خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
مرت الخدمات البريدية بمنطقة الباحة بعدد من المراحل مثلها مثل غيرها من مناطق المملكة ومدنها، ففي السابق لم تكن الحاجة إلى الخدمات البريدية ملحة؛ نظرًا إلى أن غالبية السكان مقيمون بها، لذا كانت الخدمات البريدية محدودة يقدمها أشخاص يستخدمون في تنقلاتهم الدواب أو مع من يقوم بالسفر مشيًا على الأقدام، وبعد توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز واستتباب الأمن فيها بدأ كثير من أهل المنطقة يسافرون إلى المناطق الحضرية للبحث عن عمل من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، وبدأت الرسائل البريدية تأخذ اهتمام الأسر والمسافرين؛ نظرًا إلى بعد المسافة ومدة السفر وانقطاع الأخبار، فكان المسافر عندما يعود من سفره إلى قريته يتناقل الناس أخباره بفرح كبير ويذهبون إليه يسألونه عن أخبار ذويهم وعن الرسائل التي ينتظرونها بشوق وحنين، وعندما يقرر المسافر السفر يخبر أهل قريته قبل سفره بأيام حتى يتسنى لكل من يريد كتابة رسائل لأقاربه، وكان عدد الذين يعرفون الكتابة في ذلك الوقت محدودًا جدًا، ناهيك عن ندرة أدوات الكتابة؛ مما كان يشكل أزمة لمن يريد إرسال رسائل إلى أقاربه، ويوم السفر يودع أهل القرية المسافر ومن لم يتمكن من كتابة الرسائل يقوم بإملاء رسالة شفهية للمسافر وعليه أن يبلغها إلى أصحابها عندما يصل إليهم في المدينة التي يقيمون بها، وكانت الرسائل الملحة أو المستعجلة جدًا (كما تسمى الآن) تتضمن صورتين؛ الأولى يقوم المرسل بحرق جزء من إحدى زواياها من الأعلى دلالة على أهمية الأمر الذي تتضمنه الرسالة، والأخرى تكون بكتابة عبارة (بل يدك بالماء ولا تجف إلا عندنا) إذا كان الأمر يتطلب ضرورة عودة المسافر لأمر مهم، وكانت هذه الرسائل المستعجلة لاتصل إلى أصحابها إلا بعد أسابيع أو شهور.
 
وبعد قيام الدولة وتوحيدها ظهرت حاجتها إلى الأجهزة الضرورية لكي تتمكن من إدارة مهماتها وإنجازها، لذا كانت الاتصالات أحد الأجهزة الضرورية والملحة لإنجاز تلك المهمات، ونتيجة لحرص الدولة على توفير الوسائل الضرورية، كان البريد من أقدم الإنجازات في المملكة ولا سيما مع عدم توافر وسائل الاتصال الأخرى التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة.
 
لقد خطت الخدمات البريدية بعد تحسن الظروف المادية للدولة خطوات سريعة وواسعة، فبعد إنشاء وزارة البرق والبريد والهاتف أصبحت تغطي بخدماتها معظم مناطق المملكة بعد أن أصبح في كل منطقة إدارة للخدمات البريدية تقدم خدماتها المختلفة إلى الدوائر الحكومية والمؤسسات والأفراد داخليًا وخارجيًا، وتتميز بسرعة الإنجاز وإيصال المعلومات في وقت قياسي.
 
بدأ البريد في منطقة الباحة عام 1353هـ/1934م عندما افتتحت إدارة للبرق والبريد في بلدة الظفير مقر إمارة المنطقة في ذلك الوقت، وكانت تتبع لإدارة البريد في جدة، وكان الجهاز الإداري والفني يتكون من مدير الفرع ومأمور البرقية ومهندس ميكانيكي ومسجل معلومات وموزع للبرقيات والبريد، وقد جُلبت تلك الأجهزة المتواضعة إلى المنطقة على ظهور الجمال لعدم وجود طرق معبدة وسيــارات بين الباحـــة والطـــــائف  ،  وكان البريد الذي يرد إلى المنطقة عن طريق بريد الطائف في بداية خدمات البريد الحكومي بمعدل رحلتين في الأسبوع الواحد تقريبًا، يوزع عن طريق متعهدين يستخدمون الدواب في تنقلاتهم بين القرى لتسليم الرسائل إلى أصحابها، ومع تقدم الخدمات الإدارية والفنية على مستوى الدولة تطورت الخدمات البريدية في المنطقة، حيث تم افتتاح مكاتب للبريد وتعيين متعهدين في البلدات والقرى والهجر تحت اسم قائم بعمل بريد، وذلك لتأمين العمل وتسليمه إلى أصحابه وأخذ ما يصدر منهم وترحيله، وقد افتتحت تلك المكاتب في الباحة، وبلجرشي، والمندق، والقري وبيدة، والعقيق، وبني كبير، وبني ظبيان، والصغرة، وبني حسن، والرهوة، والظفير، ورغدان، والمخواة، وقلوة، والشعراء، والحجرة، وغامد الزناد، وبني سالم، بالإضافة إلى 67 مكتبًا للقائمين بعمل موزعي البريد على القرى والبادية في السراة وتهامة الذين يقومون بإيصال البريد وتسلمه  
 
ونتيجة للتوسع في الخدمة البريدية واعتماد الرحلات السطحية والطوافة، تم اعتماد ثلاث رحلات سطحية في الأسبوع بين مدينتي الطائف والباحة، وعلى أثر ذلك تم اعتماد ثلاث رحلات أسبوعية داخل المنطقة للتوافق مع رحلات الطائف - الباحة لتتم عملية التسليم والتسلم، والخطوط البريدية في المنطقة تتم على النحو الآتي:
 
 خط الباحة - المندق ويشمل: بيدة، والقرى، والمندق، والصغرة، وهذه المناطق تقع شمال المنطقة وغربها بالسراة.
 
 خط الباحة - الحجرة ويشمل: المخواة، وقلوة، والشعراء، والحجرة، وغامد الزناد، وهذه المناطق تقع بقطاع تهامة.
 
 خط الباحة - بلجرشي ويتضمن: بني ظبيان، وبني كبير، وبني سالم، وبلجرشي.
 
وبعد تأسيس الإدارة العامة للبريد بمنطقة الباحة في 1/8/1402هـ الموافق 1982م وارتباطها مباشرة بالمديرية العامة للبريد في الرياض تطور الجهاز الإداري والفني وتوسعت الخدمات البريدية وزاد عدد الرحلات لتصبح بمعدل رحلة واحدة يوميًا للبريد السطحي وثلاث رحلات للبريد الطواف أسبوعيًا، كما تم التوسع في افتتاح عدد من المكاتب البريدية على مستوى شعب بريدية، وهي:
 
مكتب بني عدوان عام 1402هـ/1982م ومكتب مطار العقيق عام 1403هـ/1983م ومكتب بريد المستشفى عام 1403هـ/1983م، ومكتب بريد آل موسى عام 1403هـ/1983م، ومكتب بريد دوس عام 1417هـ/1996م، ومكتب بريد بني سار عام 1418هـ/1997م. وبذلك يصبح عدد المكاتب الرئيسة والشعب 23 مكتبًا، كما تم إنشاء 24 مكتبًا بريديًا على مستوى قائم بعمل بريد منها:
 
بريد تربة الخيالة عام 1406هـ/1986م، وبريد يبس عام 1407هـ/1987م، وبريد جرداء بني علي عام 1407هـ/1987م، وبريد القوارير عام 1407هـ/1987م، وبريد الريحان عام 1408هـ/1988م، وبريد الرميضة عام 1408هـ/1988م، وبريد بطاط الزناد عام 1408هـ/1988م، وبريد نصبة وجبال المسودة عام 1412هـ/1991م، وبريد جرد بني كبير عام 1413هـ/1992م، وبريد حصن الحبس عام 1415هـ/1994م، وبريد ممنا بني عبيد عام 1418هـ/1997م، وبريد شدا الأسفل عام 1418هـ/1997م، وبريد دوقة عبدالحميد عام 1418هـ/1997م، وبريد الجاوة عام 1418هـ/ 1997م  
 
ولم يستمر التوسع في عدد المكاتب والقائم بعمل البريد فحسب، بل شمل عدد الرحلات داخل قطاعات المنطقة لتصبح ست رحلات أسبوعيًا لكل خط، ورحلة يوميًا من الباحة إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، بالإضافة إلى رحلة الباحة الطائف ورحلتين سطحيتين لأبها وبلقرن، كما عملت المديرية العامة للبريد بالباحة على تسيير إرساليات جوية يوميًا عن طريق مطار الباحة إلى عموم البريد بمناطق المملكة.
 
شارك المقالة:
97 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook