خواطر مسجدية (6 10)

الكاتب: المدير -
خواطر مسجدية (6 - 10)
"خواطر مسجدية (6 - 10)

 

خاطرة مسجدية (6): ميزان الرجولة في الإسلام

• إنَّ ميزان الرجولة في الإسلام ليس المال، وليس المنصب والجاه، وليس الحسَب والنَّسَب، وليس قوَّة البنيان؛ إنَّما الأعمال الصالحة، والخُلُق الحسَن، والإيمان القوي، والعزم الفتي.

 

• قال تعالى: ? ... وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ? [المنافقون: 4].

 

• جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي الرَّجل العظيم السَّمين يوم القيامة، فلا يزِن عند الله جناحَ بعوضة))، وقال: اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: ? فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ? [الكهف: 105]؛ (متفق عليه).

 

• قال ابن تيمية رحمه الله: ... ولهذا ليس في كتاب الله آية واحدة يَمْدَحُ فيها أحدًا بنَسَبه، ولا يَذُمُّ أحدًا بنَسَبه، وإنَّما يَمدحُ الإيمانَ والتقوى، ويذم بالكُفر والفسوقِ والعصيان.

????




خاطرة مسجدية (7): توظيف الطاقات

إنَّ ديننا الحنيف قد علَّمنا كيف نبدِع في استغلال أبسط الإمكانيَّات ونوظفها التوظيف الأمثل؛ وذلك بوضعها في مكانها المناسب، إنَّه لا يجب علينا أن نَترك الغافلَ لغفلته، ولا يجب أن نترك الكسولَ لكسله، ولا يجب أن نترك النائمَ حتى يغط في نومه فيكون هو والميت سواء، وتاريخ أمَّتنا الإسلاميَّة حافل بنماذج رائعة لتوظيف الطَّاقات؛ بل تفجير الطاقات ورعايتها، ومن أمثلة ذلك:

1- الكليم موسى عليه السلام يستفيد من فصاحة أخيه هارون: فعندما أُمِرَ موسى عليه السلام بالذهاب إلى فرعون، كان طلبه من الله تعالى أن يأذَن له باصطحاب هارون عليه السلام معه؛ وذلك لفصاحته وبلاغته.

2- ذو القرنين يُفجر الطاقات ويُلهب الحماس ويقود الجميع: فعندما طُلِب منه أن يَبني السدَّ، لم يفتخر بخبرته، ولم يغترَّ بقوته؛ بل أراد أن ينقل هذه الخبرة لغيره، وأن يوظف هذه القوة بطريقة عقلانيَّة لا تجعلها تتبدَّد وهُم نيام.

3- توظيف النبي صلى الله عليه وسلم لأَسرى بدر من المشركين لمحو أمية المسلمين: عن الشعبي قال: كان فِداء أسارى يوم بدر أربعين أوقيَّة، فمن لم يكن عنده أمَره أن يعلِّم عشرةً من المسلمين الكتابة، وعلَّل الماوردي ذلك بقوله: وكانت العرب تعظم قَدر الخطِّ، حتى قال عكرمة: بلغ فداء أهل بدر أربعة آلاف، حتى إنَّ الرجل ليفادى على أن يعلِّم الخطَّ؛ لما هو مستقر في نفوسهم من عِظم خطره، وجلال قدره، وظهور نفعه وأثره.

4- توظيف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء فيما يتَّفق مع قدراتهن وطبيعتهن: ففي الحروب تمَّ توظيف النساء والاستفادة من قدراتهنَّ في سقي الجنود، وتمريض الجرحى، ومناولة السهام، وفي السلم تمَّ توظيف النساء والاستفادة من قدراتهن في ختان الإناث، وتفقيه المسلمات بأمور الدين... إلخ.

 

• هكذا فعل الأنبياء في توظيف الطَّاقات وحسن استغلالها، وهكذا يَفعل من يسير على دربهم إلى يوم القيامة، فهل نجعل لأنفسنا نصيبًا من هذا الزاد حتى نكون حلقة متينة في هذه السلسلة؟

????




خاطرة مسجدية (8): أقسام الناس في القرآن الكريم

• قال تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ? [البقرة: 8].

• قال تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ? [الحج: 3].

• قال تعالى: ? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ? [آل عمران: 173].

• لقد ورد لفظ الناس في القرآن الكريم (190 مرة)، ولكن المحصلة التي حدَّدها الله تعالى أنَّ أكثر الناس: ? لَا يَشْكُرُونَ ? - ? لَا يَعْلَمُونَ ?- ? لَا يُؤْمِنُونَ ?- ? فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ?.

 

• روى الإمام أحمد في المسند عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الله خلَق آدم من قَبضة قَبَضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدر الأرض؛ فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخَبيث والطيِّب والسَّهل والحزن وبين ذلك))؛ (رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني).

 

• يقول المباركفوري في شرح الحديث: هذه الثلاثة هي أصول الألوان، وما عداها مُركَّب منها، هذه الثلاثة أصول الألوان: الأبيض، والأحمر، والأسود، والألوان الأخرى إذا خلطَت بنِسَب مختلفة جاءت الألوان الأخرى.

 

• وبالنسبة للطبائع قال: وجاء منهم السَّهل: الليِّن، والحزن: الصعب الشرس الغَليظ، والخبيث: خبيث الخِصال، والطيِّب: بحسب الأرض التي خُلقوا منها، لونًا وطبعًا وخلقًا، وهكذا تجد النَّاس باختلاف الطبائع يرجع اختلاف طبعهم إلى اختلاف الأرض، هناك أرض سبخة مالحة ما ينبت فيها شيءٌ، وهناك أرض صخريَّة ليس فيها أي لِين ولا سهولة، وهناك أرض لينة طيِّبة؛ وهكذا نفوس الناس من هذه القبضة، وهذا سرٌّ من الأسرار، وقد اطَّلعنا عليه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

 

• قال ابن كثير رحمه الله: ... فإذا تقرَّر هذا، صار الناس أقسامًا: مؤمنون خُلَّص؛ وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أول البقرة، وكفَّار خلَّص؛ وهم الموصوفون بالآيتين بعدها، ومنافقون؛ وهم قِسمان: خلص؛ وهم المضروب لهم المثل النَّاري؛ ومنافقون يتردَّدون؛ تارة يظهر لهم لمع الإيمان، وتارة يَخبو؛ وهم أصحاب المثل المائي، وهم أخف حالًا من الذين قبلهم.

????




خاطرة مسجدية (9): شروط الانتفاع بالقرآن الكريم

• قال تعالى: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ? [ق: 37].

• قال تعالى: ? وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [الأعراف: 204].

إذا أردت الانتفاعَ بالقرآن الكريم انتفاعًا يشفي الصدور ويدخل على النَّفس البهجة والسرور، فاجمع قلبَك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه الله؛ فإنَّه خطاب منه سبحانه وتعالى لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

• قال ابن قتيبة رحمه الله: استَمَعَ كتابَ الله وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساهٍ، وهو إشارة إلى المانِع من حصول التأثير، وهو سهو القلب، وغيبته عن تعقُّل ما يقال له، والنظر فيه وتأمُّله، فإذا حصل المؤثر، وهو القرآن، والمحل القابل، وهو القلب الحي، ووُجِد الشَّرط، وهو الإصغاء، وانتفى المانع، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر - حصل الأثر؛ وهو الانتِفاع والتذكُّر.

• قال ابن القيِّم رحمه الله: فصاحب القلب يَجمع بين قلبه وبين معاني القرآن، فيجدها كأنَّها قد كُتبت فيه، فهو يقرؤها عن ظَهر قلب، ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد، واعي القلب، كامِل الحياة، فيحتاج إلى شاهد يميِّز له بين الحقِّ والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فِطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعَه للكلام، وقلبه لتأمُّله والتفكُّر فيه وتعقل معانيه، فيعلم حينئذٍ أنَّه الحق.

????




خاطرة مسجدية (10): وصية جامعة من الإمام أحمد بن حنبل لابنه يوم زواجه

أوصى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ابنَه يوم زواجه، فقال: أيْ بُني، إنَّك لن تنال السعادةَ في بيتك إلَّا بعشر خصال تَمنحها لزوجك، فاحفظها عنِّي واحرص عليها:

• أما الأولى والثانية: فإنَّ النِّساء يحببن الدلال ويحببن التصريح بالحبِّ، فلا تبخل على زوجتك بذلك؛ فإن بخلتَ جعلت بينك وبينها حِجابًا من الجفوة ونقصًا في المودة.

 

• وأما الثالثة: فإن النساء يكرهنَ الرجل الشديد الحازم، ويستخدمن الرجلَ الضعيف اللين، فاجعل لكلِّ صِفة مكانها؛ فإنه أدْعى للحب وأجْلَب للطمأنينة.

 

• وأما الرابعة: فإنَّ النساء يُحببن من الزوج ما يحب الزوج منهنَّ؛ من طِيب الكلام، وحُسن المنظر، ونظافة الثياب، وطيب الرائحة؛ فكن في كلِّ أحوالك كذلك.

 

• وأما الخامسة: فإنَّ البيت مَملكة الأنثى، وفيه تشعر أنَّها مُتربعة على عرشها، وأنها سيدة فيه، فإيَّاك أن تَهدم هذه المملكة التي تعيشها، وإياك أن تحاول أن تزيحها عن عرشها هذا؛ فإنَّك إن فعلت نازعتَها مُلكها، وليس لملكٍ أشد عداوةً ممن ينازعه مُلكه وإن أظهر له غير ذلك.

 

• وأما السادسة: فإنَّ المرأة تحب أن تكسب زوجها ولا تخسر أهلها، فإيَّاك أن تجعل نفسك مع أهلها في ميزان واحد، فإمَّا أنت وإمَّا أهلها، فهي وإن اختارتك على أهلها فإنَّها ستبقى في كمدٍ تُنقل عَدْواه إلى حياتك اليومية.

 

• وأما السابعة: إنَّ المرأة خُلِقت مِن ضِلعٍ أعوج، وهذا سرُّ الجمال فيها، وسرُّ الجذب إليها، وليس هذا عيبًا فيها؛ فالحاجب زيَّنه العِوَجُ، فلا تحمل عليها إن هي أخطأَت حملةً لا هوادة فيها تحاول تقويم المعوج، فتكسرها، وكسرها طلاقها، ولا تتركها إن هي أخطأَت حتى يزداد اعوجاجها وتتقوقع على نفسها، فلا تلين لك بعد ذلك ولا تسمع إليك، ولكن كن دائمًا معها بين بين.

• وأما الثامنة: فإنَّ النِّساء جُبلن على كُفر العشير وجحدان المعروف؛ فإن أحسنتَ لإحداهنَّ دهرًا ثمَّ أسأت إليها مرة، قالت: ما وجدتُ منك خيرًا قط، فلا يحملنَّك هذا الخُلق على أن تكرهها وتنفر منها، فإنَّك إن كرهتَ منها هذا الخلق، رضيتَ منها غيره.

 

• وأما التاسعة: فإنَّ المرأة تمرُّ بحالات من الضعف الجسدي والتعَب النفسي، حتى إنَّ الله سبحانه وتعالى أسقط عنها مجموعةً من الفرائض التي افترضها في هذه الحالات؛ فقد أسقط عنها الصلاة نهائيًّا في هذه الحالات، وأنسأ لها الصيام خلالها حتى تعود صحَّتها ويعتدل مزاجها، فكن معها في هذه الأحوال ربانيًّا؛ كما خفَّف الله سبحانه وتعالى عنها فرائضه أن تخفِّف عنها طلباتك وأوامرك.

 

• وأما العاشرة: فاعلم أنَّ المرأة أسيرة عندك؛ فارحم أَسرها، وتجاوز عن ضعفها، تكن لك خير مَتاع وخير شريك.

 

• خبِّرني بالله عليك، أي دين وأي شريعة رفعَت للمرأة قدرَها وحفظت شأنها مثلما فعلَت شريعتنا السمحة الغراء؟


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook