خدمات البنية التحتية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 خدمات البنية التحتية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

 خدمات البنية التحتية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
تستفيد التنمية السياحية من كثير من الخدمات التي قد لا تكون أقيمت بشكل خاص لها، ولكنها ضرورية لنجاحها. ومن أهم هذه الخدمات: إمدادات المياه، والخدمات الأمنية، والصحية، والكهرباء.
 
أ - إمدادات المياه:
 
تعد السياحة أحد القطاعات المنافسة بقوة في الطلب على المياه، بحيث غدا البعد الهيدرولوجي عنصرًا مهمًّا ولازمًا من عناصر التخطيط السياحي، واختيار مواقع مشروعات التنمية السياحية، خصوصًا في مناطق الفقر المائي 
 
تعد منطقة عسير من أغنى أقاليم المملكة بموارد المياه السطحية؛ لأنها من الأقاليم الأكثر أمطارًا، كما أنها تضم المنابع والروافد العليا لأكثر من 36 واديًا تصرف مياهها نحو البحر الأحمر. كما أن مرتفعات السروات تشكل منبع الأودية المتجهة شرقًا، مثل: أودية بيشة وتثليث ورنية وتربة ونــجران التي تصرف نحـو 24% من مجموع مياه السيول في المملكة  
 
وتتميز صخور الدرع العربي الغالبة على المنطقة بكثرة المفاصل والشقوق، خصوصًا في ضفاف الأودية، مما يسمح بتكوين خزانات مائية جوفية سطحية يمكن استخراج مياه الآبار من الأقل ملوحة منها. ويعتمد مقدار الماء وعمقه ودرجة ملوحته في تلك الخزانات على كمية الأمطار الساقطة. وتحرص وزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء على حفر الآبار وتحديد صلاحية مياهها للاستخدام البشري في المنطقة، كما تحرص على إقامة السدود، وتنقية مياهها، وتقليل هدر مياه الأودية، إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها في ري الحدائق والمتنـزهات وحدائق الزينة في الشوارع العامة.
 
ويتمثل أكبر إنجاز مائي استفادت منه المنطقة في إقامة محطتين لتحلية مياه البحر، هما محطة الشقيق  ، ومحطة البرك، وتبلغ طاقتهما الإنتاجية 32.8 مليون متر مكعب و 440 ألف متر مكعب سنويًا (على التوالي), إضافة إلى محطات تنقية مياه السدود التي تنتج 3.7 ملايين متر مكعب سنويًا، ومياه الآبار البالغة 10.8 ملايين متر مكعب سنويًا  
 
وتنقل المياه في المنطقة من مراكز الوفرة إلى مراكز الندرة بالصهاريج، وبخاصة في فترات الجفاف، وأوقات صيانة آلات محطات التحلية. أما مياه محطات التحلية فتضخ إلى حواضر المنطقة؛ وبخاصة أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة على ارتفاع يزيد على 2200م. وقد نفذ أكثر من 155 مشروعًا لتوزيع مياه الشرب والخدمات داخل المراكز العمرانية عبر شبكات المياه التي غطت معظم أحياء مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط، كما نفذت مشروعات الصرف الصحي وشبكاته التي غطت أيضًا معظم أحياء أبها وخميس مشيط وبطول 441.5 كم، ومخطط إكمال مد الشبكة إلى باقي أحياء المدينتين إضافة إلى توصيلها إلى مدن محايل والنماص.
 
 
ب - القطاعات الأمنية:
 
تتميز المملكة عمومًا بنعمة الأمن والأمان بدرجة عالية توفر للسكان والسياح الأمن على أنفسهم وأهليهم، وأموالهم، في حلّهم وترحالهم؛ مما كان له أثر إيجابي كبير على الحركة السياحية في المملكة.
 
وفي المنطقة تقوم الأجهزة الأمنية بجميع أنواعها بكل الجهود لتوفير أقصى درجات الأمن والأمان للمقيمين والسياح، وتسهيل حركتهم وتأمينها بين الجواذب السياحية المختلفة في المنطقة. ويُلاحَظ كثافة الدوريات الأمنية والمرورية خلال الموسم السياحي لتوفير الأمن، وضبط انسيابية الحركة المرورية، بل ويشمل عملهم إرشاد السياح إلى الطرق المؤدية إلى مقاصدهم السياحية أيضًا. وتنتشر مراكز الدفاع المدني في الأحياء السكنية في المدن والمواقع الإستراتيجية؛ لتقديم خدماتها للسكان المحليين والسياح في عمليات إطفاء الحرائق وعمليات الإنقاذ المختلفة.
 
