خواطر عن خزانتي المدهشة

الكاتب: زينب عثمان -
خواطر عن خزانتي المدهشة

خواطر عن خزانتي المدهشة.

 

اليوم و عند جلوسي أمام خزانة مكتبي حيث أردتُ ترتيبها، وقعت أوراق من يدي فرفعتها من الأرض وبدأتُ أقرأُ فيها، فوجدت فيها ذكريات جميلة، جمعتني بأناس أحببتهم، ذكرتني بذاك الزمن الجميل الذي قضيته معهم، جال في ذاكرتي ما كنا نفعله عند المحن و صواعق الدراسة.هذه الأوراق كانت من صديقة أعتبرها أختي و أغلى من أختي ،ذكرتني هذه الأوراق بصفاء قلوبنا و حبنا الكبير لبعضنا، هذه الأوراق المتساقطة هي التي كنا ندرس بها و التي تحوي ما كنا ندرسه في السابق، لا تتصوروا مدى تأثيرها على نفسي التي اعتبرتها من التاريخ، لقد تذكرتُ أحلى الأوقات و تذكرتُ فيها مشاكساتنا و مقالبنا الطريفة التي كنا نفعلها سوياً، كم أنا مشتاقة لهذه الأيام وكم أصبحت الأيام كئيبة دون الحنين إلى الذكريات الجميلة التي تغسل القلوب من الأحقاد و من الكراهية.


أوراق لا نسمعها ولكنها تتكلم معنا و ترشدنا إلى سابق عصرنا و تذكرنا بأننا لازلنا إخوة و توقظ ضمائرنا على عهد أخذناه معاً عندما التقينا، عند رؤيتي لهذه الأوراق خفق قلبي و تلعثم لساني و ما عدت أفكر بشيء إلا بأيام صداقتنا المترابطة أصبح قلبي يخفق كلما رأى أوراق تطايرت على الأرض ،في هذه اللحظة قررت أن أقرأ كل الأوراق الموجودة في خزانتي وقرأت فيها جمل تدل على مواقف جميلة و لحظات رائعة جرت بيننا،من الرائع أن تكون بيننا صداقة لكن من الأروع أن تتكون بيننا أخوة.


هذه الأوراق جعلتني أتعلق بهم أكثر و أحنُّ إليهم، جعلتني أحفرهم داخل عيني لأنني بالأصل حفرتهم بقلبي، حياتي أشرقت بوجودهم بجانبي، لحظات السعادة التي قضيتها معهم لا تعوض بأنفس الأشياء.


عند الغضب تُمسح الأيام الجميلة ويقل التواصل والحب الذي كان يجمعنا ينتهي..عند اللقاء تصفو القلوب و تعود السعادة تغمر لحظاتنا و سنوات الصداقة الغالية و يتمكن الحب من اختراق الأفئدة..أحبهم ولا أريد أن أعيش إلا لأجل إسعادهم و أسعد معهم،عند هبوب رياح شريرة علينا نمسك بأيادينا ونشد الهِمَمْ في التصدي لهذه الرياح المدمرة ة بكل الفرح نرتاح منها و نضحك و نبكي من شدة الفرح على اجتياز هذه الريح العاتية، عند الخصام تألمنا و عند اللقاء تألفنا و من بياض قلوبنا تصافينا و اختلف طعم الحياة بوجودنا معاً،كل هذه الأحداث تذكرتها من عدد من الورقات التي كنت أحتفظ بها و كنت لا أعرف لماذا أخبئها،هنا استوقفتني المواقف و جلست أضحك و أبكي على ذاك الزمن الجميل الذي جمعنا سوياً، لم أتوقع أن كل هذه الذكريات ستخرج من مجرد وريقات قليلة وليس لها صلة مباشرة في المواقف أو الأحداث التي حدثت، لكني كنت أربطها بالسابق بمواقف حتى لا أنسى الذكريات الجميلة،وها أنا أستعيدها من جديد حيث جلست بين أوراقي المتناثرة كنت بين السعادة و الاستغراب،حتى تعابير الوجوه أحتفظ بها في ذاكرتي و رنين الأصوات كلها و كأنها مسجلة في راديو و أعيد تكرار سماعها من جديد، تعلقت بأناس يتميزون بالأخلاق الرفيعة لدرجة أصبحت أخشى فراقهم ولا أستطيع مفارقتهم و إن فارقتهم لدقائق صغيرة أشعر بالتوتر و القلق ،أخيراً أحبهم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني جميلة و مشاعر نبيلة،لا يهمني إن كانوا يحملون نفس مشاعري أم لا المهم عندي وجودهم قربي و السعادة بوجودي معهم، أرجوكم لا تتركوني لقسوة الزمان، لا ترحلوا عني و تجعلوني أتخبط في الدنيا كالغريبة.

شارك المقالة:
73 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook