يستخدم لبن الإبل في الهند لعلاج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحان، والسل، والربو ، والأنيما، والبواسير، ولقد أنشئت عيادة يستخدم فيها لبن الإبل فقط للعلاج، وقد تحسنت وظائف الكبد في المرضى المصابين بالتهاب الكبد بعد أن عولجوا بلبن الإبل.
ولبن الإبل مفعوله مسهل إذا تناوله اناس لم يتعودوا استخدامه، ومن الواضح أن المعدة تضطرب فقد عند استخدام اللبن وهو مازال دافئا، ولكن عندا يبرد فليس له أي تأثيرات ضارة كما أن لهذا اللبن خصائص تؤدي إلى تخفيض الوزن، لإنخفاض محتواه في الطاقة والدهن والمواد الصلبة الكلية، ولبن الإبل يعطى للمرضى والشيوخ والأطفال، وذلك نتيجة لأن هذا اللبن مفيد للصحة كما أنه مفيد للغاية في تكوين العظام، والاعتقاد السائد بين بدو شبه جزيرة سيناء هو أنه يمكن علاج أي مرض باطني بتناول لبن الإبل، ويقال: إن هذا ينطبق فقط على ابل التي تأكل أنواعا معينة من الشجيرات والأعشاب، وتستخدم الشجيرات والأعشاب ذاتها في إعداد بعض الأدوية، ويفقد لبن الإبل هذه الخاصية عندما تتغذى الإبل في مرابط على أعلاف وتبن.
وروى البخاري عن أنس أن أناسا كان بهم سقم قالوا: يا رسول الله، اونا وأطعمنا. فلما صحوا قالوا: إن المدينة وخمة. فأنزلهم الحرة في ذود له فقال: " أشربو ألبانها..." وفي رواية أخرى أن يشربوا من ألبانها وأبوالها.. ففعلوا فلما صحوا عمدوا إلى الرعاه فقتلوهم واستاقوا الإبل.
في أثيوبيا يتعبر لبن الإبل مفيد في تقوية الناحية الجنسية، وفي الصومال تعقد القبائل الرعوية أن اللبن الذي يشرب في الليلة التي تشرب فيها الإبل الماء لاول مرة بعد فترة عطش طويلة له قوة سحرية، فيقولون: من يشرب اللبن في هذه الليلة من ناقة أطفأت عطشها سوف يتخلص من الأشواك التي تغلغلت في قدميه حتى لو كانت تعود إلى فترة الصبا.
وفي الصحراء الكبرى هناك اعتقاد سائد أنه عندما يقدم لبن الإبل إلى ضيف من الضيوف لا يقدم إلا لبن ناقة واحدة، وذلك لأنه إذا حسد الضيف القطيع فإن الناقة التي شرب من لبنها هي فقط التي ستتوقف عن إعطاء اللبن.
ولقد اكتشفت البحوث التي أجريت على مركزات اللاكتيز في أماء مختلف الجماعات العرقية في المملكة العربية السعودية أن البدو البالغين لديهم أعلى مستوى من اللاكتيز، ومن المعتقد أن ذلك يوضح ميزة بارزة تربط بسيولة لبن الإبل وقيته الحرارية، وبين الدور المهم للبن الأبل في المحافطة على حياة سكان الصحراء.
العربية
