حَظِيَ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بمنزلةٍ رفيعةٍ ومكانةٍ عاليةٍ، فله الفَضْل في كلّ أجرٍ وثوابٍ يناله المُسلم إلى يوم القيامة باعتباره المُبلّغ لرسالة ربّه، إذ كان حريصاً على فَهْم كلّ ما أمر به الله -تعالى- وبلّغه لعباد الله، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الإنسان من أعظم المقاصد الإلهيّة في الكون، وهو الوحيد القادر على استيعاب وتلقّي الخطاب الإلهيّ؛ ولذلك فقد اختار الله محمّداً من كافّة البشر لتبليغ الرسالوجعل له مكانةً بين العباد بِاعتباره مُمتثلاً الأخلاق التي نصّ عليها القرآن الكريم، في أقواله، وأفعاله، وسائر أموره، كما كان في دعوته للدِّين الإسلاميّ يسيراً معصوماً.
يُقصد بخصائص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّها: الأمور التي امتاز واختُصّ بها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن غيره، وتتعدّد إلى أنواعٍ، أوّلها: الواجبات؛ كالشورى، وثانيها: المحرّمات، وثالثها: المُباحات؛ كالوِصال في الصيام، ورابعها: الفضائل؛ كتحريم الزواج من زوجاته -رضي الله عنهنّ- بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، وتكمُن أهميّة معرفة خصائص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في التعرّف على المنزلة الرفيعة للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ومعرفة ما اختُصّ به من صفاتٍ، وفضائل، وأحكامٍ، وتمييز الصحيح من صفاته، وعدم المغالاة فيها، واتّباع ما أمر به الشَّرع دون إفراطٍ أو تفريطٍ
اختُصّ الرّسول -عليه الصلاة والسلام- بعددٍ من الأحكام الخاصّة به فقط دون أمّته، بيانها فيما يأتي