بر الوالدين هو باب من أبواب الجنة، بر الوالدين واجب لما قدما لأبنائهم وضحيا في سبيل تربيتهم تربية حسنة، فمن واجب الأبناء أن يبروا والديهم وفاءً لما قدما لهم، وقد قرن الله سبحانه وتعالى طاعة الوالدين من طاعته لما له من أهمية عظيمة، فقد أحضرنا لكم باقة من أجمل ما قيل من كلمات عن بر الوالدين.
قصيدة العيشُ ماضٍ، فأكرِمْ والدَيكَ بهِ للشاعر أبو العلاء المعري، اسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، وقد ولد وتوفي في معرة النعمان، في السنة الرابعة من عمر أبو العلاء المعري قد أصيب بالجدري فتسبب بفقدانه بصره، وقد كان الشاعر أبو العلاء المعري فيلسوفاً.
العيشُ ماضٍ، فأكرِمْ والدَيكَ بهِ،
وحَسبُها الحملُ والإرضاعُ تُدْمِنُهُ،
واخشَ الملوكَ وياسرْها بطاعَتِها،
إن يظلِموا، فلهمْ نَفعٌ يُعاشُ به،
وهل خلتْ، قبلُ، من جورٍ ومَظلمةٍ،
خيلٌ إذا سُوّمتْ سامتْ، وما حُبستْ
أَطِــعِ الإِلَــهَ كَـمَـا أَمَــرْ...
وَامْــلأْ فُــؤَادَكَ بِـالحَــذَر..
وَأَطِــعِ والداك بدون قصور..
فَــإِنَّــهُم من علماك مِـنْذ عَـهْـدِ الصِّـغَـرْ..
إن بر الوالدين شيء تعودنا ونشأنا عليه منذ الصغر..
كما أن رضا وطاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وتعالى..
فيجب علينا احترام وطاعة الأبوين..
عليكَ ببرِّ الوالدينِ كليهما..
وبرّ ذوي القربى وبرّ الأباعدِ..
ما في الأسى مِن تفتت الكبدِ..
مثلُ أسى والدٍ على ولدِ..
بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى..
وقد ربط الله سبحانه وتعالى برهمها برضاه..
فمن أراد أن يدخل الجنة فعليه ألّا يكون عاقاً لوالديه..
وأن يبرّهما ويكرمهما قولاً وفعلاً..
فالأم والأب هما صاحبا الفضل على الأبناء بتعبهما وسهرهما..
أحبكم يا والدي وأتمنى رضاكم ..
وأتمنى أن أبقى طول عمري معكم ..
وتكون كل حياتي ملككم ولخدمتكم..
أتمنى أن أرد لكم جميلكم وتعبكم..
كن باراً بوالديك..
ولا تنتظر حتى تضيع الفرصة..
فالشعور بفقدان أحدھما سيجعلك كل يوم تندم ..
وتتمنى عودته مرة أخرى..
من يعق والديه لا يرى السعادة في حياته..
لا تأتيه البركة..
ولا يشعر براحة البال..
وتزول من أمامه النعم..
يعدُّ بر الوالدين من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها الإنسانُ إلى الله تعالى، فالمؤمن يسعى إلى أن تكون العلاقة التي تربطُه بوالديه مثاليّة؛ لأنّ ذلك من أسباب الفوز برضا الله تعالى ودخول جنّته، ولا يقتصر بر الوالدين على أسلوب التعامل معهما وهما على قيد الحياة، بل إن البر بهما يكون بعد موتهما أيضًا من خلال الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، والتصدّق عنهما لأن كل ذلك يصلهما بعد الموت.
إنّ الله تعالى قسّم هذه الحقوق وجعلها مراتب، وأعظم تلك الحقوق الحق العظيم بعد حقّ عبادة الله تعالى وإفراده بالتوحيد، وهو الحقّ الذي ثنى به سبحانه وما ذكر نبيًّا من الأنبياء إلاّ وذكر معه هذا الحقّ الذي من أقامه، يكفر الله به السيئات ويرفع الدرجات، ألاَ وهو الإحسان للوالدين.
يعدُّ عقوق الوالدين من الكبائر التي نُهي المسلمون عنها، ويأتي عقوق الوالدين عكس معنى البر بالوالدين والإحسان إليها، وقد يتخذ عقوق الوالدين العديد من المظاهر المتجسدة بأقوال أو أفعال تصدر من الأبناء تجاه أحد الوالدين أو كليهما، وهناك العديد من الأسباب لعقوق الوالدين في مقدمتها سوء تربية الأبناء، وعدم غرس الأخلاق الحميدة فيهم من الصغر ما يجعلهم سيِّئي الخلق معهما، بالإضافة إلى رفقة السوء التي تحث الأبناء على عدم طاعة الآباء ومعاملتم بالسوء.
بر الوالدين ما هو إلا المعاملة الطيبة، والقول الحسن، والرفق بهما، والابتعاد عن القول الغليظ ولو وجب الأمر ذلك، فيجب عليك أن تتذكر دائماً أنهم أبويك ولا بدّ من أن تتحكم في ردودك وأفعالك معهم، وأنك سوف تحاسب أمام الله عز وجل على ذلك، ويجب أيضاً أن تحسن لهم بالمال وأن تقوم بالإنفاق عليهم وسد حاجتهما المادية، أو أن تقوم على خدمتهم مهما تطلب منك ذلك من جهد، فيجب علينا تنفيذ ما يأمر به الوالدين مهما كان، إلا لو كان في ذلك الأمر شيء يغضب الله وضد ما يفرضه علينا الإسلام، ويجب علينا أن ندعو لهم ونستغفر لهم ونصل رحمهم بعد وفاتهم، ويجب علينا أن نتصدق على أرواحهم، وأفضل أنواع الصدقات أن تكون صدقة جارية فهي تساعدهم في تخفيف السؤال أمام الله عز وجل.