هو الصحابيّ الجليل خبيب بن عدي بن مالك الأوسيّ الأنصاريّ؛ أسلم مع رسول الله -عليه السلام- وشهد معه بدراً وأُحداً، عُرف بشجاعته وتضحيته وأمانته ووفائه، وكان لخبيب -رضي الله عنه- كراماتٌ أكرمه الله -تعالى- بها، وقد أحبّه صحابة رسول الله -عليه السلام-، قُتل خبيب -رضي الله عنه- غدراً.
جاء نفرٌ من قبائل عضل ورجالٌ من قبيلة القارة إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأخبروه أنّ فيهم مسلمين، وأنّهم يريدون أحداً من أصحاب النبي -عليه السلام- يمكث معهم يُعلّمهم أمور دينهم، فوافق لهم نبي الله على ذلك، وابتعث معهم ستة رجالٍ، وكان خبيب بن عدي من بينهم، مع عاصم بن ثابت وغيرهما؛ لكنّ هؤلاء الرجال كان منهم مشركون قد غدروا بأصحاب النبي، فباعوا منهم خبيباً وزيداً للمشركين في مكة، وقد بيع خبيب لبني الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدر، فأرادوا القصاص منه بقتله، فحبسوه حتى ينظروا في شأنه.
قرّر بنو الحارث بعد ذلك قتل خبيب -رضي الله عنه-، فنصبوا له خشبةً، وأرادوا صلبه عليها، فطلب منهم خبيب أن يصلي ركعتين قبل أن يُصلب، فوافقوا له، فصلّى، ثمّ رفع حتى صُلب؛ وقد ساوم المشركون خبيباً عن دينه، وحاولوا فتنته، حتى كانوا يسألونه إن كان يُحبّ أن يكون مرتاحاً في بيته وصلب رسول الله مكانه، فكان قوله: "والله ما أُحبّ أنّي في أهلي وأنّ محمداً شيك بشوكةٍ"، فكان موقفه درساً في التضحية والثبات والوفاء لنبي الله ودينه.
كثُرت الفوائد التي استخلصها العلماء من قصة استشهاد خبيب -رضي الله عنه-، وفيما يأتي ذكر شيءٍ منها:
موسوعة موضوع