حياكة النسيج بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
حياكة النسيج بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

حياكة النسيج بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
حياكة النسيج من المهن التي عرفها أبناء المنطقة الشرقية، وكانت تلبي كثيرًا من احتياجات الناس. والمواد الخام المستخدمة في النسيج إمّا أن تكون من إنتاج محلي أو تُستورد من دول أخرى مثل العراق وسورية والهند. وآلة حياكة النسيج المستخدمة آلة يدوية تدخل في تركيبها ألواح خشبية وأعواد الخيزران والحبال. وتتطلب صناعة هذه الآلة الدقة، ويقوم الحائك بنسج الملبوسات الرجالية والنسائية والعباءات، وكذلك البسط (جمع بساط) وأشرعة السفن، ويستخدم الحائك بعض الأصباغ لتلوين القطع المنسوجة.
 

صناعة العباءات والبشوت

 
تشتهر المنطقة الشرقية بصناعة العباءات (العبي) والبشوت منذ القدم، خصوصًا في بعض البلدات مثل الهفوف، وقد توارث هذه الصناعة بعض الأسر في المنطقة أبًا عن جد وعُرفوا بها مثل أسر: المزيدي، وأبو علي، والعليو، والهلال، وكانت مصدر رزقهم، وكان الآباء يُعلّمون أبناءهم هذه الصناعة، بل إنّ النساء كُنَّ يُشاركن فيها.
 
والبشت أو (المشلح): كساء فضفاض مفتوح من الأمام يُلبس فوق الثوب ويكون أطول من الثوب، وتختلف ألوان البشوت؛ فمنها البشت الأسود، والأصفر، والأبيض، وكان لبس البشت عادة متبعة في المنطقة، خصوصًا في المناسبات مثل: الزواج، والولائم، وفي العيدين، وفي صلاة الجمعة، وعند الزيارات، وكذلك عند الذهاب إلى السوق، وكان يُعاب على مَنْ لا يرتدي البشت في مثل هذه المناسبات، كما أنّ لبس البشوت رمز لرجال الدولة والأعيان وكبار الشخصيات، ويُعد مظهرًا من مظاهر الوقار والهيبة.
 
وهناك أنواع متعددة من البشوت؛ فهناك البشت الصيفي وهو بشت خفيف يناسب حر فصل الصيف، وبشت شتوي وهو بشت ثقيل يُناسب برودة فصل الشتاء، وبشت معدّ لعامة الناس أو تكون المادة التي صُنع منها أقل ثمنًا، وبشت معدّ لخاصة الناس من الوجهاء والأمراء ويكون أكثر جودة من النوع الأول وأعلى قيمة.
 
وتختلف قيمة البشوت؛ فقد كانت تباع في السابق بـ 35 ريال فضة، أما في الوقت الحاضر فقد تصل قيمة البشت إلى عشرة آلاف ريال أو أكثر، وتستغرق صناعة البشت من يومين إلى أربعة أيام حسب جودة الخياطة والمادة المستخدمة فيها، وكانت تعتمد على العمل اليدوي  . 
 
أمّا عن المواد الخام لصناعة البشوت فيُجزّ صوف الغنم ثم تغزله النساء وبخاصة نساء البادية الممتهنات لهذه الحرفة، ثم تتم عملية النسيج من خلال آلات يدوية مصنوعة من أخشاب وأقلام القصب وخيوط وحبال، وبالإضافة إلى خيوط الغزل المحلية كان الوبر وخيوط الغزل تُستورد من العراق وإيران إذ تتصف خيوط الغزل المستوردة بتعدد ألوانها ونعومة خامتها ما ساعد في صناعة المشالح الملونة الصيفية منها والشتوية  . 
 
وقد انتشرت صناعة البشوت في دول أخرى مثل سورية والعراق ودخلت أسواق المملكة؛ ما أثّر سلبًا على صناعة البشوت في المنطقة وأدّى إلى ركودها، وهذا ما دعا بعض المهتمين بهذه المهنة إلى إدخال التقنية الحديثة وتطوير صناعة العباءات (العبي) والبشوت، لذا فقد تم إنشاء أول مصنع للمشالح والبشوت في عام 1383هـ /1963م تستخدم فيه الماكينات والأدوات الحديثة، وأصبح المصنع يُنتج أنواعًا متعددة من المشالح والبشوت.
 
وتمر صناعة البشوت بمراحل أساسية هي:
 
أ - مرحلة الغزل:
 
وفيها يتم انتقاء خيوط الغزل وتنظيفها وغزلها بالمغازل اليدوية.
 
ب - مرحلة الحياكة: 
 
وفيها يتم تحويل الخيوط إلى قماش، إذ تتم تجزئة الخيوط إلى وحدات مختلفة القياس ومتنوعة الألوان ومتعددة الأحجام ليتكون منها القماش، وكان ذلك يتم في السابق بالأسلوب اليدوي، ولكن في الوقت الحاضر أصبحت الآلات الحديثة تقوم بهذه المهمة.
 
ج - مرحلة الخياطة:
 
وفيها يتم تفصيل القماش حسب المطلوب وخياطته بالإبر اليدوية.
 
د - مرحلة التطريز:
 
وفيها يتم تطريز البشت بالزري في الجانب العلوي منه وفي أطراف الأكمام، وعادة يتم التطريز بالزري ذات اللون الذهبي أو الفضي، وكذلك بالقيطان والقصب.
 
شارك المقالة:
121 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook