درر الشيخ علي الطنطاوي (17)

الكاتب: المدير -
درر الشيخ علي الطنطاوي (17)
"درر الشيخ علي الطنطاوي (17)




الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبيِّنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، أما بعد:

فهذه الدُّرَّةُ السابعةَ عشرةَ مِن كتاب رجال من التاريخ؛ للشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله وأسكَنَه الفردوس الأعلى.

 

قال رحمه الله:

1- أترون إلى هذه البلاد التي تمتدُّ من ساحل المحيط الأطلنطي حتى لتكاد تتَّصِلُ بساحل المحيط الهادي، مِن فارس إلى الصين؟

إننا لم نفتَحْ هذه البلاد لهوًا ولا لعبًا، ولكن أرَقْنا فيها أنهارًا، أنهارًا حقًّا من دمائنا، وضحَّيْنا فيها بجبالٍ، جبال حقًّا من أجسادنا، وسخَّرنا لها عبقريَّاتِنا، ووقفنا عليها بطولاتنا، التي لم يعرِف التاريخ إلا الأقلَّ منها، وبقي سائرُها سرًّا في ضمير الغيب، واحتسابًا عند الله[1].

 

2- لقد تعاقَب على هذه الرايةِ الإسلامية حتى بلغ بها الأُفُقين، وركَزَها في المشرق والمغرب - مئاتٌ مِن القواد؛ منهم من وقف يدافع عنها ألا تتراجع، ومنهم مَن رفعها بعدما كادت تميل وأعلاها وأعاد لها مجدها، ومنهم مَن مشَى بها خطوات في الطريق الوَعْر، ومنهم من جزع[2] بها أقطارَ الأرض وفتح بها الفتوح.

 

3- لو أنَّ العلماءَ استغنَوا بمالِهم عن أموال الناس وعن رواتب الدولة، لرأيتم ما عزةُ العلم، وما هيبة العلماء!

 

4- أيها الأب، إنك عبدُ الله، والبنت أمانةٌ عندك، وقد أمرك أن تعطيَها لمن يُماثِلك في مسلكه ومشربه، ويُرضِيك دينُه وخُلُقُه، فإن رفضتَه وبحثتَ عن الغنيِّ، أو جعلتَ بنتَك سلعةً تُباع، فقد أسخطتَ ربَّك، وآذيتَ بنتَك[3].

 

5- هل الزواجُ رِباطٌ بين رُوحين، وصلةٌ بين قلبينِ، وبيت يضمُّ اثنين، أو هو مَعرِضُ أثاثٍ وثياب، ومنافرة كرم، واكتساب شهرة؟!

إنَّ هذه الحفلات يا ناس، لا تخرب بيتَ الزوج والأب فقط، بل تخرب عشرين بيتًا، تتزوج بنت عم خال امرأتك، فتكلِّفك ثوبًا يَعجِز عنه موردُك، فإن شريتَه اضطربَتْ موازنتك، وإن أبيتَ تنغص عيشك[4].

 

6- العلماء المجتهدون يختلفون في الفهم والتفسير، وهذا شيء طبيعي، كما أنَّ التقليد طبيعي؛ إذ إنَّ مِن الناس مَن ينقطع إلى علمٍ من العلوم فيجتهد فيه، ويُقلِّد في غيره، فنحن نُقلِّد الأطباء والمهندسين ونأخذ بأقوالهم بلا وقوف على دليلها، حتى إن الصحابة أنفسَهم كان أكثرهم مقلِّدين، ولم يكن يُفتِي فيهم إلا عددٌ قليل، ولكنها لم تُجمع فتاواهم، ولا فتاوى التابعين لهم، وأوَّلُ مَن انقطع للفتوى والاستنباط، وجُمعت أقواله، وتعدَّد أصحابه حتى صارت له مدرسة أو مذهب - هو أبو حنيفة.

 

7- المذهب الحنفيُّ اليوم أوسع المذاهب انتشارًا، وأوسعها فروعًا وأقوالًا، وهو أنفع المذاهب في استنباط القوانين الجديدة، والاجتهادات القضائية، يليه في كثرة الفروع المذهب المالكيُّ، وقد عرَفتُ ذلك في السنين التي اشتغلتُ فيها بوضع مشروع قانون الأحوال الشخصية، وسبب ذلك أن المذهب الحنفيَّ صار مذهبَ دولةٍ طول مدَّة العباسيِّين والعثمانيين، وهي ثلاثة أرباع التاريخ الإسلاميِّ، والمالكي مذهبُ المغرب طول هذه المدة، فكثُرت فيهما الفروع والمناقشات، أما المذهب الشافعيُّ، فلم يكن مذهبًا رسميًا إلا حقبة قصيرة أيام الأيوبيِّين، بينما اقتصر المذهب الحنبليُّ على نجد والحجاز اليوم[5].

 

8- إن أعظم حُكَّام الإسلام حقيقةً هم الذين جمعوا صلاح النفس وإصلاح الدولة، وكانوا أهل تقى وأهل بَصَر، وجمعوا التوفيق في الدنيا والدين.

 

9- أزهر عهودِ التاريخ عهدُ أبي بكر وعمر، وكلِّ خليفةٍ قويٍّ عادل، عاملٍ بكتاب الله، قائم بحقوق الرعية، لا طاغٍ ولا ظالم، ولا عاصٍ ولا آثم.

 

10- المنافقون من العلماء وإن نجحوا حينًا، لا تكون عاقبتهم إلا الخيبة وخسران الدين والدنيا.

 

11- السلف يرحلون ليتلقَّوا العلم، ويتلقوا قبله الدين والتقى والسلوك الإسلاميَّ، ويجتمعوا بالعلماء العاملين، الصالحين المُصلِحين[6].

 

12- الإسلام لا يُحارِب الغنى إن كان مِن حلال، ولا يُحرِّم جمع المال، والغنيُّ إن أدَّى زكاة ماله لم يكن ممَّن يكنِزُ الذهب والفِضَّة، ولم يكن عليه عقاب.

 

13- إنَّ تاريخَنا المكتوب يا سادتي، هو تاريخُ الملوك فقط، أمَّا تاريخ الشعب بعاداته وأوضاعه، وطعامه وشرابه، وأفراحه ومآتمه...، أمَّا تاريخ الفكر باتجاهاته ومقوماته، فلم يُكتَب[7].

 

14- إن السلطان يستطيع أن يُكرِه الناس على أن يخرُجُوا مِن دُورِهم، ويُبدِّلوا ثيابهم، ولكنه لا يستطيع أن يُكرِههم على الخروج عن مبادئهم، وتبديل أفكارهم.

 

15- العامة...، في كل عصرٍ، قلوبهم مع علماء الحق، ولكن سيوفهم مع أمراء الباطل.

 

16- مَن يستطيع أن يُحصِيَ الكتب التي ألَّفها علماء المسلمين؟

هذه الكتب التي أمدَّت المطابع في الشرق والغرب من مائتَي سنةٍ إلى الآن، لا تزال تطبع منها، وما بقي مخطوطًا أكثر مما طُبِع، وما ضاع من المخطوطات أكثر مما بقي، وحَسْبُكم أن تعلموا أن (هولاكو) لَمَّا دخَل بغداد ألقى الكتبَ في دِجْلَةَ، حتى لوَّن حبرُها ماءَ دجلة، وإن الإِسبان لَمَّا استرجعوا الأندلس أحرَقوا الكتب حتى صارت الليالي من اللهبِ بيضاءَ، عدا ما أضاعه التحريق والتخريق والتمزيق، فكم هي إذًا الكتب التي ألَّفها علماء المسلمين؟

 

17- ليس لأمةٍ علمٌ كعلم الحديث، وأيُّ أمَّة استطاعت أن تتبع كلَّ كلمة قالها نبيُّها أو زعيمُها، وتُبيِّن مسراها خلال العصور، ومَن سمِعها منه، ومَن نقلها عنه، وما هو الطريق الذي مشَتْ فيه، من شخص إلى شخص، لا في يوم أو يومين، بل في القرون الطوال؟! مع ما اضطرهم إليه من بحث أحوال الرجال، أمانةً وذاكرةً، وحسن معاملة، وصلاح نفس، وسيرهم وتواريخهم[8].

 

18- يمتاز الفتح الإسلاميُّ أنه ليس فتحًا للبلاد، ولا استعمارًا لها، ولا حماية ولا وصاية ولا انتدابًا، كلُّ هذه أشكال زائلة، ولكنه فتحٌ للقلوب وللبصائر، حتى يصير أهلُ البلاد المفتوحة أحرَصَ على الدين، وأخلَصَ له من الفاتحين، وهذه أسرار الأُخوَّة الإسلامية.

 

19- رحلات البخاريِّ لو جُمِعت، لزادت عن محيط كرة الأرض مرَّتينِ[9].

 

20- الدهرُ دولاب، والأيام دُوَل، والتاريخ شاهدٌ على ما نقول، بدأت الحضارة من الشرق - من مصر والعراق والشام - ثم انتقلت إلى الغرب، إلى اليونان ورومة، ثم عادت إلى الشرق، إلى دمشق وبغداد والقاهرة، ثم رجعت إلى الغرب، إلى باريس ولندن وواشنطن، وها هي ذي بدأت تعودُ إلى الشرق.

 

21- النصيحة هي صدق القول وصدق المعاملة، وأن تريد لكل امرئ ما تريد لنفسك.

 

22- الفنون كلُّها تموت يا سادة، إن أكرهتها على الحياة في جوِّ التكلُّف؛ التكلف في التفكير أو التعبير، إنَّ الفنون لا تحيا إلا في الانطلاق والحرية.

 

23- إنها لَتختلفُ الألسنة والألوان، وتتبدَّل المذاهب والأديان، وتتباعد المنازل والبلدان، ولكن شيئًا واحدًا لا يختلف بين نَفْس ونَفْس، ولا يتبدل بتبدُّل الأعصار والأمصار، هو العواطف البشرية!

 

24- جاءَتْ عظمةُ الأدب وجاء خلوده أنه ليس كالعلوم، إن قرأ طالبُ الطبِّ في كتاب أُلِّف قبل أربعين سنةً سقط في الامتحان، أما طالب الأدب، فيقرأ شعرًا قيل مِن ألفٍ وخمسمائة سنة ولا يزال جديدًا كأنَّه قيل اليوم، لا، لا تقولوا: إنَّ العلوم تترقى وتتقدَّم وتسعى إلى الكمال؛ لأن الجواب حاضر، إنَّ الأدب قد بلغ سن الرشد وحدَّ الكمال مِن قبل أن يُولَد العلم.

 

25- الحب أول كلمة في سجلِّ الأدب.

 

26- إن عقد اللؤلؤ لا ينزل قيمته أن ينتثر؛ لأنَّ ثمن الخيط نصفُ قرشٍ.

 

27- ما الأدب كله، وما الشعر، إن لم يكن كلامًا في الحب؟

ومَن حرَّم على المشايخ القولَ في الحب، وهم كانوا الأئمة في كل شيء، وكان مِن كبارهم ثلاثةٌ ألفوا فيه كتبًا لم يُؤلَّف مثلُها، علَّموا فيها الناس أفانين الهوى، ولقنوا (أصول العشق) كبار العاشقين؛ وهم: ابن القيم، وابن حزم، وابن داود، ثلاثةٌ من جبال العلم، وأعلام الإسلام[10]!

 

ومِن كبار الفقهاء مَن كان مِن شعراء الغزل الكبار، ولقد جمعتُ مرةً في الرسالةِ طرائفَ مِن غزل الفقهاء، يؤمن مَن يقرؤها أنَّ التَّزمُّت والتَّوقُّر لم يكن دائمًا سِمَة العلماء، وأن في علمائنا مَن كانوا هم أرباب الظرف، وكانوا هم أصحاب القلوب.

 

28- لمسةٌ مِن يد الشاعر العبقريِّ تجعل الصحاري جناتٍ وارفاتِ الظلِّ، فاتنات المسارب، هادرات السواقي، وتُحِيلُها عالَمًا مسحورًا.

 

29- قد تفرح العين والقلب متألِّم.

 

30- لا تعجَبوا مِن نطق العين؛ فإنَّ العين تُحدِّث الأحاديث الطِّوال، فهي تأمُرُ وتنهَى، وتَعِدُ وتُؤمِّل، ولكنها لا تفي، ولا تصدق منها المواعيد.

 

31- من هُزم من أمراء المسلمين في هذا التاريخ الطويل، إنَّما هُزموا لأنَّهم كانوا يستظلُّون براياتِ المطامع والأهواء، والعصبيات والأحقاد، ما استظلوا براية القرآن، وكانوا يضربون بسيف البغي والإثم والعدوان، ما ضربوا بسيف محمدٍ صلى الله عليه وسلم، إنه ما ضرب أحدٌ بسيف محمد صلى الله عليه وسلم ونبا في يده سيفُ محمد صلى الله عليه وسلم!

 

32- عِلَّتُنا الانقسام والاختلاف، ولو أننا تركنا الاختلاف بيننا، ما قَوِيَ علينا إنسٌ ولا جان[11]!

 

33- قد حاقَتْ بفلسطين مِن قبلُ مصائبُ أكبرُ من مصيبة يهود، ونزلت بها نوازلُ أشد، واجتمعت عليها أوربة كلُّها، وأقامت فيها دُولًا لَبِثَتْ أكثر من مائة سنةٍ، وكنا على حالٍ من التفرُّق والضعف والجهل شرٍّ مما نحن عليه اليوم، وقد انجلَتْ مع ذلك الغمَّة وانزاح البلاء، وصارت حكوماتُ الإفرنج التي عاشت في القدس وفي أطراف الشام قرنًا كاملًا، صارت خبرًا ضئيلًا، يتوارى خجلًا في زاوية من زوايا التاريخ.




[1] ما دُوِّن في كتب التاريخ هو جزء يسير جدًّا من البطولات، والافتداء الذي قدَّمه المسلمون، سواء كانوا جنودًا أو قادة؛ لأن المؤمن الموحِّد شديدُ الحرص على إخفاء عمله إخلاصًا لربه، بل إن كثيرًا منهم كان يطلب ممَّن شاهده أن يكتم خبره.

[2] أي: قطع.

[3] جاء الإسلامُ بتكريم المرأة ورفَع من شأنها، وحذَّر مِن ظلمها وقهرها، فكانت ولايةُ الرجل على المرأة من التكاليف الواجبة على الرجل، وحقًّا من حقوق المرأة، وليس سلبًا لإرادتها وحريتها، والتسلط عليها؛ إنما لتنظيم العَلاقة الأسرية، واستمرار النسل الطيِّب؛ ولذا لم تكن الولاية مُطلَقة، أو وَفْقَ أهواء الرجل، أو العادات والتقاليد، بل قُيِّدت بقيودٍ وضوابطَ شرعيةٍ يجهَلُها كثير من الناس.

[4] صحَّ مِن خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: ألَا لا تُغالوا بصُدُقِ النساء؛ فإنها لو كانَتْ مَكرُمةً في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أَوْلاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أصدَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم امرأةً من نسائه، ولا أُصدِقَتِ امرأةٌ من بناته أكثرَ مِن ثنتَي عشرةَ أوقية؛ رواه الترمذي وصحَّحه، والأوقية: أربعون درهمًا، فتكون الاثنتا عشرة أوقية أربعَمائة وثمانين درهمًا.

[5] حسب معرفتي، فإنه لم يتبنَّ المذهبَ الحنبليَّ أحدٌ مِن الحُكَّام سابقًا؛ مما أدَّى إلى قلة انتشاره، واقتصاره على بعض الأماكن في العراق والشام ومصر؛ بسبب تولِّي بعض الحنابلة للقضاء في تلك المناطق، وفي هذا العصر تبنَّاه حُكَّام الدولة السعودية، وقاموا بدعم العلماء على شرح كتب المذهب وتعليمه، وعليه القضاء والإفتاء؛ مما زاد في انتشاره، فجزاهم الله خيرًا.

[6] قال إبراهيم النخَعيُّ: (كانوا إذا أتَوا الرجلَ ليأخذوا عنه، نظروا إلى سَمْتِه، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه).

وقال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد: قال لي أبي: (يا بُنَي، ائتِ الفقهاء والعلماء، وتعلَّم منهم، وخُذْ مِن أدبهم وأخلاقهم وهَدْيهم؛ فإن ذاك أحبُّ إليَّ لك من كثير من الحديث).

وقال الإمام مالك: (كانت أمي تُعمِّمُني، وتقول لي: اذهَبْ إلى ربيعةَ فتعلَّم مِن أدبه قبل علمِه).

[7] القليل منها في كتب التاريخ، وبعضها كُتب في كتب الرحلات والأسفار.

[8] قال المُناوي: قد أكرم الله هذه الأمَّةَ بالإسنادِ، وجعله مِن خصوصياتها من بين العباد، وألهمهم شدة البحث عن ذلك، حتى إن الواحدَ يكتُبُ الحديث من ثلاثين وجهًا وأكثر.

وقال أبو حاتم الرازي: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدمَ أمناءُ يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة، فقال له رجل: يا أبا حاتم، ربما رَوَوا حديثًا لا أصل له ولا يصح؟ فقال: علماؤهم يعرِفون الصحيح من السقيم، فروايتُهم ذلك للمعرفة؛ ليتبين لمَن بعدَهم أنهم ميَّزوا الآثار وحفِظوها.

[9] سِيَرُ السلف في الرحلة لطلب العلم معروفةٌ ومشهورة، حتى إنهم كانوا يَعِيبُون على مَن لم يرتَحِل في طلب العلم!

قال ابن مَنْدَه: طُفْتُ الشرق والغرب مرتين، وقد بدأ ابنُ مَنْدَه رحمه الله الرحلةَ في طلب العلم وهو ابن عشرين سنة، ورجع وهو ابن خمسٍ وستين سنة!

وروى أحمد بأنه ركِب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر إلى مصر، قال‏:‏ إني سائلُك عن أمرٍ لم يبقَ ممَّن حضره مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا وأنت، كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ستر المسلم‏؟‏ فقال‏:‏ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ((مَن ستر مؤمنًا في الدنيا على عورةٍ، ستره الله عز وجل يوم القيامة‏))‏، فرجع إلى المدينة، فما حل رَحْلَه حتى تحدَّث بهذا الحديث‏.‏

[10] كُتبت بأسلوب رائع وراقٍ، بعيدًا عن الفحش والمجون وما يخل بالآداب الإسلامية، وأفضلها كتاب ابن القيم: روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

[11] الاجتماع يكون على الدين، وليس على شيء آخر، قال تعالى: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ? [آل عمران: 103]، فُسِّر حبل الله بأنه هو الإسلام، وقال آخرون: هو القرآن، والمعنى واحد، فالاجتماع يجبُ أن يكون على كتاب الله تعالى، وعلى سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى فهم الصحابة رضي الله عنهم للكتاب والسُّنة، قال شيخ الإسلام: والخير كلُّ الخير في اتباع السلف الصالح، والاستكثار مِن معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتفقُّه فيه، والاعتصام بحبل الله، وملازمة ما يدعو إلى الجماعة والأُلفة، ومجانبة ما يدعو إلى الخلاف والفُرقة، فإن اختلَفْنا فعلينا أن نرجع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ? [النساء: 59].


"
شارك المقالة:
21 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook