داء الملاريا

الكاتب: رجا السهوي -
داء الملاريا

 

داء الملاريا.

 

يُعتبر داء الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) مرضاً خطيراً يُهدّد حياة الإنسان الذي يُصيبه، وتنتشر الملاريا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وغالباً ما تُصيب الأشخاص الذين يُسافرون إلى هذه المناطق من العالم، وفي الحقيقة يُصيب داء الملاريا الإنسان عن طريق عضّة بعوضة الأنوفيليس (بالإنجليزية: Anopheles) المُصابة بعدوى طُفيليّة تُعرف بالمتصوّرة أو البلازموديوم (بالإنجليزية: Plasmodium)، وعليه فإنّ عضة هذه البعوضة ستنقل البلازموديوم إلى دم الإنسان المصاب لتصل إلى الكبد، ثم لتنضج فيه، وبعد عدة أيام ينتقل البلازموديوم البالغ إلى خلايا الدم الحمراء ليبدأ بالانقسام بعد 48-72 ساعة من وصوله مُسبّباً انفجار الخلية المصابة. وتجدر الإشارة إلى أنّ مراكز مكافحة الأمراض واتقائها قد بيّنت أنّ هناك ما يُقارب 1700 حالة تُصاب بالملاريا سنوياً.

 

أعراض الملاريا

 

أعراض الحالات الخطيرة

في الحالات الخطيرة من الملاريا تظهر علاماتٌ عن طريق الفحوصات التي يُجريها المختص تدلّ على تضرر الأعضاء المهمة، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر في مثل هذه الحالات:[٢]

  • الحمّى والارتجاف.
  • فقدان الوعي.
  • اتخاذ وضعية الركوع.
  • نوبات الصرع والتشنجات المتكررة.
  • التنفس العميق ومشاكل الجهاز التنفسيّ.
  • النزف غير الطبيعيّ وقد تظهر أعراض وعلامات فقر الدم.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).

 

أعراض الحالات غير المعقّدة

تُعتبر الإصابة بالملاريا غير معقّدة في الحالات التي لا تتسبّب بتلف الأعضاء أو فشل وظيفتها ولا تتسبب كذلك بعدوى شديدة، ومن الممكن أن تتطوّر الحالات غير المعقدة إلى حالات خطيرة في الأشخاص الذين يُعانون من ضعفٍ في الجهاز المناعيّ أو في الحالات التي تُترك دون علاج، وفي المناطق التي تنتشر فيها الملاريا غالباً ما يقوم المصابون بعلاج أنفسهم دون مراجعة الطبيب، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص المصابين بالملاريا غير المعقّدة تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، وغالباً ما تظهر الأعراض بالتسلسل الآتي:

  • الشعور بالبرد والقشعريرة.
  • المعاناة من الحمّى، والصداع، والتقيؤ.
  • نوبات الصرع (بالإنجليزية: Seizures)، وغالباً ما تظهر في اليافعين المصابين بالملاريا.
  • التعرّق، ثم استعادة درجة الحرارة الطبيعية، بالإضافة إلى الشعور بالتعب.

 

فترة الحضانة والعدوى

تُعرّف فترة حضانة المرض (بالإنجليزية: Incubation Period) على أنّها الفترة الممتدة من لحظة الإصابة بالمرض إلى لحظة ظهور الأعراض، وغالباً ما تتراوح فترة حضانة الملاريا من سبعة أيام إلى ثلاثين يوماً، ويمكن القول إنّ الملاريا لا تنتقل من شخصٍ إلى آخر إلا في الحالات النادرة، ولم تُسجّل حالات انتقالٍ للملاريا من مصابٍ إلى آخر إلّا عن طريق عمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، ومشاركة إبر الأدوية التي تُعطى عن طريق الوريد بين الناس، ومن الأم إلى جنينها خلال الحمل أيضاً.

 

علاج الملاريا

يعتمد علاج الملاريا على تقديم الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Supportive care) وإعطاء المضاد الحيويّ (بالإنجليزية: Antibiotic) المناسب إمّا على شكل حبوب (بالإنجليزية: Pills) وإما على شكل حقن بالوريد (بالإنجليزية: IV Injection)، ويقوم الطبيب المختص باختيار المضاد الحيويّ بالشكل الدوائيّ الملائم بالاعتماد على نوع البلازموديوم المسبب للملاريا، وبالاعتماد كذلك على شدة الأعراض، واحتمالية وجود مقاومة للدواء بحسب المنطقة الجغرافية التي سافر إليها المصاب والتقط منها العدوى، ومن أكثر المضادات الحيوية المستعملة في علاج الملاريا شيوعاً كلوروكين (بالإنجليزية: Chloroquine)، ودوكسيسايكلين (بالإنجليزية: Doxycycline)، وكينين (بالإنجليزية: Quinine)، ومفلوكوين (بالإنجليزية: Mefloquine)، ودوائي أتوفاكون/ بروجوانيل (بالإنجليزية: Atovaquone/Proguanil)، ودوائي أرتيميثر/ لوميفانترين (بالإنجليزية: Artemether/Lumefantrine)، ودواء فسفات البريماكين (بالإنجليزية: Primaquine Phosphate).

 

الوقاية من الملاريا

في الحقيقة لا يوجد إلى الآن مطعومٌ تجاريٌّ ضد الملاريا، ولكن يمكن اتباع بعض الخطوات للوقاية من الملاريا، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • دراسة طبيعة المنطقة التي يرغب الشخص بالسفر إليها، ومعرفة ما إذا كانت من المناطق التي تنتشر فيها الملاريا، وعليه قد يتطلب الأمر أخذ أحد الأدوية الوقائية، وعندها تجب مناقشة الطبيب حول طبيعة الدواء الواجب أخذه مع ضرورة إخبار الطبيب بالوضع الصحيّ الكامل للشخص؛ إذ إنّ الدواء الوقائيّ كغيره من الأدوية قد يُؤثر في الحالات والمشاكل الصحية التي يُعاني منها الشخص، بالإضافة إلى قدرته على التفاعل مع الأدوية التي يأخذها الفرد، وتجدر معرفة الأعراض الجانبية التي قد تترتب على تناول هذا الدواء الوقائيّ.
  • استعمال ما يُعرف بالناموسيّة (بالإنجليزية: Nets) عند النوم، وهي غطاء يمتد من فوق السرير إلى الأرض، ويُفضل أن تكون الناموسية معالجةً بمبيد حشريّ.
  • الحرص على ارتداء الملابس التي تُغطي الجلد كاملاً، وارتداء الحذاء الذي يُغطي القدمين أيضاً، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تغطية الكاحلين، وبهذا يمكن الحد من احتمالية عضّ البعوضة المسببة للملاريا، وقد ينصح البعض باستخدام المبيد الحشري على الثياب للحد بشكل أفضل من عضّ البعوض.
  • وضع طارد الحشرات (بالإنجليزية: Insect Repellent) على الجلد كله.

 

مضاعفات الملاريا

غالباً ما تكون النتائج مُرضيةً عند استخدام العلاج المناسب، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يُصابون بأنواع مُقاومة من الملاريا فلا يستجيبون للمضادات الحيوية المعطاة لهم وعندها تكون النتائج سلبيةً، وكذلك قد تتسبّب الملاريا بظهور بعض المضاعفات المهدّدة للحياة، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:

  • انتفاخ (بالإنجليزية: Swelling) الأوعية الدموية المُغذيّة للدماغ، وقد يؤدي هذا النوع من المضاعفات إلى تلف الدماغ.
  • تراكم السوائل في الرئة، مما يُسبّب مشاكل في التنفس، أو ما يُعرف بوذمة الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary edema).
  • فشل الأعضاء المهمة كالكلى (بالإنجليزية: Kidneys)، والكبد (بالإنجليزية: Liver)، والطّحال (بالإنجليزية: Spleen).
  • فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) الناتج عن تحطم وتلف خلايا الدم الحمراء.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم (بالإنجليزية: Low Blood Sugar).

 

شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook