يشكل توافر خدمات البنية التحتية الملائمة أحد المتطلبات الضرورية والركائز الأساسية لنجاح أي نشاط اقتصادي واستثماري ومن ذلك النشاط السياحي. وتشتمل البنية التحتية على عدد من الخدمات منها خدمات الهاتف، والكهرباء، والمياه. وبالإضافة إلى البنى التحتية فهناك خدمات أخرى كالخدمات الإدارية والصحية، والبنوك، وخدمات التعليم. وتنتشر هذه الخدمات لتغطي معظم منطقة مكة المكرمة، وتتفاوت في أعدادها وأحجامها من منطقة لأخرى. ويبين (جدول 5) عدد المدن والقرى في محافظة مكة المكرمة التي تتوافر بها الخدمات العامة لعام 1421 - 1422هـ / 2000 - 2001م.

 

وإضافة إلى القطاعات الخدمية، وخدمات البنى التحتية، تنتشر الخدمات الإدارية من مراكز إدارية، وأمنية، وبلديات في جميع محافظات المنطقة. وتسعى هذه القطاعات إلى توفير كل المتطلبات التي قد يحتاج إليها السائح أثناء تنقله بين مدن المنطقة ومحافظاتها، أو بقائه فيها. ويوضح (جدول 6) أعداد المدن والقرى التي تتوافر بها الخدمات الإدارية.

 

وتقوم مثل هذه البنى التحتية بدور كبير في الجذب السياحي للمستثمر والسائح على حد سواء وذلك لأهميتها في قيام المنشآت السياحية، وبالتالي جذب السياح وتقديم الخدمات لهم. ومن ناحية أخرى، فإن توافر الخدمات المساندة كالخدمات العامة والخدمات الإدارية ييسر على السائح قضاء إجازته، ويمكن المستثمر من الاستفادة القصوى من هذه الخدمات لتشغيل منشآته واستثمارها. ومن أهم هذه الخدمات ما يأتي:

 

 

تشكل مدينة مكة المكرمة، ومحافظتا جدة والطائف نواة شبكة كهرباء المنطقة الغربية. وتضم محافظة جدة واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة في العالم تعمل بالتوربينات الغازية، حيث تبلغ الطاقة التوليدية القصوى للمحطة 1028 ميجاوات. كما تقوم محطات تحلية المياه بتوفير الطاقة والمياه المحلاة لمدن المنطقة الرئيسة، وذلك لتوفير متطلبات الاستخدامات للمواطنين والزوار من ناحية، ولدعم الاستثمارات وتشجيعها من ناحية أخرى. وقد تم مؤخرًا افتتاح محطة كهرباء عشيرة في محافظة الطائف التي تعد من كبريات المحطات في المحافظة.

 

ولأن المياه الصالحة للاستخدامات المختلفة يعد أساسًا في قيام أي نشاط اقتصادي، فقد عملت حكومة المملكة العربية السعودية على توفير هذا المصدر بشتى الطرق. وقد كان الاتجاه إلى توفير المياه عن طريق التحلية القرار الأصوب، لشح مصادر المياه الأخرى وتذبذبها. وفي الوقت نفسه لم يتم إغفال الاهتمام بالمصادر الأخرى كحفر الآبار وإنشاء السدود. وتعتمد منطقة مكة المكرمة على مياه البحر المحلاة مصدرًا رئيسًا وذلك من محطات جدة والشعيبة.

 

 

لقد أدى التقدم التقني في وسائل الاتصال الحديثة إلى جَعْل العالم قرية كونية صغيرة لما يوفره من وقت واختصار للمسافات. والمملكة العربية السعودية لا تعيش في معزل عن هذا التطور لدوره المهم في تنمية القطاعات المختلفة وخدمة الأفراد والمؤسسات على حد سواء، فقد كانت في مقدمة الدول التي اهتمت بجوانب الاتصال المختلفة. ونظرًا لأهمية دور الاتصال ووسائله، أولته الدولة جل اهتمامها منذ زمن بعيد لخدمة المواطنين، والمقيمين، والضيوف القادمين لأداء شعائر الحج والعمرة، فقامت بربط مناطق المملكة بعضها ببعض، إضافة إلى ربطها بالعالم الخارجي عن طريق شبكة اتصالات متطورة وحديثة.

 

 

يوجد في المنطقة أكثر من 12 مصرفًا تجاريًا (بنكًا) وهي في معظمها إدارات فرعية لبنوك مقارها الرئيسة مدينة الرياض، إضافة إلى وجود البنك الإسلامي للتنمية في مدينة جدة. ويتبع هذه المصارف عدد من الفروع التي يتركز معظمها في جدة، ومكة المكرمة، والطائف، وتشكل ما نسبته 39.6% من مجموع عدد فروع المصارف التجارية العاملة في المملكة العربية السعودية البالغ عددها 1210 فروع. وينتشر في منطقة مكة المكرمة عدد كبير من أجهزة الصراف الآلي، البالغ عددها على مستوى المملكة حتى نهاية الربع الأول من عام 1425هـ / 2004م 3789 صرافًا آليًا. وتقدم هذه المصارف خدماتها المالية في شكل قروض ميسرة للمستثمرين في المجالات المختلفة، ومنها القطاع السياحي، كما تسهل عمليات السحب النقدي للأفراد من خلال الفروع والصرافات الآلية التي تغطي المناطق الحيوية، والأسواق، ومداخل المدن، والطرق الرئيسة في المدن. وتنتشر نقاط البيع باستخدام البطاقات في الفنادق والأسواق الكبيرة والمركزية، والمحلات التجارية، ويبلغ عددها على مستوى المملكة حتى نهاية الربع الأول من عام 1425هـ / 2004م 29907 نقاط بيع.

 

تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة على مستوى المنطقة في مجال الخدمات الصحية والتقدم الصحي. بل أصبحت تضاهي كثيرًا من دول العالم بما تمتلكه من تجهيزات طبية، وما تقوم به من كثير من العمليات الجراحية المعقدة، والعلاج الطبي الفائق.