ج - الخدمات الصحية:
 
يتأثر النشاط السياحي وحجم التدفق السياحي في المقاصد السياحية سلبًا وإيجابًا بالأحوال الصحية ومستوى الخدمات الصحية المتاحة، بل من المعروف عالميًا أن المستوى العالي للخدمات الطبية، والأحوال الصحية بأي مكان هي من أهم الجواذب السياحية في حد ذاتها (السياحة العلاجية وسياحة المنتجعات الصحية) إذ تستقطب جزءًا كبيرًا من الحركة السياحية العالمية. ومثلما تتحاشى السياحة أمكنة النـزاعات الدموية ومناطق الحروب؛ فإنها تتجنب أيضًا مناطق الأوبئة والأمراض سريعة العدوى.
 
تتميز المنطقة عمومًا بأحوال صحية طيبة تتمثل في ندرة الأمراض التي ترتبط - عادة - بالمناخات المدارية الحارة الرطبة - مثل: الإرهاق الحراري، والالتهابات الجلدية، والتهابات الكبد، والحمى الشوكية، وحمى الوادي المتصدع، وغيرها - ساعد في ذلك اعتدال الحرارة فوق مرتفعاتها في فصل الصيف، واعتدالها شتاءً في باقي أجزائها، مما يجعلها منتجعًا صحيًا مهمًّا للراغبين في الحصول على العلاج الطبيعي في إطار ترويحي  .  وساعد في ذلك أيضًا التطور الكبير والسريع الذي تحقق في مجال الخدمات الصحية والمتمثل في الآتي:  
 
 يوجد في المنطقة في عام 1427هـ/2006م 30 مستشفى (21 حكوميًا و 9 خاصة) بإجمالي سعة سريرية تبلغ 3439 سريرًا، وبها 1873 طبيبًا في مختلف التخصصات الطبية. وتتوزع المستشفيات الحكومية في مدن المنطقة ومحافظاتها.
 
 ويوجد أيضًا 289 مركزًا للرعاية الصحية الأولية، و 66 مستوصفًا خاصًا ومجمعًا طبيًا، و 301 صيدلية.
 
إضافة إلى ذلك كلِّه يوجد في أبها مركز للطيران العمودي لخدمة الإخلاء الطبي العاجل. إضافة إلى توافر سيارات الإسعاف الحديثة، وسيارات الهلال الأحمر السعودي. ويسمح للسياح بالاستفادة من خدمات المستشفيات  والمراكز الصحية الحكومية دون اشتراط وجود ملفات صحية مسبقة، كما تنظم السلطات مراكز صحية مؤقتة لخدمة السياح في أمكنة تركزاتهم السياحية.
 
د - خدمات الكهرباء:
 
تمتد خدمات الكهرباء إلى كل المتنـزهات الإقليمية، وأمكنة الجذب السياحي، والطرق السياحية المختلفة. كما تغطي الكهرباء 2043 قرية إضافة إلى كل مدن المنطقة. ويصل الاستهلاك الكهربائي أقصاه خلال الصيف في الفترة من يونيو حتى نهاية سبتمبر، ويصل ذروته في شهر أغسطس. وتغطي هذه الفترة الموسم السياحي الصيفي؛ لذا فإنه لا توجد مشكلة بالنسبة إلى التنمية السياحية في المنطقة من حيث الطاقة الكهربائية.
 
هـ - محطات خدمة السيارات:
 
بسبب التوسع الكبير في ملكية السيارات الخاصة بالمنطقة، ولما كان غالبية السياح يتنقلون بسياراتهم الخاصة؛ فقد انتشرت محطات الوقود وخدمات السيارات انتشارًا كبيرًا في حواضر المنطقة، وعلى كل الطرق السياحية، معظمها بتصميمات حديثة بها كل خدمات السيارات الضرورية؛ من وقود، وزيوت، وإصلاح كهربائي وميكانيكي، كما يوجد بها مصليات، وبقالات حديثة، ومطاعم، وكافتيريات ومكائن الصرف الآلي، وتتنافس هذه المحطات في جمال تصميماتها المعمارية؛ لجذب المستهلكين المارين بالطرقات.
 
وتوجد في المنطقة أيضًا ورش صيانة السيارات، ووكالات قطع الغيار، وعربات سحب السيارات المتعطلة، إضافة إلى خدمة نقل السيارات الخاصة بين المنطقة، والمناطق الأخرى في المملكة.
 
شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook