داء القطط

الكاتب: وسام ونوس -
داء القطط

 

داء القطط

 

يُطلق عامة الناس مصطلح داء القطط على المرض المعروف علمياً بداء المقوّسات (بالإنجليزية: Toxoplasmosis)، وفي الحقيقة تحدث الإصابة بهذا المرض نتيجةً لإصابة طُفيليّ يُعرف بالتوكسوبلازما أو المقوسة الغوندية (بالإنجليزية: Toxoplasma gondii) لأمعاء بعض الحيوانات، بما فيها القطط والخنازير، ويمكن أن يصل هذا الداء للإنسان بطرق مختلفة، منها تنظيف الصندوق المخصص للقطط لإخراج فضلاتها، أو شرب الماء المحتوية على هذا الطُفيليّ، أو تناول اللحم غير المطبوخ جيداً، أو استعمال الأوعية التي لامستها اللحوم النيئة، أو غير ذلك، وبمجرد وصول هذا الطفيليّ إلى الإنسان فإنّه سرعان ما يهاجم الدماغ والعضلات المختلفة في الجسم بما فيها عضلة القلب، وعند مهاجمته لهذه الأعضاء فإنّه يتسبب بتكوين أكياساً أو حُويصلات فيها، ولكن يجدر بالذكر أنّ هذا الأمر لا يحدث لدى الأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعياً قوياً، إذ يتمكّن الجهاز المناعيّ من التصدّي للعدوى ومنع تسببها بهذا كله، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن تظل العدوى في الجسم طول حياة الشخص ولكن دون ظهور أية أعراض أو علامات عليه، وعليه يمكن القول إنّ هذا المرض يُسبّب مشاكل واضطرابات صحية لدى الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعيّ، وقد يكون الجهاز المناعيّ ضعيفاً نتيجة الخضوع للعلاج الكيماويّ، أو الإصابة بمرض السرطان، أو المعاناة من عدوى فيروس العوز المناعيّ البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus)، وكذلك في حالات التبرع بالأعضاء أو الدم، بالإضافة إلى أنّ وصول هذا الداء إلى الأم الحامل يُعتبر أمراً خطيراً للغاية لاحتمالية نقلها للمرض لجنينها، وأمّا بالنسبة لمدى شيوع المرض فقد أظهرت نتائج الدراسات والإحصائيات الأخيرة أنّ ما يُقارب أربعين مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية مصاب بهذه العدوى.

 

أعراض داء القطط

لبيان أعراض داء القطط يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

  • داء القطط الخَلقيّ: (بالإنجليزية: Congenital toxoplasmosis)، ويُقصد بهذا النوع من داء القطط بأنّه داء المقوّسات الذي ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها خلال فترة الحمل، ويجدر بالذكر أنّ ذلك يحدث نتيجة انتقال الطُفيليّ عبر المشيمة المسؤولة عن تغذية الجنين، وفي الحقيقة يمكن أن تحدث هذه الحالات نتيجة إصابة المرأة بداء القطط خلال الحمل أو قبل الحمل، وإنّ إصابة الجنين بهذا الداء تتسبب بمعاناته من العديد من الاضطرابات، وعلى الرغم من أنّ أغلب هذه الحالات لا يُرافقها ظهور أعراض أو علامات على المولود، إلا أنّ هناك بعض الحالات التي تظهر فيها الأعراض، وخاصة على مستوى شبكية العين، ويمكن إجمال الأعراض والعلامات التي تظهر على حديثي الولادة المصابين بهذا الداء فيما يأتي:
    • نقصان الوزن عن الحدّ الطبيعيّ.
    • تضخم الكبد أو الطحال.
    • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
    • التهاب جزء من شبكية عين المولود، ولكن عادة ما يُشفى هذا الالتهاب وحده وبشكل سريع، وعادة لا يؤثر ذلك في نظر المولود إلا في الحالات التي يُصيب فيها الطفيلي الجزء المعروف ببقعة الشبكية.
  • داء القطط المُكتسب: إنّ ما يُقارب 80% من مجموع حالات المعاناة من داء القطط لا تظهر عليها أية أعراض أو علامات، وأمّا بما يتعلق بالنسبة القليلة المتبقية التي قد تظهر عليها الأعراض؛ فيجدر بيان أنّ الأعراض عادة ما تظهر بعد فترة الحضانة التي تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وغالباً ما تتمثل هذه الأعراض بما يأتي:
    • ارتفاع بسيط في درجات الحرارة.
    • انتفاخ الغدد.
    • الشعور بالتعب والإعياء العامّ.
    • الشعور بآلام في المفاصل أو العضلات.
    • الصداع.
    • التهاب الحلق.
    • الطفح الجلديّ.
    • زغللة النظر (بالإنجليزية: Blurred Vision).

 

الوقاية من داء القطط

هناك بعض النصائح التي تُقدّم للوقاية من داء القطط، وخاصة في حال كانت القطة موجودة في المنزل ذاته مع أفراد العائلة، ويمكن بيان هذه النصائح فيما يأتي:[٤]

  • الحرص على طبخ اللحوم بمختلف أنواعها بشكل جيد وتامّ للغاية.
  • الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد ملامسة اللحوم غير المطبوخة والخضروات غير المغسولة جيداً.
  • غسل الفواكه والخضروات بشكلٍ جيد، ويمكن في بعض الحالات تقشيرها قبل تناولها.
  • وضع اللحوم لبضعة أيام في الثلاجة قبل تناولها، فهذا من شأنه أن يساعد على تقليل خطر الإصابة بداء القطط، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه النصيحة كانت بحسب إرشادات وتوصيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention).
  • الامتناع عن غسل اللحوم بأنواعها المختلفة، وذلك لأنّ غسلها يتسبب بزيادة فرصة انتشار الجراثيم، والصواب هو طبخها وغليها على درجة حرارة 74 درجة مئوية، فهذه الحراراة كافية لقتل الجراثيم المختلفة.
  • شطف أوعية الطعام وأسطح المطبخ بشكلٍ جيد وخاصة في حال ملامستها للحوم غير المطبوخة، ويُنصح القيام بذلك باستخدام الماء الساخن والصابون.
  • الحرص على طبخ اللحوم جيداً، ويمكن التحقق من ذلك بالتأكد من خلوّ اللحوم من أيّ لون زهريّ.
  • تجنب غسل وتنظيف صناديق القطط الخاصة بها إذا كانت المرأة حاملاً، وفي حال اضطرارها للقيام بذلك يمكنها استخدام القفازات ثمّ غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد.
  • تجنب إطعام القطط لحوماً نيئة.
  • تجنب العناية بالقطط أثناء الحمل.
  • الحرص على ارتداء القفازات عند العناية بحديقة المنزل، ثمّ غسل اليدين بالماء والصابون جيداً بعد الانتهاء من ذلك.
  • تجنب شرب الماء غير المُعالج، وخاصة في حال السفر إلى الدول النامية.
  • الحرص على إبقاء القطط بعيدة عن الحيوانات الأخرى التي قد تنقل العدوى إليها.

 

شارك المقالة:
103 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook