تكثر في المنطقة الشرقية المطاعم التي تقدم الوجبات المتنوعة للأفراد والعائلات على طريقة المطاعم ذات الطابع المحلي أو العالمي أو المطاعم الشاملة، إضافة إلى البوفيهات والمقاهي التي تقدم الوجبات السريعة والمرطبات بأنواعها الساخنة والباردة. وتنتشر المطاعم انتشارًا جغرافيا واسعًا في المنطقة الشرقية بصفة عامة، وتتركز في قلب كل المدينة ومناطق الأسواق التجارية الدائمة أو الدورية، وفي المجمعات التجارية المغلقة، وفي الفنادق والمراكز السكنية، وعلى الطرقات السياحية ومحطات خدمة السيارات، وعند مواقع التنـزه مثل: الشواطئ، والحدائق، وأمكنة الجذب السياحي.

 

 

 

المأكولات الشعبية في المملكة من أهم عناصر الثقافة المحلية ومن أكثرها وضوحًا؛ فقد كانت وما زالت مرآة تعكس جزءًا كبيرًا من عادات وتقاليد شعب المملكة. وقد اشتهرت المملكة على مر العصور بمأكولاتها الشعبية، وتميز سكانها في إعدادها وتقديمها، فاختلفت المأكولات الشعبية وتباينت تبعًا لاتساع رقعة المملكة وتنوع بيئاتها الجغرافية، وتداخل الشعوب، وتمازج الثقافات منذ مئات السنين؛ ويعود السبب في ذلك إلى موقعها الإستراتيجي بين ثقافات الشرق والغرب، وإلى أهميتها التجارية والاقتصادية. وتختلف ألوان المأكولات الشعبية في المملكة باختلاف المناطق والثقافات، فكل منطقة من مناطقها تتميز بألوان من المأكولات الشعبية التي تضفي بدورها على المنطقة طابعًا خاصًا يميزها عن غيرها من المناطق.

 

وتختلف مستويات المطاعم في المنطقة الشرقية ذات السمة المحلية، وتتباين أسعارها وفقًا لمستواها وموقعها، وهي في معظمها تقدم الوجبات الوطنية والمحلية في أجواء شعبية؛ إذ توفر هذه المطاعم المجالس العربية الشعبية للطعام الذي يفضله كثير من السعوديين والمقيمين الذين يرغبون في تجربة هذه الأصناف من الطعام (الوجبات الشعبية). كما تنتشر في المنطقة محال بيع وقلي السمك أو شَيِّه قرب الأسواق الرئيسة بصفة خاصة التي تلاقي إقبالا من الأهالي أو المقيمين محبي السمك بأنواعه.

 

 

تنتشر هذه المطاعم انتشارًا جغرافيا واسعًا في جميع أنحاء المنطقة الشرقية وبصفة خاصة في مناطق الجذب السياحي، وفي الأسواق، والمجمعات التجارية المغلقة، وفي الفنادق للإقبال الشديد عليها من قبل الأفراد أو الجماعات أو الأطفال والشباب، وبصفة خاصة مطاعم توفير الوجبات السريعة التي تنتسب إلى المطاعم متعددة الفروع أو الشركات العالمية العاملة في هذا المجال مثل: مطاعم بيتزا، والدجاج المقلي بخلطة خاصة، والبرجر، والمطاعم المرتبطة بأكلات شعوب معروفة مثل: الصينية، والهندية، والإندونيسية، والإيرانية وغيرها، وجميعها تشترط مواصفات خاصة من ناحية الشكل، والحجم، والتصميم، والأجهزة، والمعدات، ومستويات الخدمة التي تعكس الثقافة الخاصة بتلك الشعوب.

 

وتقدم الفنادق في المنطقة البوفيهات المفتوحة، والوجبات الجماعية التي تضم مختلف أنواع الأطعمة العالمية، والعربية، والشرقية، ووجبات خاصة (أصناف من الأطعمة).

 

كما تنتشر الكافتيريات ومحال الوجبات السريعة التي تعد من أكثر خدمات الطعام انتشارًا وإقبالا، إضافة إلى المقاهي العالمية التي تنامت أعدادها في جميع أنحاء المنطقة بشكل سريع سواء على الطرق الرئيسة أو المجمعات والمراكز التجارية.

 

 

 

المطاعم الشاملة هي أكثر المطاعم انتشارًا في المنطقة الشرقية؛ إذ إنها تتماشى مع رغبة الزوار والسياح على اختلاف البيئات والأجناس والجنسيات، وتجمع بين أصناف معينة تتوافق في البيئة مثل: المأكولات الشرقية (تجمع بين أطعمة الشام والشمال الإفريقي والخليج العربي)، والمأكولات الغربية (تجمع بين الأصناف الأوروبية والأمريكية)، ومأكولات الشرق الأقصى (تجمع بين الأكل الصيني والياباني والتايلاندي والماليزي)...... وغير ذلك.

 

وتعمل الفنادق بصفة دورية على إقامة البوفيهات المفتوحة والوجبات الجماعية التي تنتمي إلى جهات أو بلدان معينة كأن يكون الأربعاء يوم المشويات، والأحد يوم الأكلات البحرية، والاثنين مأكولات إيطالية وهكذا.

 

و (جدول 9) و (شكل 6) يوضحان التوزيع العددي والنسبي للمطاعم الشاملة أو المتخصصة في المنطقة الشرقية عام 1425هـ /2004م.

 

ويتبين من جدول 9 وشكل 6 أن العدد الإجمالي للمطاعم الشاملة أو المتخصصة المسجلة في الغرفة التجارية للمنطقة الشرقية يصل إلى 444 مطعمًا حتى عام 1425هـ /2004م. ويتفاوت التوزيع بين المدن الرئيسة في المنطقة الشرقية بما يتناسب مع عدد السكان والوضع الاقتصادي للمدينة. وقد احتلت حاضرة الدمام (الدمام، الخبر، الظهران) المركز الأول من حيث عدد المطاعم المتخصصة أو الشاملة بواقع 209 مطاعم وبنسبة 47% أي ما يقارب نصف عدد المطاعم المسجلة في المنطقة الشرقية. ولا غرو في ذلك؛ إذ إن حاضرة الدمام تمثل المركز الإداري والسياحي للمنطقة الشرقية، وتأتي محافظة الأحساء في المركز الثاني من حيث عدد المطاعم المسجلة بواقع 125 مطعمًا وبنسبة 28% من الإجمالي؛ إذ إن الأحساء تحتل المركز الأول بين مدن المنطقة الشرقية من حيث عدد السكان.