المحبة هي أحد المشاعر الجميلة التي تجمع بين الأفراد، وعادةً ما يكون الأبوان هما السبب الرئيسيّ لغرس المحبة في قلوب أبنائهم، وتربيتهم على حب الغير، فتكبر هذه المشاعر النبيلة مع الأيام وتتجسد بالمودة، والرحمة، وحسن معاملة الآخرين، والشخص المُحب ينشر مشاعر المحبة لمن حوله فهو عبارة عن شمس متوهّجة تشع طاقة من الحب إلى القلوب، وترسلُ خيوطها الدافئة للناس، وتجذبهم نحوها، وعادةً ما تزداد مشاعر المحبة للآخرين بشكلٍ طرديّ مع مقدار حب الإنسان لنفسه، وتقديره لذاته، وسلامه الداخليّ، وسيتم التطرق في هذا المقال إلى أهم العلامات التي تكشف كره شخص للآخر.
تحدث الكراهيّة عند تحريض المشاعر السلبيّة تجاه فرد أو فئة معيّنة من الناس مع إظهار العداوة وقلة التعاطف معهم، ويُمكن معرفة الكارهين من خلال بعض العلامات التي تشي بهم ومنها:
تُعتبر لغة الجسد من أهم العلامات التي تُوضح ما إذا كان الشخص يُكنّ الكره لأحد، ويُمكن معرفتها بالتركيز على مجموعة من الأمور وهي:
يتجنب الشخص الكاره ذكر أموره الشخصيّة والإفصاح عن أي مشاعر تخصّه، ويُبقي نفسه على ضفة النهر ولا يُحاول الاندماج والمشاركة بالحديث، بل سيحاول الذهاب لإجراء مكالمة أو الاستئذان للخروج من الجلسة، كما أنه يجيب إجابات قصيرة مقطعيّة، ولا يُحاول الاستفسار أو التعمق في النقاش؛ وذلك لعدم شعوره بالحماس مع الشخص الآخر، وإن اضطر للتحدث إليه، ستكون نبرة صوته مُختلفة عن تلك التي تظهر خلال حديثه مع من يحب، وربما ساخرة في بعض الأحيان.
يقوم الأفراد بتهنئة وتقدير الشخص الناجح ويشيدون بإنجازاته، لكن إذا كان هناك أشخاص يُضمرون البغض له؛ سيتجنبون مجاملته والثناء عليه، وسيحاولون إحباطه والتقليل من قدراته، وتسليط الضوء على تقصيره وسلبياته، والسخرية منه، كما أنهم يقومون بتقديم النصائح غير البناءة له، وعدم تشجيعه على تحقيق الأهداف.
أحد الطرق المبتكره التي يلجأ إليها الكاره هي إسقاط اللوم على الشخص الذي يكرهه في العديد من المواقف التي يجدها مناسبة؛ لإشعاره بالعجز والتقصير، بالإضافة إلى جرح أحاسيسه وعدم الاهتمام بمشاعره.
عادةً ما يكون الصديق هو الشخص المقرّب للإنسان، إلا أنّ بعض الكارهين سيُحاولون الاقتراب من الشخص الذي يكرهونه والتواجد معه معظم الوقت وطرح العديد من الأسئلة عليه والتدخل بحياته الشخصيّة بشكلٍ كبير؛ وذلك لتقصّي أخباره ومعرفة ما إذا كان سعيداً أم لا، لمحاولة العبث في حياته وتعكير صفوها.
سيُحاول الشخص الكاره تشتيت الانتباه عن المتحدث ومقاطعته في حال التواجد مع مجموعة من الأفراد، وسيطلب منه إعادة سرد الموضوع أكثر من مرة؛ ليُظهر عدم اهتمامه بحديثه والتقليل من شأنه.
يُظهر الكارهون سوء نواياهم بشكلٍ مباشر وذلك عند توددهم للشخص المعني وقت طلبهم لمصالحهم الشخصيّة، أو احتياجهم لمساعدته في أمور يجهلونها وتكون من اختصاصه، بينما في الأوقات الطبيعيّة لا يكترثون لأمره، ولا يضعونه في قائمة أولوياتهم.
عندما يبدأ الكارهون بالتحدث مع الشخص الذي يكرهونه فإنهم يلجأون إلى الكذب أو إخفاء الحقائق، حيث يُصبح الشخص أكثر حساسيّة عندما يُضطر إلى الكذب، ويُحاول الهروب بطريقةٍ ما من الأسئلة الموجّهة له أو يقوم بتضليل الشخص الآخر بالإجابات، أو يتملّص من الجلسة بموعد كاذب، ففي الحقيقة هؤلاء الأشخاص لا يحتاجون لأحد لكي يكشف كذبهم؛ لأنّ مشاعرهم وأحاديثهم المتقلّبة ستشي بهم.
يتحدث الشخص الكاره أمام العديد من الناس عن الشخص الذي يكرهه بالسوء، ويسعى جاهداً لنشر الإشاعات عنه، وتلطيخ سمعته؛ وذلك للتقليل من احترام الآخرين لهُ، وجعلهم يكرهونه، لكي لا يتبقى لديه صديق أو حبيب.
عند تواجد الكاره مع الشخص الذي يكن له مشاعر الكره في مكانٍ عام، أو جلسة فيها الكثير من الزملاء والأصدقاء، فإنّه يُسارع إلى إعلان اعتراضه على رأيه، أو التعليق بشكلٍ حادٍ على ما قاله الآخر، ويُحاول جاهداً تخطيئه، وتشويه رأيه، ومن المُلاحظ أنّ الكاره لا ينتظر وجود سببٍ حقيقي لمعارضة الطرف الآخر ومهاجمته، فالدافع غالباً هو الكراهية