حماية الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
حماية الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

حماية الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 

محمية ريدة

 
تقع هذه المحمية في منطقة عسير قرب أَبْهَا، إذ تبعد عنها نحو 20كم. وتمتد بين خطي طول 22 42 ْ و 29 َ 45 ْ شرقًا ودرجتي عرض 14 َ 18 ْ و 22 َ 18 ْ شمالاً، وتبلغ مساحة المحمية تسعة كيلومترات مربعة تقريبًا ومحيطها 17كم تقريبًا، وهي صغيرة الحجم، حيث إنها جرف يطل على قرية رَيْدَة في نهاية شعيب رَيْدَة، وهي قرية زراعية صغيرة، سكانها لا يتجاوزون السبعين نسمة، ويعملون بالزراعة ورعي المعز.
 
وتتميز محمية رَيْدَة بغطائها النباتي الكثيف الذي تسوده أشجار العرعر المختلطة مع أشجار أخرى. وتعد بيئة العرعر مناسبة لحياة كثير من أنواع الطيور التي تتخذ من هذه المواقع ملاجئ لتكاثرها، وتوفر في الوقت نفسه بيئة ملائمة لنمو كثير من النباتات المهمة التي تستوطن أرضية الغابات، مثل: السراخس، والأزهار الفطرية. وتمتاز بيئة جرف رَيْدَة عن غيرها بعذريتها وعدم تأثرها بالنشاط البشري إلا قليلاً جدًا؛ وذلك لوعورة المكان وصعوبة الوصول إليه. وتجاور محمية جرف رَيْدَة متنـزه عسير الوطني، ولكنها تقع خارج حدوده، وحدودها الشماليَّة ملاصقة لمناطق متنـزه السحاب وجبل السودة (أعلى قمة في المملكة العربية السعودية 3250م؛ ولذا فهي موقع ذو حساسية عالية، وستعود فائدة حمايته على المتنـزهات المجاورة من حيث توفير العناصر الحيوانية والنباتية للمنطقة بشكل عام  
 
وتعد محمية ريدة موطنًا مهمًا لنحو 12 نوعًا من الطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية، وأهمها: الدراج العربي أحمر الساق، ونقار الخشب العربي، والعقعق العسيري، والحجل العربي  ، بالإضافة إلى أنواع متعددة ذات أصول شرق إفريقية منها: أبو مِعْول الرمادي، والسبد الإفريقي، وأبو مطرقة، والشِّقرّاق الحبشي، وآكل النحل الأخضر الصغير. ومن المعتقد أن محمية ريدة بخواصها الطبيعية وارتفاعها عن مستوى سطح البحر بنحو 2000م ما زالت تضم أعدادًا قليلة متبقية من النمر العربي، كما يقطنها الوشق والقط البري والبابون والذئب العربي والثعلب والضبع المخطط والنمس أبيض الذنب والوبر  
 

متنـزه عسير الوطني 

 
انطلاقًا من مسؤوليات وزارة الزراعة في الحفاظ على العناصر البيئية في مختلف أرجاء المملكة العربية السعودية، وتحقيقًا لرغبة المسؤولين في إبراز صناعة السياحة الداخلية وتطويرها؛ فقد تصدت لمهمة إنشاء المتنـزهات الوطنية من خلال تحديد مواقع ذات خصائص بيئية فريدة تمتاز بإمكانية تطويرها، لتستغل في توفير سبل الراحة والاستجمام والمتعة والفائدة للمواطنين بإضافة الخدمات الضرورية والمرافق المساندة، مثل: إنشاء مواقع التخييم للعائلات والعزاب، وبناء دورات مياه، وتمهيد الطرق والدروب داخل المتنـزهات، وتوفير مواقف للسيارات، ومساجد، وملاعب للأطفال.
 
ولقد بدأت منظومة المتنـزهات الوطنية في المملكة بإنشاء متنـزه عسير الوطني على أنه أول المتنـزهات الوطنية وأكبرها في المملكة عام 1401هـ/1981م، ثم تلاه إنشاء عدد من المتنـزهات في الأحساء والطائف وسعد وحائل؛ لتقف جميعًا شاهدًا على الدور الريادي للمملكة في مجال الوعي البيئي والمنهج الحضاري في إطار الإدارة المستدامة للبيئات الزراعية  . 
 
وقد شُرع في الدراسات والتصاميم لمتنـزه عسير الوطني منذ عام 1396هـ/1976م، وفتح هذا المتنـزه أبوابه لاستقبال الزوار في عام 1401هـ/1981م، وقد خصص له مساحة تقدر بنحو 450.000 هكتار، وبلغت تكلفته الإنشائية ما يفوق 60 مليون ريال.
 
واختيرت بعض المواقع الغنية بعناصر البيئة المتباينة داخل المتنـزه، وجهزت بالخدمات الترفيهية للاستفادة منها في الأغراض السياحية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وهذه المواقع هي: متنـزه السودة، ومتنـزه دلغان، ومتنـزه القرعاء، ومتنـزه الهضبة، ومركز الزوار، ومتنـزه طور المسقى، ومتنـزه الأمير سلطان  
 
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook