يعدّ شهر رمضان المبارك من الشهور التي فضّلها الله -عز وجل- وميّزها عن غيرها، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم؛ هدى للنّاس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان، وهو شهرٌ ادّخر الله فيه لعباده ليلةً يفوق ثواب قيامها أجر ألف شهرٍ، وهي ليلة القدر، وفي هذا الشهر تتنزّل رحمات المولى -عز وجل- على عباده؛ فيتلمّس المسلمون خيراتها، حيث يطّلع -سبحانه وتعالى- على الصائمين والقائمين فيغفر لهم، ويكتب لهم عتقاً من النار، ويحرص المسلمون في كلّ بقاع الأرض على تحرّي هلال شهر رمضان؛ لأنّ الصيام يشرع تبعاً لرؤيته، ولكنّ بعض المسلمين ينوي صيام يومٍ قبل تأكيد رؤية الهلال؛ ليضمن صيام رمضان كلّه، ويخرج من االشكّ إلى اليقين، فما حكم صيام يوم الشّك؟
هو اليوم الذي تكتمل به عدّة شعبان ثلاثين يوماً في حال تعذّر رؤية هلال شهر رمضان ليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان، حيث وقع الاحتمال برؤيته، ويوم التاسع والعشرين لا يكون يوم شكّ، وإنما سمّي اليوم الذي يلي التاسع والعشرين من شعبان بيوم الشكّ؛ لأنّه مشكوكٌ في أمره، بين أنّه المتمّم لشعبان أو أنّه الأول من رمضان، وبعض الفقهاء حدّد يوم الشكّ بالليلة الصافية لكنّ الناس لم يتراءوا الهلال، أو أنّه قد شهد برؤيته مردود الشهادة، وقالوا: إنّ يوم الغيم ليس يوم شكّ، وخالفهم في ذلك طائفةٌ من العلماء فقالوا: يوم الغيم هو يوم الشكّ، والأظهر في المسألة والأقرب للصواب أنّ العبرة باختلاف الناس، فإن اختلفوا في هذا اليوم؛ فهذا هو يوم الشكّ، غيماً كان أو صحواً.
تعدّدت آراء الفقهاء في مسألة صيام آخر يوم في شهر شعبان على ثلاثة أقوال:
وفي العموم فإنّ أكثر أهل العلم ذهبوا إلى النهي عن تقديم رمضان بصوم يومٍ أو يومين إلا لمن له عادته صيامه لموافقته لسنّةٍ راتبةٍ، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تقْدُموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ، إلا رجلٌ كان يصومُ صومًا، فلْيصمْه)
موسوعة موضوع