حكم شرب الخمر

الكاتب: مروى قويدر -
حكم شرب الخمر

حكم شرب الخمر.

 

 

يمكن القول أنّ شرب الخمر حرامٌ بدليلٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وإجماع الأمّة، ومن الجدير بالذكر؛ أنّ تحريم الخمر كان بالتدرّج؛ لأنّ العرب كانوا مولعين بها، فأول ما نزل بالنسبة لتحريم الخمر، قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ)، فأقلع جزءٌ من الناس عن شرب الخمر؛ لأنّ فيها إثماً كبيراً، واستمرّ جزءٌ آخر في شربها، وقالوا: (نأخذ منفعتها ونترك إثمها)، ثمّ نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، فتركها جزءٌ كبيرٌ من الناس؛ حتى لا تشغلهم عن الصلاة، واستمرّ آخرون في شربها في غير أوقات الصلاة، حتى نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)؛ فحرمت تحريماً نهائياً في المدينة المنورة في العام الثالث للهجرة، حتى قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: (ما حرّم الله تعالى شيئاً أشدّ من الخمر)؛ إذ إنّ الله تعالى أكّد تحريمها بتصدير الجملة بإنّما، ثمّ جعلها من عمل الشيطان الذي لا يأتي منه إلا كلّ شرٍ، وجعلها رجساً، وقرنها بعبادة الأصنام، ثمّ أمر باجتنابها وقرن اجتنابها بالفلاح، أي إنّ في ارتكابها خيبةٌ، وذكر ما يقع نتيجةً لها من التباغض والعداوة بين الناس، والصدّ عن سبيل الله تعالى، وتضييع الصلاة، وأمّا أدلة تحريم الخمر من السنة النبوية فهي كثيرةٌ، ومنها قول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ ولا يشرَبُ الخمرَ حينَ يشرَبُ وَهوَ مؤمنٌ ولا يسرقُ حينَ يسرقُ وَهوَ مؤمنٌ ولا ينتَهبُ نُهبةً يرفعُ النَّاسُ إليْهِ فيها أبصارَهم حين ينتهِبُها وَهوَ مؤمنٌ)،  وقوله عليه الصّلاة والسّلام:(لُعِنتِ الخمرُ على عشرةِ أوجُهٍ: بعينِها، وعاصرِها، ومعتَصرِها، وبائعِها، ومُبتاعِها، وحاملِها، والمحمولةِ إليهِ، وآكِلِ ثمنِها، وشاربِها، وساقيها).

 

حدّ شرب الخمر:

 

يُحدّ شارب الخمر أربعين جلدةً بالسوط، فإن لم يرتدع زادت عن ذلك إلى أن تصل إلى ثمانين جلدةً، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان يحدّ شارب الخمر أربعين جلدةً، فلمّا رأى تهافت الناس فيها، جمع الصحابة -رضي الله عنهم- وشاورهم في الأمر، فكان رأي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يُجلد ثمانين جلدةً؛ قياساً على حدّ الفرية؛ إذ إنّ شارب الخمر يهذي بسبب سكره ثمّ يفتري، فجلد عمر شارب الخمر ثمانين جلدةً باقي أيامه، ويحدّ شارب الخمر بأحد أمرين: إمّا بإقراره شرب الخمر المسكر، أو بشهادة شاهدين على أنّه شرب الخمر مُختاراً، ومن الجدير بالذكر أنّ ما أسكر كثيره أو قليله فهو حرامٌ، ويُحدّ شاربه سواءً سكر منه أو لم يسكر. 

شارك المقالة:
74 مشاهدة
المراجع +

موسوعة  موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook