حول القولون العصبي

الكاتب: نور الياس -
حول القولون العصبي

حول القولون العصبي.

 

 

كيف يمكنني معرفة الأطعمة المثيرة لأعراض المرض ؟

 

إذا لم تكن متأكداً من الأطعمة التي قد تثير القولون العصبي عليك إذاً أن تواصل التدوين في المفكرة اليومية – سابقة الإشارة إليها – لمدة أسبوعين – ثم حاول بعد ذلم ترقب ما يحدث لمعرفة العلاقة الوثيقة بين الطعام و نوعيته و أساليب تناوله و الأعراض المصاحبة له ففي الحقيقة هذه خطوة غاية في الأهمية.

 

ما الذي يجب عمله إذا شك المريض في أن طعام بعينه يسبب مشكلات له ؟


مبدئيا ً، ينبغي تجنب الأطعمة المشكوك في كونها تثير أعراض المرض لمدة أسبوعين على الأقل و بعد ذلك يمكن تناول كمية صغيرة منها فحسب بحيث يتم تناولها إلى جانب أطعمة أخرى يمكن تحملها أو وحدها و في حالة عدم ملاحظة أي أعراض يمكن تناول تلك الأطعمة ليوم آخر لحين التأكد تماماً من تأثيرها أما إذا ظهرت أي أعراض فينبغي تجنبها لمدة أسبوع أخر على أن تعاد المحاولة في وقت آخر بعد أن تكون حدة الأعراض قد خفت – و ذلك للتأكد من تأثيرها تماما ً.

 

لماذا يُعتقد أن تناول بعض الأطعمة يؤدي إلى الإصابة بـ القولون العصبي ؟


ليس من السهل أن نجزم بضرورة تجنب أطعمة بعينها أو الحكم على أطعمة أخرى بأنها ضارة للأشخاص المصابين بـ القولون العصبي و أخرى مفيدة لهم في الواقع إن الأمر ليس بتلك البساطة ففي بعض الأحيان لا يرجع السبب إلى نوعية الطعام نفسه و إنما إلى الكمية المتناولة أو كم الطعام المحفز الذي نتناولة في الوجبة الواحدة أو على مدار اليوم أو مدى الضغط الممارس علينا عند تناوله. فأعراض القولون العصبي تكون أكثر وضوحاً و شيوعاً عندما يكون المريض يعاني من الضغط النفسي ففي حالة القولون العصبي ينبغي التغاضي عن التركيز على أنواع بعينها من الطعام و الاهتمام بجميع الأنواع بلا استثناء مع الوضع في الاعتبار أنه غالباً ما يكون من غير الممكن توقع تأثيرات الطعام المحفز للأعراض.

لذا فإنه عند النظر إلى أنواع الطعام لا بد أن يطرح المريض على نفسه الأسئلة التالية:

- ما كم الطعام المثير لأعراض المرض الذي يتم تناوله في المرة الواحدة ؟
- هل يتم تناول نوع أو اثنين من الطعام المثير للأعراض دفعة واحدة؟
- هل يتم تناول نوع واحد أو أكثر من الأطعمة المثيرة للأعراض في وجبة واحدة ثم يتم تناول نوع أخر أو أكثر في الوجبة التي تليها؟

س: هل يجب تجنب أطعمة بعينها إذا كان المريض يعاني من الإسهال ؟
بدايةً، من الممكن محاولة تجنب منتجات الألبان الغنية باللاكتوز و كذلك المنتجات الغذائية التي تحتوي على مادة السوربيتول كاللبان الخالي من السكر و النعناع ثم الانتظار فترة لملاحظة مدى التحسن الحادث في عملية الإسهال و من الأطعمة الأخرى التي من شأنها أن تزيد من حدة الإسهال السلاطات و نخالة الدقيق و البقول و البروكلي و الخضروات المشابهة و التفاح و الكميات الكبيرة من الدهون و الكافيين.

س: لماذا تتضاعف الأعراض بعد تناول الطعام في المطاعم أو عند تناول الوجبات الدسمة ؟
يؤدي تناول الطعام في الوضع الطبيعي إلى تقلص عضلات القولون و انكماشها و قد يؤدي ذلك – في حالة الأشخاص غير المصابين بـ القولون العصبي – إلى الرغبة الملحة في عملية الإخراج بعد تناول الطعام بفترة تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة أما في حالة مرضى القولون العصبي فإن تلك الرغبة تكون أكثر إلحاحاً و قد يحدث ذلك إثر تناول الطعام بفترة وجيزة – و يكون هذا الأمر مصحوباً بتقلصات و إسهال و بناءً على هذا هل يعني الأمر أنه ينبغي تناول أقل قدر ممكن من الوجبات الغذائية يوميا ً؟ بالطبع – لا بد من فعل العكس تناول وجبات صغيرة على فترات عديدة.

و هكذا فإنه كلما زاد عدد السعرات الحرارية في الوجبة الغذائية ( و لا سيما تلك الناتجة عن الدهون ) كان التأثير المتولد عقب تناولها أقوى فالدهون – على اختلاف مصدرها ( حيوانياً كان أم نباتيا ً) – تعتبر مثيراً قوياً لتقلصات القولون و بوجه عام عندما يتم تناول وجبات دسمة و غنية بالسعرات الحرارية و الدهون فإن ذلك يضاعف من تقلصات الأمعاء.

يمثل تناول الطعام في المطاعم تحدياً كبيراً بالنسبة لمرضى القولون العصبي فوجبات المطاعم تكون في الغالب دسمة و غنية بالدهون و السعرات الحرارية و لمعرفة النصائح الإرشادية اللازمة لتناول الطعام في المطاعم.

 

ما المأكولات أو المشروبات التي تثير أعراض القولون العصبي حتى عند تناولها بكميات قليلة ؟

 

ثمة مواد غذائية معينة كالكافيين و الكحول و السوربيتول و الفركتوز و الدهون يكون لها تأثير كبير على الأمعاء

– حتى بالنسبة للأصحاء و مما لا شك فيه أن تلك التأثيرات تزداد سوءاً و تتفاقم في حالة مرضى القولون العصبي فعلى سبيل المثال إذا كان تناول الأصحاء لوجبة دسمة من البقوليات يبعث على الشعور بعدم الراحة فلك أن تتخيل – عزيزي القارئ – مدى تأثيرها على المرضى و الحقيقة أن الكثير من الخبراء التغذية الآن يترددون بشأن إعداد قوائم بالطعام المحفز لأعراض القولون العصبي لأنهم لا يريدون أن يثيروا الخوف تجاه أنواع محددة من الأطعمة و على الرغم من ذلك فإنه عند الحديث مع أحد مرضى القولون العصبي الذين يعانون منه منذ سنوات عديدة فإنهم في الغالب سيذكرون أطعمة متعددة أو مواد غذائية معينة تسبب لهم مشكلات عند تناولها و فيما يلي قائمة ببعض المواد التي تبين في أبحاث متعددة و مصادر مختلفة و اتضح أنها تسبب مشكلات كثيرة بالنسبة للأصحاء عند تناولها بكميات كبيرة.

- الفركتوز: هو السكر الطبيعي الموجود في الفواكه و الثمار البذرية تبين أن هذا النوع من السكر يزيد من حدة الآلم و انتفاخ البطن في مرضى القولون العصبي إذ يمكن أن تقوم البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة بتحليل الفركتوز الذي لم يمتص كلية في الأمعاء الدقيقة منتجة بذلك الغازات و محدثة الانتفاخ أو الإسهال.

- المشروبات الغازية: قد تتسبب المشروبات الغازية المحتوية على كميات كبيرة من السكر ( حيث ي وجد حوالي 8 ملاعق شاي من السكر في كل زجاجة تحتوي على 348 جرام) في تلف الأمعاء في بعض المصابين بـ القولون العصبي هذا علاوة على أن الإسهال هو النتيجة الأساسية المترتبة على تناول كميات كبيرة من السكر و ربما أيضاً من الكافيين.

- مادة السوربيتول: من الممكن أن ينتج عن مادة السوربيتول ( تلك المادة السكرية الموجودة في بعض الفواكه و النباتات و تستخدم كمادة محلية قليلة السعرات الحرارية – لأنها غير سهلة الامتصاص ) انبعاث الغازات و انتفاخ البطن و الإسهال و غيرها من آلام البطن و يمكنك الحصول عليها من خلال المنتجات الغذائية الخالية من السكر أو المستخدمة في الرجيم ( كالمربي و الشوكولاته و اللبان و النعناع و ما شابه ذلك) و بالمثل يمكن الحصول عليها أيضاً من الخوخ و عصير التفاح و الكمثرى.

- الأوليسترا: يُقصد بها ذلك النوع الجديد من البدائل الدهنية الخالية من السعرات الحرارية و الذي يُصنع من زيوت الخضروات و السكر تستخدم هذه البدائل الدهنية لإعداد شرائح البطاطس المحمرة و المقرمشات و الجدير بالذكر أن هذه البدائل الدهنية غير قابلة للهضم أو الامتصاص في الأمعاء و يتم إخراجها من الجسم – و هنا تكمن المشكلة فهي قد تخرج بسرعة في حالة البعض و تكون مصحوبة بانبعاث غازات و انتفاخ و ألم في البطن و إسهال و في ضوء ما سبق قد يكون عليك أن تتناول كميات قليلة فحسب من المنتجات الغذائية التي تحتوي على تلك البدائل الدهنية.

- الشوكولاته: ثبت أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الشوكولاته المحتوية على بعض الكافيين و التي تكون غنية بشكل واضح بالدهون و بين عرض الإسهال – لذلك يتم إدراجها ضمن بعض المراجع كمنتج ينبغي على المريض تجنبه و لا سيما مرضى القولون العصبي.

و في هذا الصدد أشار أحد الخبراء أن رد الفعل الأساسي للأمعاء عند تناولها يتمثل في الحموضة لأنها تضعف العاصرة المريئية و قد تسبب الشوكولاته مشكلة لبعض الناس لأنهم يميلون إلى تناول كميات كبيرة منها و قد تحدثت المؤلفة بالفعل مع أحد خبراء التغذية الذي أوضح لها بالفعل أن ثمة البعض من مرضاه يعاني من حساسية شديدة للغاية منها و في ضوء ذلك استفسرت المؤلفة من خبيرين في مجال التغذية عن إمكانية تناول هؤلاء الأشخاص كميات قليلة للغاية من الشوكولاته كبديل لقالب بأكمله فأجابها أحدهما أنه قد يتسنى لهم ذلك – في حين أن الآخر أجزم بأن الكميات الصغيرة تأثيرها جيد في معظم الأحيان.

 

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook