خزعة الغدة الدرقية

الكاتب: وسام ونوس -
خزعة الغدة الدرقية

 

 

خزعة الغدة الدرقية

 

تُعّرف خزعة الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid biopsy)، على أنّها إجراء يُلجأ إليه لأخذ عينة صغيرة من كتلة أو نسيج نامٍ في الغدة الدرقية وتفحصه تحت المجهر، وعادة ما يتم اللجوء إلى هذا الإجراء عند اكتشاف عن وجود عقيدة أو عدة عقيدات في الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid nodules) للتحقق مما إذا كانت حميدة أو خبيثة، ويجدر بالذكر أنّ الإصابة بعقيدات الدرقية شائعة جداً خاصة مع التقدم في العمر، وتُعرف بأنّها نمو كتلة أو مجموعة كتل من نسيج غير طبيعي في الغدة الدرقية، وتُعدّ هذه العقيدات حميدة وغير خبيثة أو مثيرة للقلق في العادة، حيث وُجد أنّ ما يزيد عن 90% من هذه العقيدات حميدة وغير سرطانية، ولكنّ هذا يعني أنّ نسبة صغيرة من حالات الإصابة بعقيدات الدرقية قد تكون سرطانية، ولذلك للاطمئنان على صحة المصاب يلجأ الأطباء لأخذ خزعة من العقيدات الدرقية وفحصها،وعادة ما يبدأ الطبيب بإجراء الفحوصات البدنية، واختبارات الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، فقد تساعد هذه الاختبارات على تقديم معلومات تساعد على تقدير طبيعة هذه العقيدات سرطانية أم حميدة، فإذا كانت العقيدة الدرقية صغيرة، ولا يتجاوز حجمها سنتيميتراً واحداً، ولا تتوفر عوامل لدى المصاب ترفع خطر إصابته بسرطان الغدة الدرقية، قد يكتفي الطبيب بمراقبتها بين كل زيارة والأخرى بإجراء فحوصات تصويرية للتأكد من أنّ حجمها لا يزداد، بالإضافة لبعض الفحوصات الأخرى، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة من الغدة الدرقية دون وجود أي عقيدات فيها، وذلك في الحالات التي تنمو فيها الغدة الدرقية بشكل سريع والتي يرافقها ألم شديد.

 

أضرار خزعة الغدّة الدرقيّة

تُعدّ خزعة الغدة الدرقية من الإجراءات الآمنة التي لا تسبب أي ضرر وليس لها أي أخطار مقلقة في العادة، وقد يشعر الخاضع لخزعة الردقية بألم بسيط شبيه بوخز الإبرة في المكان الذي أخذت منه الخزعة، وعند الإنتهاء من أخذ الخزعة قد يشعر المريض ببعض من الألم المحتمل، والذي يمكن السيطرة عليه من خلال استخدام المسكنات التي يوصي بها الطبيب، كما قد تظهر كدمة صغيرة في موضع الحقن أيضاً، كما يمكن أن يتعرض الفرد للإصابة بالعدوى في موضع وخز الإبرة، لكنّ هذا الأمر نادر جداً؛ لأنّ مقدمي الرعاية الصحية يهتمون بتنظيف السطح الخارجي للجلد وتعقيمه قبل إجراء الخزعة، كما أنّ الأدوات المستخدمة تكون معقمة بشكل جيد، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث نزيف خفيف في موضع وخز الإبرة، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال استخدام الضمادات أو الضغط عليه، ويتوجّب على الفرد بعد الانتهاء من خزعة الغدة الدرقية اتّباع بعض النصائح، وذلك لتجنّب حدوث أيّ أضرار أو مضاعفات، ومن النصائح التي يمكن تقديمها بعد خزعة الغدة الدرقية نذكر الآتي:

  • المحافظة على مكان الخزعة مغطّى وجافاً.
  • الحصول على قسطٍ من الراحة عند الشعور بالتعب، والحرص على النوم لوقت كافٍ.
  • يمكن للمريض أن يتناول طعامه الاعتياديّ، ولكن في حال كان يعاني من اضطرابٍ في المعدة فعليه أن يلجأ للطعام الخفيف وقليل الدهون مثل: الأرز العادي، الدجاج المشوي، التوست، اللبن.
  • استشارة الطبيب لأخذ الأدويةٍ المسكّنة سواء كانت بوصفة أو من دون وصفة طبية، وإخباره في حال كانت تسبب هذه الأدوية أي آثار جانبية.
  • الالتزام بمواعيد الطبيب وعدم التخلف عنها.
  • التواصل مع الطبيب في حال كان المريض يعاني من مشاكل حادّة في التنفس، أو في حال حدوث نزيف شديد في مكان الخزعة، أو إذا اشتدّ الألم، أو في حال عدم تحسّن المريض كما كان متوقّع، أو إذا واجه صعوبة في البلع، أو حال حصول تغيّر في الصوت، أو إذا ظهرت أعراض العدوى مثل: ارتفاع درجة الحرارة، وزيادة الألم، وانتفاخ واحمرار منطقة الخزعة، ونزول القيح من موضع الخزعة.

 

أنواع خزعات الغدة الدرقية

يمكن أخذ العينة من أنسجة الغدة الدرقية بطرق مختلفة، نذكرها فيما يأتي:
  • خزعة الغدة الدرقية بالإبرة الدقيقة: (بالإنجليزية: Fine needle aspiration biopsy)، وهو النوع الأكثر استخداماً؛ حيث يتم أخذ الخزعة بهذا الإجراء باستخدام إبرة صغيرة يدخلها الطبيب في الرقبة باتجاه الغدة الدرقية لسحب عينة منها بعد تعقيم المنطقة جيداً، ومن الجدير بالذكر أنّ المريض يكون مستيقظاً أثناء أخذ الخزعة، وقد لا يتم إخضاعه للتخدير الموضعي، لأنّ إبرة التخدير قد تكون مؤلمة أكثر من الإبرة المستخدمة في هذا الإجراء، كما يمكن الاستعانة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية أو تقنيات التصوير الأخرى للمساعدة على تحديد الموقع المراد أخذ العينة منه.
  • خزعة الإبرة اللبية: (بالإنجليزية: Core Needle Biopsy)، يتم اللجوء إلى هذا النوع من الإجراءات في بعض الحالات؛ كما عندما لا تفي خزعة الإبرة الدقيقة بتقديم معلومات كافية عن نوع النسيج النامي في الغدة الدرقية، وهو إجراء مشابه للإجراء السابق لكن يتم فيه استخدام إبرة أكبر حجماً، للحصول على عينات أكبر من النسيج النامي والأنسجة المحيطة به، ويخضع المريض للتخدير الموضعي أثنائ أخذ العينة، حيث يتم إجراء شق صغير في الجلد لإدخال الإبرة منه، وفي هذا النوع من الخزعات تتم الاستعانة أيضاً بالتصوير بالموجات فوق الصوتية للاستدلال على موقع الانسجة المطلوبة.
  • الخزعة الجراحيّة: (بالإنجليزية: Surgical biopsy)، ويُطلق عليها أيضاً اسم الخزعة المفتوحة (بالإنجليزية: Open biopsy)، ونادراً ما يتم اللجوء إلى إجراء هذا النوع من الخزعات، حيث يأخذ الطبيب عينة من العقدة عن طريق إجراء شق في الرقبة أثناء عملية جراحية.

 

التحضير لخزعة الدرقية

تختلف طريقة التحضير للخزعة باختلاف الطريقة المتبعة لأخذ الخزعة، حيث إنّ إجراء خزعة الإبرة الدقيقة لا يتطلب أي تحضيرات كالصيام أو اتباع نظام غذائي معين، بينما عند إجراء خزعة الإبرة اللبية يتوجب على المريض الامتناع عن تناول دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) قبل خمسة أيام من أخذ الخزعة وكذلك التوقف عن استخدام الأدوية التي قد تسبب حدوث النزيف.

 

نتائج خزعة الغدّة الدرقيّة

تُوضع الخلايا بعد أخذ الخزعة من المريض على شريحة مجهر وتُصبغ وتُعاين من قبل أخصائيٍّ في علم الأمراض الذي يقوم بتصنيف العُقيدة بإحدى التصنيفات الآتية:

  • العينات الحميدة: (بالإنجليزية: Benign) يدلّ هذا التصنيف على أنّ تفحص العينة تحت المجهر قد دلّ على أنّ الخزعة المسحوبة غير سرطانية، ومن حسن الحظ يُعدّ الحصول على هذا النوع من النتائج أكثر الحالات انتشاراً.
  • العينات غير المُشخِّصة: (بالإنجليزية: Non-diagnostic)، وتدل هذه النتيجة إلى أنّ العينة التي تم سحبها غير كافية لإظهار النتائج والاستدلال على التشخيص الصحيح، ويجب إعادة إجراء الخزعة مرة أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ 50% من هذه الحالات يمكن تشخيصها عند إعادة إجراء الخزعة مرة أخرى، بينما ما يقارب 5-10% من الحالات تبقى غير حاسمة، وفي هذه الحالة قد يطلب الطبيب إخضاع المصاب لإجراءات أو فحوصات أخرى.
  • العينات المشكوكٌ بأمرها: (بالإنجليزية: Suspicious) يدلّ هذا التصنيف على أنّ تفحص عينة خلايا الغدّة الدرقيّة تحت المجهر لم يعطي نتائج قطعية عن كون النسيج سرطانياً أم حميداً، ولكنّه دلّ على أنّ شبهة أن يكون سرطانياً مرتفعة، في هذه الحالة يوصي الأطبّاء بإجراء الجراحة لاستئصال أجزاء الغدة الدرقية التي تم سحب هذه الأنسجة منها، إذ وِجد أنّ 25% من الحالات المشكوك بأمرها تكون خبيثةً عندما يخضع المريض للجراحة.
  • العينات الخبيثة: (بالإنجليزية: Malignant)، أي العينات السرطانية، ويمكن أن تشخص هذه العينات العديد من أنواع السرطان، لكن يوجد بعض أنواع السرطانات التي قد تصيب الغدة لا يمكن الكشف عنها إلا من خلال إجراء الجراحة مثل: سرطان الغدة الدرقية الجريبيّ (بالإنجليزية: Follicular carcinoma)، وسرطان خلايا هيرثل (بالإنجليزية: Hurthle cell carcinoma)، ومن الجيد ذكره أنّ هذه السرطانات يمكن علاجها جراحياً من خلال استئصال الغدة كاملة (بالإنجليزية: thyroidectomy)، أو استئصال جزء منها.

 

ما بعد خزعة الغدة الدرقية

تنتهي عملية سحب الخزعة بمجرد أخذ الطبيب الكمية المناسبة من أنسجة الغدة الدرقية، وبعد ذلك يتمكن المريض من مغادرة المشفى، لكن يفضل الأطباء في بعض الحالات أن ينتظر المريض بعضاً من الوقت للاطمئنان على صحته العامة، وخاصة في الحالات التي تلقى فيها المريض التخدير سواء أكان موضعياً أو تخديراً عاماً، حيث يجب أن يستريح المريض بعضاً من الوقت للتأكد من خروج الدواء من الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب المحافظة على نظافة المنطقة التي سحبت منها العينة من خلال وضع ضمادة عليها، وكما ذكر سابقاً قد يشعر المريض ببعض الألم لكن سرعان ما يزول هذا الألم في غضون يوم أو يومين كحد أقصى.

 

شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook