يُقصد بعقوق الوالدين وبرّهما ما يأتي:
تعريف العقوق لغةً: هو العصيان، وترك الشفقة والإحسان والرحمة، والعُقق هو: قاطع الرحم.
تعريف العقوق اصطلاحاً: اختلف معنى العقوق على عدّة أشكال؛ إذْ عرّفه القرطبيّ أنّه: مخالفة الوالدين في أغراضهما وحاجاتهما، فإن كانت أوامر الوالدين لا تدخل في حرام؛ فرفض طاعتهما، والترحيب بذلك والإقبال عليه هو العقوق، وقد عرّف ابن الصّلاح العقوق أنّه: كلّ فعلٍ يتأذّى به الوالد، أو نحوه، تأذياً ليس بالهيِّن، مع كونه ليس من الأفعال الواجبة.
تعريف البرّ لغةً: هو الإحسان والطاعة، ويشتمل اللفظ معانٍ واسعةً من الخير؛ كالصلاح، والعطاء، والخير بعمومه.
تعريف البرّ اصطلاحاً: هو بذل الوُسع لإرضاء الوالدين؛ لنيل رضا الله تعالى، وإطاعتهما في كلّ أوامرهما؛ ما لم يكن معصيةً أو محرّماً، وقد ذكر السمرقنديّ في حقوق الوالدين وكيفيّة برّهما: (إنّ من حقوق الوالد على ولده أن يطعمه إذا احتاج إلى طعمة، ويكسوه إذا قدر).
يرى الشّرع أنّ عقوق الوالدين من أعظم المحرّمات، وأكبر الكبائر التي قد يأتيها الإنسان، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا أنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ، ثلاثاً، قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ، وجلَس وكان متكئاً، فقال: ألا وقولُ الزُّورِ)، فعقوق الوالدين بأيّ شكلٍ كان يُوصل صاحبه إلى سخط الله -تعالى- وعقابه، ولقد وردت أحاديث كثيرة تتحدّث عن قبح هذا الفعل، وعاقبة أمره على صاحبه، منها: قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من الكبائرِ شتمُ الرَّجلِ والدَيْه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وهل يشتُمُ الرَّجلُ والدَيْه؟ قال: نعم؛ يسبُّ أبا الرَّجلِ، فيسُبُّ أباه، ويسُبُّ أمَّه، فيسُبُّ أمَّه)، فإذا كان من الكبائر أن يسبّ الرجل أباه، فلا شكّ أنّ إيذاء الرجل لأباه، أو إهانته، أو ضربه، ستكون أعظم في ميزان الله تعالى، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سوء عاقبة العاقّ لوالديه: (أَرْبَعٌ حَقٌّ على اللهِ أن لا يُدْخِلَهُم الجنةَ، ولا يُذِيقَهم نَعِيمَها: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وآكِلُ الربا، وآكِلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حَقٍّ، والعاقُّ لوالِدَيْهِ)، فكانت الجنة محرّمة على أهل العقوق، وفي ذلك من شدّة الترهيب من ذلك الفعل الشنيع.
هناك الكثير من الأمور التي قد يأتيها المرء التي تدخل ضمن عقوق الوالدين، منها:
موسوعة موضوع