يُعرفُ أصحابُ الرس بأنهم قومٌ لاَقوا نبيَّهم المرسل بالتكذيبِ، فَأهلَكَهم اللهُ تعالى، ووردَ ذِكرهم في القرآن الكريم في أكثرِ من موضع، حيثُ قالَ تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا* وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}،وقال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ}، وقيل أنّ أصحابَ الرَّسِّ هم أصحاب الأخدود، الذين وردت قِصَتهم في سورةِ البروجِ، وقيلَ هم أصحابُ يس، الذين ذكروا في سورة يس، وقيل هم غير ذلك، وقيل بأنّهم قومٌ من أذربيجان، سموا باسمِ بئرٍ قريبٍ منهم، اسمهُ الرَّسّ، وذلكَ لأنّهم رّسّوا النبي الذي بُعثَ إليهم في البئر، أي دفنوهُ بعد قتلهِ في هذا البئر، وأرسلَ الله فيهم نبيًا، وهو حنظلةُ بن صفوان.
بَعَثَ الله نبيًا في أصحابِ الرَّسِّ الواردِ ذِكرُهم في القرآنِ الكريمِ، واسمهُ حنظلة بن صفوان، وقيلَ أنّهُ كان يحكمهم ملكٌ عُرِفَ بعدلِهِ، وبعد موتهِ حَزِنوا لذلك، وبعد وفاتِهِ بأيام جاءَهُم الشيطانُ بصورتهِ، وأخبرَهم بأنَّه غاب عنهم لِيَرى حالهم من بعدهِ، ووضع حاجزًا بينهم وبينهُ، وبدأَ يأمرهم وينهاهم على أنّهُ ملكٌ لا يموت، وَسيخلدُ بالحياةِ، فَفَرحوا بهذا، وتَبعوا أوامِرَهُ وَعَبدوه، فَبعثَ الله فيهم حنظلة بن صفوان، لِيُخبرهم بأنّّ هذا الشيطان جاءَ لِيفتنهم عن الحقِ، ونهاهم عن عبادتهِ، وأمرهم بعبادةِ الله وحده، وكانَ حنظلةُ بن صفوان يتلَقى الوحيَّ وهو نائم، وذُكر في مصيرهِ ومآله روايتان: