دعوة عصاة المسلمين

الكاتب: المدير -
دعوة عصاة المسلمين
"دعوة عصاة المسلمين

 

يختلف الناس في طباعهم وتوجهاتهم وشخصياتهم وعقائدهم وأفكارهم، منهم المؤمنون أو المسلمون، ومنهم العصاة، ومنهم المشركون والمنافقون، وأهل الكتاب والملحدون؛ وبالتالي لا بد أن تختلف طريقة دعوتهم، وأن يكون لكل طائفة منهم أسلوب يناسبه، ومدخل يستخدمه الداعية معه للوصول إلى قلبه.

 

وهنا نسأل سؤالًا: هل هناك فرق بين المؤمن والمسلم؟ وهل كل مسلم مؤمن؟




إن تحديد الفرق بين المؤمن والمسلم ينبني على تحديد الفرق بين الإسلام والإيمان، والقاعدة عند العلماء: أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فإذا ورد الإسلام والإيمان في نصٍّ واحد، كان معنى الإسلام: الأعمال الظاهرة، ومعنى الإيمان: الاعتقادات الباطنة؛ كقوله تعالى: ? قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ? [الحجرات: 14]، أما إذا ذكر الإسلام وحده دخل في معناه الإيمان؛ كقوله تعالى: ? إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ? [آل عمران: 19]، وإذا ذُكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام؛ كقوله تعالى: ? وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ? [المائدة: 5].

 

ويمكننا أن ننظر هنا إلى المسلمين من حيثيتين:

1- من حيث الاهتداء والضلال.

2- من حيث قوة أو ضعف التزامهم بالإسلام.

 

فمن الحيثية الأولى ينقسمون إلى قسمين:

مسلمين مهتدين، ومسلمين ضالِّين؛ وهذا التقسيم غالبًا ما يُستعمل في مقام الحكم على العقائد، وبيان سلامتها؛ وذلك لأن المسلم قد يضل في عقيدته ضلالًا لا يخرجه عن الملَّة الإسلامية؛ كأن يكون صاحب بِدْعة خطيرة في العقيدة لا يُكفَّر بها.

 

ومن الحيثية الثانية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

أ- سابق بالخيرات: وهو التقي الصالح.

ب- وظالم لنفسه: وهو الفاسق الفاجر.

ج - ومقتصد: وهو الضعيف المتردِّد بين الصنفين السابقين.

 

قال تعالى: ? ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ? [فاطر: 32]، وهذه الأصناف الثلاثة موجودة في أتْباع الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام جميعًا.

 

والمؤمنون هم الذين آمنوا بالله عز وجل، وصدقوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ففازوا بالحُسنى، عبدوا الله عبادة خالصة، فلا يشركون معه غيره في العبادة، فهم لذلك في خشية منه وترقُّب، تركوا كل ما يُبعِدهم عن طريقه بالطاعة، وتنفيذ الأوامر، واجتناب النواهي، والإنفاق في سبيله أملًا في رحمته وعَفْوِه.

 

ومع ذلك فقد يكونون بحاجة إلى الدعوة والتذكير؛ لأن المسلم قد يخطئ، ويحتاج إلى التنبيه والتوجيه؛ ولأن العصمة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولمن عصمه الله من عباده المخلصين؛ ولهذا لما رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلًا على مَنْ دونه، وجَّهه النبي صلى الله عليه وسلم، وأرشده بقوله: ((هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ؟))؛ رواه البخاري.

 

فينبغي للداعية أن يقبل النصيحة ممَّن وجَّهَها إليه من العلماء والدُّعاة، أو حتى ممن هو دونه، وينبغي له ألَّا يستحي من توجيه إخوانه الدعاة إلى الخير إذا رأى ما يوجب ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ))، رواه ابن ماجه، وهذا يؤكد أن كل مسلم يحتاج إلى توجيه ونصيحة مهما ارتفعت منزلتُه.

 

وفي دعوة المؤمنين يحتاج الداعية أن يُحرِّك الإيمان في قلوبهم، ثم يُخوِّفهم من عقاب الله الذي أعدَّه للعصاة، نقرأ في ذلك قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [التحريم: 6].

 

فالآية الكريمة تناديهم باسم الإيمان (هنا حرك الإيمان في قلوبهم)، ثم يصدر بعدها الأمر المخيف، فيذكرهم بالنار، وأي نار هذه؟ إن وقودها الناس والحجارة، ففيها فوق العذاب مهانة وذل، فالناس فيها كالحجارة لا قيمة ولا وزن، وهناك حرَّاس شِداد فلا شفقة ولا رحمة بالمعذبين، وهم طائعون لا يعصون في أمر، ولا يتقاعسون في طلب (هنا يُخوِّفهم من عذاب الله)، ثم يُيئس الكافرين من رحمته ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? [التحريم: 7]، وعلى أثر ذلك يفتح للمؤمنين باب الأمل، ويناديهم مرة أخرى محركًا الإيمان في قلوبهم، يدعوهم إلى التوبة، ويُمنِّيهم إن هم أنابوا بغفران الذنوب وجنات النعيم ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ? [التحريم: 8].

 

بهذا العرض لهذا الهول المخيف يحذر المؤمنين، وبهذا الأمل في رحمته ورضوانه يجمع المؤمنين إذا شردوا، ويردُّهم إلى الحق إذا انصرفوا عنه، ويخاطب قلوبهم إذا قست، فتتلفَّت حولها فلا تجد ملجأ منه إلا إليه.

 

والعصاة هم من كان عندهم أصل الإيمان؛ وهو الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ ولكنهم لا يقومون بحقوق هذه الشهادة، فهم يخالفون بعض أوامر الشرع، ويرتكبون بعض نواهيه، ولم يصدر منهم إنكار شيء معلوم في الإسلام بالضرورة، أو نطق بكلمة كفر، أو خروج على جماعة المسلمين، ومنهم المكثِر من المعاصي، ومنهم المقِلُّ، ومنهم بين ذلك على درجات كثيرة ومتنوعة جدًّا لا يُحصيها إلا الله تعالى.

 

وعلى الداعي أن ينظر إلى أهل المعاصي نظرةَ تَعَقُّلٍ لأسباب سقوطهم في هذه المعاصي؛ فإذا عرف أسباب وقوعهم في المعصية؛ فسيُساعده ذلك في انتشالهم منها، وينظر إليهم نظرةَ شفقةٍ لتخليصهم من هذه الهاوية، وأن الداعي الواعي لتحقيق هذه الغاية النبيلة لا يحتقرهم؛ افتخارًا بنفسه عليهم بطاعته على معاصيهم، ولا يُعيِّرهم عَلنًا، ولا يشمت بهم؛ بل يتخذ الوسائل اللازمة بحكمة ويقظة؛ لهدايتهم وإصلاحهم، وجعلهم أعضاءً صالحين في المجتمع الإسلامي المثالي الذي يعمل لإيجاده؛ لأن احتقارهم وتشنيعهم عَلنًا سوف يؤدي إلى تقوية جرثومة المعصية، والاستهانة بالداعي، وإلحاق الأذى به.

 

وينبغي للداعي أن يتذكَّر دائمًا ما جاء في الحديث الشريف عن المسلم العاصي: ((كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ))، وأن المسلم غير معصوم من المعصية، وأن الأنبياء والرسل هم المعصومون من الخطايا.

 

ويعصي المسلم إما بسبب ضعف في إيمانه، أو بجهل، أو بغفلة بدافع من إغراءات الشيطان، أو شهوات الدنيا، والداعي يعمل معهم مثل الطبيب الخبير؛ فيكشف أصل الداء، ثم يُشعِر المريضَ بالمرض الذي ابتُلي به، ثم يدفعه لتناول الدواء الذي يصفه له؛ لإنقاذ نفسه من التهلكة، ويستعيد صحته كاملة، ثم يتعهَّد حالة مريضه من حين إلى آخر، حتى يتأكَّد من مراعاته لإرشاداته، ونجاته من زلَّاته.

 

وينظر إليهم الداعي نظرة إشفاق ورحمة، فهو يراهم كالواقفين على حافة وادٍ عميق سحيق في ليلة ظلماء، يخاف عليهم من السقوط، ويعمل لتخليصهم من الهلاك، وهو في سبيل هذه الغاية يتجاوز عن حقِّه إن كانت معصيتهم في حقِّه؛ ولكن له أن يغضب إذا انتهكت محارم الله؛ قالت عائشة رضي الله عنها: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حُرْمة الله، فَيَنْتَقِمَ للهِ عزَّ وجلَّ بِها؛ رواه البخاري.

 

ومن محارم الله التي يغضب لها المسلم: الصدُّ عن سبيل الله، ففي هذه الأحوال ونحوها للداعي أن يسلك مع هؤلاء العصاة ما يكفُّ ضرَرَهم عن الدعوة بالقدر الذي يبيحه الشرع، على ألَّا يتجاوز هذا القدر، وأن يتوسَّل بالأسهل فالأسهل من وسائل كفِّ ضرَرَهم، مع رغبته التامَّة في هدايته وصلاحهم.

 

وقد وجَّه القرآن الكريم أنظارَهم إلى الإقلاع عن المعاصي إذا وقعت عن جهل بها، والمبادرة بالرجوع إلى الله والتوبة؛ فإن الله تعالى يقبل التائبين، ويغفر للمسيئين؛ يقول تعالى: ? إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ? [النساء: 17].

 

وموقف الداعي من العصاة أن يُذكِّرهم بالله عز وجل، ثم يخوفهم من العقاب الذي أعدَّه للعصاة والمذنبين، ويُرغِّبهم في الثواب العظيم الذي أعدَّه للتائبين؛ فيصف لهم النار وعذابها، والجنة ونعيمَها، ومن هنا يرجعون إلى الحق والهدى، ويعودون إلى الصراط المستقيم.

 

ومن الممكن تقسيم العصاة إلى:

1- من عنده جهل بالأحكام:

فهذا نصبر على جهله، وندعوه ونُعَلِّمه بالرفق واللين، ونرشده إلى الأحسن بلطف، وفي جانب الجهل بالأحكام نذكر ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد؛ عَنْ أنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قال: بَيْنَما نَحْنُ فِي المسْجِدِ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ أعْرَابِيٌّ، فَقَامَ يَبُولُ فِي المسْجِدِ، فَقَالَ أصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ))، فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: ((إِنَّ هَذِهِ المَسَاجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا البَوْلِ وَلا القَذَرِ؛ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلاةِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ))، أوْ كَمَا قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَأمَرَ رَجُلًا مِنَ القَوْمِ، فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَنَّهُ عَلَيْهِ؛ متفق عليه.

 

2 - من عنده علم بالأحكام:

فهذا يُدعى إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتُضرب له الأمثال الحسيَّة والدلائل العقلية، ويُدعى له بزيادة الإيمان، ليستقيم على طاعة الله ورسوله؛ ونتذكر هنا ما فعله الرسول في هذا الحديث: فعَنْ أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ القَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، قَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ: ((ادْنُهْ))، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: ((أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟))، قَالَ: لا وَالله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ؟))، قَالَ: لا وَالله يَا رَسُولَ الله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟))، قَالَ: لا وَالله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأخَوَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟))، قَالَ: لا وَالله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟))، قَالَ: لا وَالله، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ))، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ((اللَّهمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ))، قال: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ؛ أخرجه أحمد.

 

3 - من عنده قوة في الإيمان، وجهل بالأحكام:

فهذا يدعى مباشرة ببيان الحكم الشرعي، وبيان خطر اقتراف المعاصي، وإرشاده لإزالة المنكر الذي وقع فيه؛ عَنْ عَبْدالله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رَأَى خَاتمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ: ((يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَىَ جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ))، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ، بَعْدَمَا ذَهَبَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ خَاتَمَكَ، انْتَفِعْ بِهِ، قَالَ: لا، وَالله لا آخُذُهُ أَبَدًا، وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ أخرجه مسلم.

 

4- من عنده قوة في الإيمان، وعلم بالأحكام:

فهذا ليس له عذر، فينكر عليه بقوة ووضوح، لئلا يكون قدوةً لغيره في المعصية، ويمكن أن نذكر هنا قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا في غزوة تبوك خمسين ليلة، وأمر الناس بهجرهم لما تركوا الخروج مع الرسولِ – صلى الله عليه وسلم - والناسِ لغزوة تبوك، مع قوة إيمانهم وعلمهم، ولا عذر لهم، ثم تاب الله عليهم، وهم: هلال بن أمية، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم. والقصة مفصلة في الصحيحين؛ قال الله تعالى: ? وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ? [التوبة: 118].


"
شارك المقالة:
19 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook