌ مشتقٌّ من الفعل الثلاثيّ جَمَعَ، والجَمْع ضدّ التَّفريق، فيُقال: جَمَعَ الأشياء جَمْعاً؛ أي ضمّ بعضها إلى بعضٍ، أمّا الجَمْع بين الصَّلوات في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهو: أن يجمع المُصلّي بين فريضَتَيْن في وقت إحداهما؛ إمّا جمع تقديمٍ؛ أي في وقت الصَّلاة الأولى، أو جمع تأخيرٍ؛ ويكون ذلك في وقت الصَّلاة الثانية؛ وذلك لعذرٍ يُبيح الجَمْع.

 

حُكم جمع صلاة الجُمعة مع صلاة العصر:

 

اختلف الفقهاء في مشروعيّة الجمع بين صلاتَيْ الجمعة والعصر عند وجود سببٍ للجَمْع، وبيان اختلافهم على النّحو الآتي:

  • المالكيّة والحنابلة: ذهب المالكيّة، والحنابلة، إلى عدم جواز الجَمْع بين الجُمعة والعصر مُطلقاً؛ مُستدلّين على ذلك بعدم ورود دليلٍ من السُّنّة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جمع بين صلاتَيْ الجمعة والعصر؛ وإنّما ورد عنه أنّه جمع بين الظُّهر والعصر، ولا تُقاس الجمعة على الظُّهر؛ وذلك لأنّ الأصل في العبادات المنع؛ فلا يصحّ القياس، ولأنّ الجمعة صلاة مُستقلّةٌ تختلف أحكامها عن أحكام صلاة الظُّهر؛ من حيث كيفيّتها، وشروطها، وأركانها.
  • الشَّافعيّة: ذهبوا إلى جواز الجمع بين صلاتَيْ الجُمعة والعصر،  مُستدلّين على ذلك بالقياس على الجمع بين صلاتَيْ الظُّهر والعصر؛ فوقت الجمعة هو وقت الظُّهر نفسه؛ إذ لا فرق بين الجمعة والظُّهر؛ فما ينطبق على صلاة الظُّهر من أحكام الجمع ينطبق على صلاة الجمعة كذلك، ولِما في ذلك من التَّيسير ورفع الحرج على المسلمين.
  • الحنفيّة: ذهبوا لعدم جواز الجمع بين الصَّلوات في غير عرفة ومزدلفة؛ وذلك لأجل النُّسُك.

 

الصَّلوات التي يُجْمَع بينها:

 

اتّفق العلماء على عدم جواز جَمع صلاة الفجر مع غيرها من الصَّلوات؛ كجَمْعها مع العشاء مثلاً أو مع الظُّهر؛ كما لا يجوز كذلك الجَمع بين صلاتيْ العصر والمغرب؛ أي أنّ الصَّلوات التي يجوز الجَمع بينها هي؛ صلاتيْ الظُّهر والعصر، وصلاتيْ المغرب والعشاء؛ ودليل ذلك ما رواه الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال: (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوةِ تبوكٍ، إذا ارتحلَ قبلَ زيغِ الشمسِ، أخَّرَ الظهرَ إلى أن يجمعَها إلى العصرِ، فيصليهِما جميعًا، وإذا ارتحلَ بعدَ زيغِ الشمسِ، عجَّلَ العصرَ إلى الظهرِ، وصلى الظهرَ والعصرَ جميعًا، ثم سار، وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاَِّها مع المغربِ)، وما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- فقال: (جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ).

شارك المقالة:
69 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook